استعادت قوات نظام بشار الأسد وحلفاؤها، اليوم السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول 2017 السيطرة على مدينة الميادين، أحد آخر أبرز معاقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، في حين استسلم مقاتلون للتنظيم في مدينة الرقة.
وقال المصدر إن "وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة تستعيد السيطرة على مدينة الميادين فى دير الزور (شرق) وتقضي على أعداد كبيرة من إرهابيي داعش".
وأضاف أن القوات الحكومية "تطارد فلول تنظيم داعش الهاربة من المدينة"، كما تقوم وحدات الهندسة "بإزالة الألغام والمفخخات التي زرعها الإرهابيون في شوارع وساحات المدينة".
وبعد الميادين، تبقى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق آخر معقل للتنظيم المتطرف في شرق سوريا، في وقت يوشك على خسارة مدينة الرقة (شمال) بالكامل.
هجوم من محورين
وتمكنت قوات النظام قبل يومين من قطع الطرق التي تربط الميادين الواقعة في ريف دير الزور الشرقي بمدينة البوكمال. وحوصرت بذلك المدينة من ثلاث جهات، ولم يبق أمام مقاتلي "داعش" سوى الفرار عبر عبور نهر الفرات باتجاه ضفته الشرقية حيث لا يزال يتواجد التنظيم.
وتسعى قوات النظام بدعم روسي إلى توسيع مناطق سيطرته في محافظة دير الزور التي يسيطر التنظيم على الجزء الأكبر منها منذ العام 2014.
وتشكل هذه المحافظة حالياً مسرحاً لهجومين منفصلين: الأول تقوده قوات النظام بدعم روسي في مدينة دير الزور، وفي الريف الغربي للمحافظة، والثاني تنفذه قوات سوريا الديموقراطية (فصائل كردية وعربية) المدعومة من واشنطن في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي.
استسلام في الرقة
وتأتي خسارة "داعش" في دير الزور، في وقت استسلم فيه عشرات المقاتلين التابعين للتنظيم في الرقة معقلهم الأبرز سابقاً في سوريا، إلى قوات سوريا الديمقراطية التي باتت على وشك السيطرة على كامل المدينة.
وفيما تحدثت مصادر عدة عن التحضير لإجلاء المقاتلين الأجانب في التنظيم المتطرف من المدينة، أكد التحالف الدولي بقيادة واشنطن أن هؤلاء ممنوعون من مغادرة الرقة، بينما أعلن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، من واشنطن أن بلاده ستقبل بـ"استسلامهم".
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته أن كل المقاتلين السوريين في التنظيم المتطرف خرجوا من الرقة مع عائلاتهم.
وقال التحالف الدولي لوكالة الأنباء الفرنسية عبر البريد الإلكتروني "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، استسلم نحو مئة إرهابي من تنظيم الدولة الاسلامية في الرقة، وتم إخراجهم من المدينة".
وكان مسؤول محلي في محافظة الرقة قال في وقت سابق إن مقاتلين من التنظيم المتطرف في الرقة استسلموا ليل الجمعة إلى قوات سوريا الديمقراطية، مؤكداً أنهم "محليون وليسوا أجانب"، من دون أن يحدد عددهم. وأوضح "الأجانب لم يسلموا أنفسهم حتى الآن".
لكن مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن تحدث عن "مفاوضات بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة الإسلامية لخروج المقاتلين الأجانب الذين يطالبون بالمغادرة دفعة واحدة باتجاه مناطق سيطرتهم في محافظة دير الزور شرق البلاد".
وقدر عبد الرحمن عدد المقاتلين الأجانب بـ"150 عنصراً كحد أقصى".
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية لوكالة رويترز اليوم السبت إن تنظيم "داعش" على شفا الهزيمة في مدينة الرقة، وأن المدينة قد تخلو أخيراً من المتشددين اليوم أو غداً.
وتحاصر قوات سوريا الديموقراطية مقاتلي "داعش" بشكل أساسي في المستشفى الوطني والملعب البلدي في وسط المدينة كما في مبان عدة في أحياء محيطة بها.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية بفضل الدعم الجوي للتحالف الدولي من طرد التنظيم المتطرف من نحو تسعين في المئة من الرقة. ولا يزال قرابة ثمانية آلاف شخص محاصرين في المدينة، بحسب آخر تقديرات للأمم المتحدة.
وقال التحالف إن 1500 مدني تمكنوا من الخروج من المدينة خلال الأسبوع الماضي.