لماذا يكره ترامب الاتفاق النووي مع إيران وينوي إلغاءَه؟.. كلّ ما تحتاج معرفته عن الصفقة الدولية التي تهدِّدها واشنطن

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/06 الساعة 09:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/06 الساعة 09:04 بتوقيت غرينتش

من المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال الأيام المقبلة، سحب الثقة وعدم الامتثال للاتفاق النووي الذي أبرمته إيران عام 2015 مع 6 قوى عالمية، بينها الولايات المتحدة الأميركية.

هذا التقرير يحاول أن يضع بين يدي القارئ الإجابات عن بعض أبرز الأسئلة عن الاتفاق النووي والعواقب المحتملة في حال أخذ ترامب هذه الخطوة.

ما الدول المشتركة في الاتفاق؟ وما الذي حققته؟


تفاوضت الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة) بالإضافة إلى ألمانيا مع إيران، وهي الدول المعروفة باسم مجموعة الـ"5 +1″.

الاتفاق الذي توصلت له هذه الدول، يعتبر خطوة مهمة في طريق الحد من التسليح النووي الإيراني، وهو أحد أهم إنجازات إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وساعد الاتفاق على تجنُّب صراع عسكري كان محتملاً حدوثه مع إيران، ووضع حداً لسباق التسلح النووي في الشرق الأوسط.

وساهم الاتفاق في التقليل بشدة من قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم وغيره من الأنشطة الضرورية لصنع أسلحة نووية. وعلى الرغم من وعود إيران المتكررة سابقاً بأنها لن تسعى أبداً للحصول على أسلحة نووية، فإن الاتفاق وفَّر ضمانات يمكّنها للمرة الأولى متابعة ذلك والتحقق منه.

هذا بالنسبة لما استفادته الدول المفاوضة، لكن بالنسبة لمكاسب إيران من هذا الاتفاق، فقد تمثلت في إلغاء أو تعليق مجموعة واسعة من العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة عليها، بما في ذلك العديد من العقوبات الأميركية وحظر تصدير النفط لأوروبا والذي أضعف الاقتصاد الإيراني كثيراً.

لماذا وصف ترامب الاتفاق بأنه "أسوأ صفقة" وأنه اتفاقٌ "مخجل"؟


برر ترامب هذه الأوصاف التي أطلقها على الاتفاق بأن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأعضاء هيئة الأمم المتحدة الذين يشرفون على امتثال إيران للاتفاقية، لا يتمتعون بسلطات مراقبة كافية.

واشتكى ترامب من أن بعض البنود الواردة في الاتفاق ليست بنوداً دائمة، وأن الاتفاقية لم تشمل القيود المفروضة على اختبار الصواريخ. كما انتقد الإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المحتجزة والتي أعيدت إلى إيران، ووصفها بأنها هبة وأنها قد قلصت النفوذ الأميركي.

كيف ردّ السياسيون الأميركيون الآخرون على شكاوى واتهامات دونالد ترامب؟


تعتمد الإجابة عن هذا السؤال على الشخص الذي يوجه إليه هذا السؤال.

فطبقاً لصحيفة نيويورك تايمز، تتفق الأصوات المعادية لإيران مع السيد ترامب. وفي حين أن العديد من نقاد إيران في الولايات المتحدة، الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، يتفقون على أن الاتفاق به عيوب، إلا أنهم يتفقون على أن أنه أفضل من لا شيء.

كما يخشى آخرون من أن تفقد الولايات المتحدة مصداقيتها الدولية في حال تخلت عن الاتفاق، كما يخشون من أن يكون سبباً في نفور الحلفاء الأوروبيين إذا حدث وتخلت عن الصفقة أو قوضتها.

ويشيرون أيضاً إلى أنه على الرغم من إدانات السيد ترامب، فقد وجدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراراً وتكراراً أن إيران ممتثلة بالفعل لتلك الاتفاقية.

وأكدت جميع الأطراف الأخرى أن الاتفاقية تسير بشكل جيد، كما أن بعض مستشاري دونالد ترامب قد أحاطوه علماً بأن الاتفاقية رغم عيوبها لا تزال في صالح الأمن القومي الأميركي.

لماذا لا يزال ترامب معادياً جداً للاتفاق؟


كان ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بالتخلص من هذا الاتفاق أو إعادة التفاوض عليه؛ إذ وصف الاتفاق بأنه "أضعفَ الأمن القومي الأميركي وقام باسترضاء عدو طويل الأمد للولايات المتحدة وإسرائيل".

وعلاوة على ذلك، يفرض القانون الأميركي على الرئيس أن يقدم للكونغرس تقريراً عن امتثال إيران للاتفاق كل 90 يوماً، وهو ما يضع ترامب في مأزق سياسي 4 مرات في العام.

وعندما صدَّق ترامب على امتثال إيران للاتفاق في آخر مرة قدم فيها التقرير، أشار إلى أنها قد تكون المرة الأخيرة التي سيفعل فيها هذا الأمر.

وعلى افتراض أن ترامب تمكّن من إثبات عدم امتثال إيران للاتفاق، يمكنه حينها أن يتخذ خطوة رسمية تجاه سحب الثقة من الاتفاق. ومن شأن هذه الخطوة أن تمنح المشرّعين 60 يوماً ليقرروا إذا ما كانوا سيعيدون فرض عقوبات نووية جديدة من عدمه، مما يلقي بالمسؤولية الفعلية عن مصير الاتفاق إلى الكونغرس.

هل يعني ذلك أن تصريح ترامب يقتل الصفقة؟


لا، أو على الأقل ليس بالضرورة. فقد اقترح المسؤولون الإيرانيون أنهم يعتبرون أن التصريح مسألة سياسية أميركية داخلية طالما لا تؤدي إلى فرض عقوبات جديدة. وربما لا يعيد الكونغرس فرضها من جديد.

هل يبطل فرضُ عقوبات جديدة الاتفاقَ؟


طبقاً لما أكده المسؤولون الإيرانيون بشدة، فإنهم سيتخلّون عن الاتفاق أو على الأقل لن يشعروا بالالتزام بأي قيود نووية تفرضها عليهم بنود الاتفاق.

وفي الوقت نفسه، لا تزال الحكومة الإيرانية مترددة للغاية في اتخاذ مثل هذه الخطوة؛ لأنها قد تعرض العلاقات الاقتصادية التي تطورت للخطر، كما أنها تهدد العلاقات التي تم إحياؤها مع الأطراف الأخرى في الاتفاق، لا سيما فرنسا وألمانيا.

كما أن الحفاظ على الاتفاق يُبْقِي على قيد الحياة احتمالَ تمكُّن إيران من شراء طائرات من طراز "بوينغ" و"إيرباص" بقيمة مليارات الدولارات والتي تم طلبها بموجب أحكام الاتفاق الذي يسمح بهذه المعاملات.

لماذا لا يمكن إعادة التفاوض على الاتفاق؟


قد يكون ذلك ممكناً، لكن قادة إيران سخِروا من هذه الفكرة.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي قاد الفريق الإيراني الذي توصل لهذا الاتفاق في عام 2015، لصحيفة نيويورك تايمز، في مقابلة الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة تريد فقط إعادة التفاوض بشأن البنود التي لا تعجبها. وقال: "إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، فمن سيأتي ليستمع إليك بعد ذلك؟!".

تحميل المزيد