.أكنت صحفياً أم لم تكن، زيارة سريعة لمخيم ضخم برج البراجنة في لبنان، الذي يضم نسبة سكانية مرتفعة من الفلسطينيين، واللاجئين والنازحين السوريين، تجعلك تدرك تأثير حجم الحاجة، من مال، وأدوية، ووسائل ترفيه للأطفال، ورفع مستوى الوعي والعلم، وكل ما يمكن أن يزيل اليأس من نفس الإنسان، هؤلاء بشر، مهما كان دينهم ومهما كانت جنسيتهم… هنا ليس الكل إرهابياً ، ولا الكل آوي "حبيب الشرتوني" قاتل رئيس الجمهورية السابق للبنان بشير جميل، ليس الجميع فاراً من العدالة، ولا الجميع يعرف أين تقع فلسطين على خارطة العالم وتشابك القضية عربياً وغربياً.
هم بشر، تؤلمهم إنسانيتهم، أغلبيتهم من "الجيل الجديد" الذي ولد بعد الحرب اللبنانية، حقل "نفطي" للعمل الإنساني، إن توفرت الإنسانية.
بعض منظري السياسات الدولية يبقون على الملف بعيداً عن أعين لندن، وأميركا، فتبقى ورقة ضغط بيد حزب الله – الجناح الإرهابي في لبنان للحرس الثوري الإيراني- ليس ملفاً مخفياً، مثل على ذلك كيف تعيش سفارة فلسطين وسفارة إسرائيل بالأردن، وكيف يعمل عدد كبير من الفلسطينيين في دبي وأبوظبي وموجودة سفارة إسرائيل، أضف الانتشار الكثيف للمثقفين الفلسطينيين في كندا.
هكذا تصبح المفاوضة الفلسطينية أمراً أوراقه ندية مع إسرائيل لا بيع معلومات من تحت الطاولة عن طريق عمالة، ولا مواربة.
من الند للند، تنظر في عين أي مسرب لإسرائيل (بائع معلومة – عميل) – دولة مصنفة عدوة في لبنان ويصر على ذلك حزب الله – وتقصّ عليه واقع حال يستحيل بيعه لإسرائيل فزيارة خاطفة إلى إحدى الصيدليات عند تخوم المخيم، كمواطن لبناني، وبالعين المجردة تكتشف أدوية جديدة عليك بالنظر، مدوناً عليها إرشادات باللغة العربية، قد تكون هبة من دولة عربية، وقد تكون هدايا موزعة من شركات أدوية، تحاول التفكير بحلول.. الصحة ومجالها من مهام وزارة الصحة.
يحصلون على بضع أدوية من وزارة الصحة لأمراض السكري، وأخرى مستعصية، هكذا أخبر زميل المخيمات في مخيم آخر وهو مار إلياس، أو تزودهم مؤسسة "الهراوي" في الحازمية ما يحتاجونه.
وعند ذكر الهراوي، وهي مؤسسة زوجة رئيس الجمهورية السابق للمساعدات الإنسانية، تبدأ والدة الشاب سرد أعمالها الخيرية، الشاب بلال، مصاب بداء السكري، مسلم، لكن "السيدة لهراوي على عيد المسيحيين، بتجبلنا بابا نويل (شخصية ترمز إلى عيد الميلاد)". يحمل هذا البابا نويل هدايا كثيرة، إلا العلم فالعلم من مهام "الأونروا"… وللأونروا بوروقراطيتها، حتى شقلب عقل الفلسطيني نتيجة اليأس فأصبح العلم دون فائدة بدل أن تكون لا فائدة دون علم تجعلك تفكر للوهلة الاولى لم لا تحضن المؤسسات أقله الإنسانية هذا النمط من اليأس.
لكن منذ قليل قلنا إن الأونروا تهتم بهم….
لا معلومات تهم إسرائيل، لا أحد يريد العودة إلى فلسطين، ولا حتى التوطين، يريدون فرص عمل في العالم العربي.. يخبر أحد الشباب الفلسطيني، كيف أن فرصة عمل ككاتب في صحيفة، وهي وظيفة مسموحة ضمن لائحة الوظائف التي يمكن أن يعمل بها الفلسطيني في لبنان، خولته النهوض صباحاً والخروج من غرفة اليأس.
هنا، لا يأتي السائح، ولا حتى صحفية لبنانية شقراء خوفاً من اعتقالها بتهمة "الكلام"… هنا واقع مختلف، لا يصدر ولا يجلب إرهاباً إلى باقي المناطق.. عكس ما يرويه بعض ممن هو بعيد عن أرض الواقع…. هنا محرك يلبّسهم التهم و"مين جسمه لبيس بتلبسه التهمة".
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.