انتشر على الشبكات الاجتماعية الأحد 15 أكتوبر/تشرين الأول مقطع فيديو يصوّر لحظة خروج المدنيين من الرقة، وهم يصرخون ويبكون يعانقون بعضهم بعضاً ربما لأنهم لم يكونوا يتوقعون أن هذه اللحظة ستأتي.
الفيديو والذي لم تتجاوز مدته 3 دقائق يختصر حال الرعب لدى المدنيين الذين كانوا محاصرين من قبل قوات سورية الديمقراطية المدعومة من أميركا، ويرزخون تحت حكم داعش في المدينة التي طالما اعتبرها التنظيم عاصمة لهم، وكان يمنعهم من المغادرة للاستفادة منهم كدروع بشرية تمنع قوات التحالف من التقدّم.
فهؤلاء المدنيون هم ممن لا حول لهم ولا قوة، لأنّ من كان يملك المال استطاع الهرب بحياته بمجرّد دفعه مبلغاً ايصل إلى 2000 دولار على الشخص الواحد، كي تسمح له عناصر من داعش بالمغادرة، ومن لا يملك بقي داخل المدينة.
ويظهر في الفيديو نساء ورجال وكبار بالسن وهم يدعون ويشكرون عناصر يبدو من شعارات ملابسهم العسكرية أنهم مقاتلون أكراد تابعون لقوات سورية الديمقراطية، ومن بعيد لا تزال أصوات طلقات الرصاص في الأجواء.
كانوا يركضون دون أن يقصدوا وجهة معينة، لا يحملون معهم أية أغراض، لأن عودتهم لمنازلهم مرة أخرى باتت وشيكة وخاصة أن عناصر داعش وعوائلهم غادروا المدينة السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول وفق اتفاقية بينهم وبين أميركا وحلفائها بتسليم الرقة.
حيث قامت قرابة 12 حافلة بإخراج المسلحين من الرقة باتجاه ريف دير الزور الشرقي آخر مناطق سيطرة داعش في سوريا، وتزامن ذلك مع تحليق مكثف لطائرات التحالف الدولي.
وأوضح التحالف في بيان له أن هدف الاتفاق "تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، على أن يتم استثناء الإرهابيين الأجانب في داعش" (تنظيم الدولة)، مؤكدا أنه سيجري التحقق من هوية المغادرين.
وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس صرح أمس بأن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قال مؤخراً أنه "سيقبل باستسلام" عناصر التنظيم في الرقة شمال سوريا.
وتنوي قوات سوريا الديمقراطية بعد طرد الجهاديين من الرقة، "تسليمها إلى مجلس مدني وعسكري من أبناء المدينة بكافة مكوناتهم الاجتماعية والعشائرية"، وفق تصريح سابق للمتحدث باسمها طلال سلو، نافياً "وجود أي حساسية بالنسبة لمشاركة الوحدات الكردية" في معركة الرقة.
وأكدت قوات سوريا الديمقراطية، أن هذا "المجلس المدني" يتألف من أهالي محافظة الرقة بكل مكوناتهم، وبينهم وجهاء عشائر وشخصيات سياسية وثقافية.
ويشرح مسؤول العلاقات العامة في المجلس عمر علوش، أن المجلس يتضمن "14 هيئة منها العدل والصحة والتربية والشباب والمرأة والخدمات والأمن الداخلي، ومهمتها إدارة أمور المناطق المحررة وضمان تقديم خدماتها وحفظ استقرارها".