إنها تجعل هذه الحقيقة غاية الوضوح: وهي أنه في الوقت الذي تبدأ فيه حياتهم، أشعر كما لو أن شمس حياتي تميل للغروب.
باقتراب ذلك اليوم الذي سيتم فيه زفاف ابنتي الكبرى – وهو يوم 14 أكتوبر/ تشرين الأول- لاحظت أنه على الرغم من أنني متحمسة وسعيدة جداً؛ لأنها وجدت الشخص المناسب لها، وجدت أنني ينتابني شعور بالحزن قليلاً.
لم أكن أتوقع أن أشعر بأي شيء آخر غير بهجة وفرحة عارمة بإتمام زواج ابنتي الأولى، ولكن ها أنا ذا، ينتابني هذا الشعور الغريب الممتزج بتناقض عاطفي، يصيبني هذا الشعور المزعج دون توقّف.
أمضيت كثيراً من الوقت مع هذه المشاعر المتضاربة أسأل نفسي: "ماذا حلّ بي؟ ما أسباب هذا الشعور الغريب؟ ما نوعية تلك الأم التي لا تقفز فرحاً ويخفق قلبها سعادة بزواج طفلتها البكر؟"، بدأت هذه الأفكار في النمو داخل رأسي سريعاً مما سبب لي حالة من اليأس كأُم، وبدأ حوار بداخلي يشككني في كوني صادقة في التفاني في حب ابنتي، والعمل على مصلحتها، والتساؤل أيضاً ما إذا كنت أماً جيدة أم لا.
يعد كل هذا أمراً مزعجاً لي بشكل لا يصدق وبصورة أقل ما يمكن وصفها به أنها مثيرة للقلق؛ لذا بدلاً من مجرد الانغماس والانخراط في تلك المشاعر الرهيبة التي أصارعها، قررت السيطرة على الوضع، وإلزام نفسي بمعالجة تلك المشاعر.
ومن أجل القيام بذلك، وجدت أنني قد أمضيت الأشهر التي سبقت حفل الزفاف في تفكير مليّ، بالإضافة إلى أنني قللت من مشاركاتي الاجتماعية بصورة بلغت أدناها.
ما أشعر به لا علاقة له بعدم السعادة لها، ولكن بدلاً من ذلك، هو أمر يتعلق أكثر بقرب نهايتي.
وقد أتاحت لي هذه الفكرة القيام بتوفير بعض الهدوء في حياتي وضخ السلام في روحي حتى أستطيع التأكد من:
1. التمتع الكامل بالأسابيع الأخيرة التي تسبق حفل زفافها.
2. تهيئة نفسي لتلك اللحظة في المرة القادمة، عندما يحين وقت زفاف ابنتي الأخريين، حتى لا ينتابني ذلك الشعور الغريب مرة أخرى.
3. النقطة الثالثة والأخيرة، أن أكون سعيدة، مَن ذا الذي يرغب في أن يكون حزيناً في تلك اللحظة الرائعة التي يحتفل فيها بتكوين بيت جديد قائم على الحب؟ بالتأكيد لست أنا.
ما توصلت إليه خلال أشهر التأمل الذاتي التي قضيتها هو أن ما أشعر به لا علاقة له بعدم سعادتي لها، ولكن بدلاً من ذلك، هو أمر يتعلق أكثر بالشعور بقرب نهايتي. أنا لم أعد بعد في العشرينات من عمري (من الواضح أنني أعرف ذلك بالفعل)، ولكن الأمر هنا يتعلق أكثر بالشعور الذي ينتابك من خلال تلك الخطوة الأولى التي تخطوها مع طفلتك البالغة، وتلك الخطوات الأخيرة التي تخطوها مع أصغر طفلة – والذي تخرجت في الجامعة هذا العام – هذا يجعل تلك الحقيقة تبدو في غاية الوضوح: وهي أن شمس حياتهم تشرع الآن في الشروق، في حين تميل شمس حياتي للغروب.
في الواقع، أنا أعلم أن زواجها ليس نهاية شبابي، أو نهاية حياتي كذلك، وأنا أعلم أن الشروع في هذه المرحلة الجديدة والمثيرة من حياتها ليس انعكاساً لحياتي التي تحتاج إلى "إبطاء"، أو أن تصبح "أقل نشاطاً وحيوية أو أقل إثارة" بالنسبة لي ولزوجي.
أنا أعرف هذا، ولكن لم أكن أشعر به، العقل شيء مدهش؛ إذا لم نولّه الاهتمام اللازم، لديه القدرة على انتهاز وتحويل ذلك الوقت السحري الرائع من حياتنا وجعلنا ننشغل بأنفسنا كثيراً، مما قد يتسبب في أن تفوتنا تلك التجارب الجميلة التي تبدو أمام أعيننا.
أنا ممتنة جداً وبشكل لا يصدق؛ لأنني أدركت نفسي قبل فوات الأوان، كما أنني أشعر بارتياح كبير لأنني استطعت السيطرة على عقلي وقلبي وإعادتهما للوضع الطبيعي في الوقت المناسب، في حين لا يزال لديّ الوقت للاستمتاع بكل الإثارة والمغامرة والسعادة التي تسبق يوم زفافها.
كان من شأنه أن يكسر قلبي، ليس فقط كأُم العروس، ولكن أيضاً كإشبينة العروس، كدت أن أفقد كل شيء؛ لأنني كنت أكثر تركيزاً على ما يجري لي مما يحدث لها.
إذا كنتِ أُم العروس وبدأتِ في الإحساس بذلك الشعور "غير الصحيح" قبل حفل زفاف طفلتك، أقترح عليكِ أن تفعلي كما فعلت، حاولي أن تأخذي بعض الوقت لتهدئي، ثم اطرحي على نفسك تلك الأسئلة: ما حقيقة ما أشعر به؟ ولماذا أشعر به؟
آمل أن تكتشفي، كما فعلتُ، أنكِ حقاً سعيدة جداً لطفلتك وبهذا الوقت الرائع من حياتها، وربما تحتاجي أيضاً أن تعرفي أن البداية الجديدة لحياتهم ليست بأي صورة من الصور إعادة تشكيل لحياتك، أو أنها تكتيف لقدرتك على الشروع في خوض بعض الرحلات الجديدة والمثيرة الخاصة بك.
الوقت الآن هو وقت جيد جداً ومناسب كأي وقتٍ مضى لإزالة الغبار عن تلك القائمة التي كنتِ قد قمتِ من خلالها بتسجيل بعض الأماكن التي تودّين زيارتها أو الأمور التي ترغبين في القيام بها، واشرعي فيما يجب عليكِ القيام به.
هذا الموضوع مترجم عن موقع "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.