الناخبون في النمسا يختارون بين اليمين واليمين المتطرف.. وترجيحات بفوز كورتز ليصبح المسؤول الأصغر سناً في أوروبا

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/15 الساعة 03:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/15 الساعة 03:42 بتوقيت غرينتش

يُدلي الناخبون النمساويون بأصواتهم، الأحد 15 أكتوبر/أغسطس، في انتخابات تشريعية مبكّرة يرجح أن يفوز فيها المحافظ سيباستيان كورتز (31 عاماً) ليصبح المسؤول الأصغر سناً في أوروبا، وأن تمهّد الطريق لعودة اليمين المتطرف إلى الحكم في أحدث اختبار للشعبوية في الاتحاد الأوروبي.

وسيشكّل التحول نحو اليمين في النمسا، البلد الغني البالغ عدد سكانه 8,75 مليون نسمة، مصدر قلق للاتحاد الأوروبي، الذي يعاني من تداعيات قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد وتزايد التأييد للقوميين في المانيا والمجر وبولندا وغيرها.

كل المؤشرات تدل على أن النمساويين ضاقوا ذرعاً بتدفق طالبي اللجوء، ويريدون للمرة الأولى منذ 10 سنوات استبدال الحكومة الوسطية المكبلة بحكومة أكثر تشدداً.

وترجح الاستطلاعات فوز كورتز وزير الخارجية وزعيم "حزب الشعب النمساوي" اليميني بأكثر من 30% من الأصوات، وقد تعهّد بالتشدد في ملف المهاجرين والحد من الضرائب.

ومن المرجح أن يشكل كورتز ائتلافاً مع "حزب الحرية" اليميني القومي المشكك بالاتحاد الأوروبي، والذي يتنافس مع الديمقراطيين الاشتراكيين على المركز الثاني مع نسبة 25% من أصوات الناخبين.

وأوشك حزب الحرية الذي أسسه نازيون سابقون على الفوز بالرئاسة في النمسا العام الماضي وتصدر استطلاعات الرأي الى أن تمكّن كورتز من استمالة أصوات لصالح "حزب الشعب" الذي شهد تعديلات في الربيع.

من جهته قاد زعيم "حزب الحرية" كريستيان ستارخه (48 عاماً) حملة مناهضة لطالبي اللجوء، متعهداً الحؤول دون أن يتحول النمساويون الى "أقلية في بلدهم"، بحسب ما قال، الجمعة الماضي، خلال حملة انتخابية.

في المقابل، قد ينتقل المستشار كريستيان كيرن (51 عاماً) وحزبه الاشتراكي الديمقراطي الذي حكم البلاد على مدى 10 سنوات الى صفوف المعارضة بعد حملة انتخابية شابتها أخطاء وفضائح.

وبين كيرن وكورتز عداوة كبيرة تجعل من تشكيل ائتلاف حكومي بين الرجلين احتمالاً غير مرجح.

وألقى كيرن، المستشار الاشتراكي الديمقراطي الذي تولى مهامه في أيار/مايو الماضي، بثقله في المعركة السبت محاولاً إقناع الناخبين بالوقوف بوجه انعطافة البلاد نحو اليمين، قائلاً إن "النمسا تقف عند مفترق طرق هو الأخطر منذ عقود".

ودخل حزب الشعب وحزب الحرية في ائتلاف حكومي بين عامي 2000 و2007. وأدى هذا التحالف الذي قاده حينها يورغ هايدر مع اليمين المتطرف الى نبذ النمسا.

إلا أن عودة هذا الائتلاف اليوم قد لا يكون له الوقع نفسه بعد التقدم الكبير الذي حققه القوميون في أوروبا.

"يسيطر على عقول الناس"

وفُتحت مراكز الاقتراع عند الرابعة بتوقيت غرينيتش وتُقفل عند الثالثة بعد الظهر بالتوقيت نفسه، ويتوقع ظهور أولى النتائج الأولية بعيد الإقفال.

وسيقوم حوالي 6,4 ملايين ناخب باختيار نوابهم وفق نظام النسبية.

وتمت الدعوة للانتخابات المبكرة بعد أن تولى كورتز زعامة حزب الشعب في أيار/مايو وقرر الخروج من الائتلاف الحاكم الذي كان يجمعه مع الاشتراكيين الديمقراطيين.

وتعهّد الزعيم الشاب بإعادة "الأولوية للنمساويين" مستقطباً الى حزبه مرشحين من جيل الشباب من غير السياسيين.

وقال المتطوع في حملة حزب الشعب في فيينا ميكايل براندشتيتر لفرانس برس: "أنا أشعر بالتفاؤل".

وأضاف: "أسلوب كورتز في التعامل مع الأمور هو ما يجعله يسيطر على عقول الناس".

ويقول كورتز إن الفضل يعود إليه كوزير للخارجية في إقفال ما يُعرف بطريق غرب البلقان أمام المهاجرين في 2016، وهو ما يكسبه تأييداً في البلاد.

ويرفع كورتز عناوين اليمين المتطرف وهو ينوي وقف التقديمات للأجانب وإقفال دور الحضانة الإسلامية.

ويتفق كورتز وستراخه في مواضيع تخفيض الضرائب والبيروقراطية الشديدة في البلاد وإبقاء الاتحاد الأوروبي بعيداً عن الشؤون الداخلية للنمسا.

ويقول محللون إن التحالف بين الرجلين من شأنه أن يجعل من النمسا معضلة للاتحاد الأوروبي.

وستتولى النمسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من 2018، بالتزامن مع المهلة المحددة لإنجاز مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد.

ويعتقد ستراخه أن "بريطانيا ستكون أفضل حالاً بعد بريكست"، ويدعو الى تعزيز العلاقات مع دول أوروبا الشرقية والوسطى.

واعتبرت صحيفة "دير شتاندارد" (المعيار) أن "وجود حزب الحرية كشريك في الحكومة لن يعطي انطباعاً جيداً في أوروبا وكورتز يدرك ذلك. لكن السؤال المطروح هو: هل سيكون هنالك التفاف حول ستراخه بعد هذه الانتخابات".

تحميل المزيد