كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، الجمعة 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 عن رسائل مسربة من المحكمة الجنائية الدولية، تُظهر أنها حققت نهاية العام 2012 في تورط محمد دحلان، القيادي السابق في حركة "فتح" مع سيف الإسلام القذافي بأفعال وصفتها بالفظيعة.
وأشارت التسريبات إلى تورط دحلان مع سيف الإسلام أثناء الاحتجاجات التي شهدتها ليبيا ضد الزعيم الراحل معمر القذافي في العام 2011.
وكشفت رسالة أن المدعية العامة فاتو بنسودا طلبت من الرئيس الفلسطيني محمود عباس المساعدة الرسمية في إطار تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في أحداث ليبيا.
وقالت المدعية في رسالتها: "تدعيماً لهذا التحقيق، يطلب مكتبي مساعدة حكومة فلسطين في ما يتعلّق بالتورّط المزعوم (في الحرب الليبية) لمواطنَين فلسطينيين، هما محمد دحلان، ومحمد برهان رشيد، واللذين كانت مشاركتهما مع سيف الإسلام القذافي، وعبدالله السنوسي (رئيس الاستخبارات العسكرية في نظام القذافي)، وغيرهما من الشخصيات التي يحتمل أنها كانت أكثر مسؤولية عن أخطر الجرائم بموجب نظام روما الأساسي؛ أمراً يثير قلق المكتب".
وكانت وثيقة لموقع ويكيليكس تعود إلى عام 2010، كشفت أن دحلان وسيف القذافي التقيا لأول مرّة في إسبانيا قبيل اندلاع الربيع العربي، حينما كان القذافي الابن يحاول تسويق نفسه على أنّه "الوجه الجديد" للنظام، وخليفة والده الأكثر اعتدالاً في ليبيا.
وفي فبراير/شباط 2013، كشفت حركة "فتح" أنها تُحقق في تقارير إعلامية أفادت بتورط محمد دحلان في إرسال سفينة أسلحة إسرائيلية إلى الزعيم الليبي معمر القذافي، وفقاً لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأميركية.
ونقلت تلك التقارير عن مصادر في المعارضة الليبية أن القوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي ضبطت مؤخراً سفينة محملة بأسلحة إسرائيلية، كانت في طريقها إلى كتائب القذافي، وأشارت إلى تورط دحلان مع آخر يُدعى خالد سلام، في إرسال تلك السفينة.
وكان تحقيق لصحيفة لوموند الفرنسية وصف قبل أيام دحلان بأنه "قلب المؤامرات السياسية والمالية في الشرق الأوسط"، وكشف دوره في تخريب الثورات العربية ومحاصرة الإسلاميين.
وأشار التقرير إلى أنه يحظى في كل تحركاته بدعم سخي ورعاية من صديقه الحميم ولي عهد الإمارات محمد بن زايد.
وقال مراسل الصحيفة في بيروت بنيامين بارت في تحقيقه إن شبح "أبو فادي" -كما يعرف دحلان بين الفلسطينيين- يحوم من جديد في سماء غزة، وأن اسمه على كل لسان وأمواله تشغل كل الأذهان.
وكشف أيضاً أن قائد جهاز الأمن الوقائي السابق البالغ من العمر 56 عاماً هو أحد الفاعلين الرئيسيين في لعبة جيوسياسية كبيرة تشارك فيها مصر والإمارات وجهات فلسطينية، وتستهدف استعادة قطاع غزة من الإسلاميين المنهكين بعشر سنوات من الحصار وثلاث حروب مع إسرائيل.