بينما يستعد الجيش السوري الحر لدخول مدينة إدلب السورية بدعم بري تركي وبمساندة الطيران الروسي، سلط موقع "سي إن إن ترك"، الضوء على أهمية السيطرة على المدينة في هذا التوقيت من منظور تركي. ويؤكد الموقع أن السلطات التركية تهدف في البداية للحفاظ على حالة الهدوء في المدينة وضواحيها وفقاً لما أفرزته نتائج مؤتمر أستانا الذي عقدته تركيا برفقة إيران وروسيا العام الماضي، والذي أوصى بإقامة 4 مناطق لتخفيف التوتر داخل الأراضي السورية، هي غوطة دمشق الشرقية وحمص ومناطق جنوب البلاد، بالإضافة لمحافظة إدلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.
ويضيف الموقع أن تحركات الجيش التركي لا تهدف لمواجهة النظام السوري بل لدعم عناصر الجيش السوري الحر في مواجهة بعض الفصائل التي تسيطر على محافظة إدلب وأبرزها هيئة تحرير الشام التي قد تتلقى وفقاً للموقع ذاته دعماً أميركياً خلال المواجهة.
أزمة نزوح جديدة
وتحاول تركيا من خلال دعم سيطرة الفصائل الموالية لها في إدلب كما يؤكد الموقع، تجنب وصول مئات آلاف اللاجئين لحدودها في حال قيام النظام السوري بقصف الأحياء التي يسكنونها في المحافظة، حيث يعيش أكثر من مليون لاجئ سوري في المخيمات المقامة على طول الشريط الحدودي الفاصل بين تركيا والأراضي السورية خلال الأعوام الماضية وهو ما ينذر بتفاقم الأزمة في حال نزوح المزيد منهم.
ووفقاً لتقديرات السلطات التركية فإن حوالي 2 مليون و400 ألف سوري يعيشون في مدينة إدلب حالياً، وصل منهم مليون و300 ألف مواطن من مدن وقرى مجاورة خلال السنوات الأخيرة، ما يعني أنهم سينزحون باتجاه الأراضي التركية في حال اندلاع المواجهة بين النظام وفصائل المعارضة في المدينة.
تهديدات الأحزاب الكردية
السلطات التركية تأخذ بعين الاعتبار التهديدات التي يمثلها تواجد حزب العمال الكردستاني المحظور داخل الأراضي السورية، حيث قد يلجأ الحزب المتواجد في منطقة عفرين القريبة للسيطرة على أجزاء من محافظة إدلب لاستخدامها كممر للعبور نحو الحدود التركية والعراقية بحسب "سي إن إن ترك."
وأضاف الموقع أن التواجد العسكري التركي في المنطقة سيفشل مشاريع الأحزاب الكردية في إنشاء ممرات آمنة لعناصرها نحو مناطق أخرى في سوريا.
وكانت صحيفة يني شفق التركية المقربة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد عنونت في اليوم الأول لبدء العملية، "اليوم إدلب وغداً عفرين"، مؤكدة قرب انتهاء المخطط الكردي الذي تدعمه وفقاً للصحيفة إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية للسيطرة على طريق البحر الأبيض المتوسط الرابط بين سوريا وتركيا.
وأرسلت القوات التركية المسلحة تعزيزات أمنية كبيرة ومعدات عسكرية ثقيلة نحو مدينة هاطاي المحاذية للحدود السورية، وبثت المدرعات التركية خلال توجهها للمنطقة السلام الوطني التركي وأغنيات وطنية في إشارة لبدء العملية في مدينة إدلب. وفتحت المدافع التركية صباح الأحد الموافق 8 أكتوبر/تشرين الأول 2017، نيرانها نحو الأراضي السورية دعماً لتحركات الجيش السوري الحر نحو إدلب. وأطلقت المدفعيات التركية بحسب ما نشرته صحيفة يني شفق 5 قذائف باتجاه الأراضي التركية ولم تحدد الصحيفة المواقع المستهدفة.