في مقطع فيديو نشر الجمعة 6 أكتوبر/تشرين الأول ظهر الناشط الجزائري رشيد نكاز بوجه مغطى بالدماء أمام مقر إقامة رئيس جبهة التحرير الوطني عمار سعداني ضواحي العاصمة الفرنسية باريس وهو يصرخ وسط رجال الأمن متهما نجل سعداني بالاعتداء عليه ومحاولة اغتياله.
فاضح "اللصوص"
صباح يوم الجمعة تلقت شرطة منطقة نويلي الراقية ضواحي باريس بلاغا مفاده أن رجلاً تم الاعتداء عليه وهو في حالة هيستيريا أمام إحدى الإقامات.
حينما حضرت الدورية اكتشفت أن المعتدى عليه ليس سوى رجل الأعمال والناشط الجزائري رشيد نكاز الشهير بنضاله ضد الرشوة والفساد في الجزائر، وقتها كان نكاز يصور مقاطع فيديو صارخا فيها "انظروا بأعينكم كيف يحاول ابن سعداني اغتيالي".
الشرطة منعت الناشط بعدها من التصوير خاصة حينما بدأ يصرخ "مجرم وقاتل، ابن السارق يريد قتلي"، ونقلته إلى المستشفى من أجل تلقي الإسعافات الأولية.
مصادر فرنسية كانت في عين المكان قالت إن رشيد نكاز كان يحاول تصوير إقامة رجل النظام الجزائري القوي رشيد سعداني ويفتش في علبة الرسائل الخاصة به حينما فاجأه أحد أقرباء سعداني وقام بضربه وأن الأمر لا يتعلق بابن المسؤول الجزائري كما يدعي الناشط.
عداوة قديمة..
صراع الناشط الجزائري مع المسؤول الأول في جبهة التحرير الوطنية، حزب الرئيس بوتفليقة الحاكم، يعود إلى ثلاث سنوات خلت حينما قام برفع دعوى عليه في المحاكم الفرنسية من أجل محاكمته بتهمة الفساد ونقل أموال الجزائريين إلى فرنسا.
المناسبة التي استغلها نكاز كانت متمثلة في نشر الجمعية الوطنية، البرلمان الفرنسي، لتقرير تضمن أموال وعقارات يملكها المسؤول الجزائري في باريس بعد تقاعده عن العمل السياسي وانتقاله للعيش في فرنسا فاشترى عقارات في منطقة نويلي سور سين الراقية إضافة إلى فتح أرصدة في بنوك مالية مختلفة.
سعداني الذي يوصف في وسائل الإعلام الجزائرية، بخادم التحالف الرئاسي، أنكر هذه التهم في البداية قبل أن يعترف بأنه اقتنى شقة باريس بدوافع صحية نظراً لمرض ابنته وحاجتها للعلاج في فرنسا.
وكان الرئيس الجزائري قد استغنى عن خدمات سعداني العام الماضي بسبب ما وصفته وسائل الإعلام المحلية وقتها بالمناورات التي هي جزء من استراتيجية إعادة تطوير المشهد السياسي الجزائري قبل الانتخابات الرئاسية في سنة 2019.
اعتداء على الحياة الخاصة؟
بعد نشره لمقاطع فيديو الاعتداء عليه تنوعت ردود فعل النشطاء الجزائريين على مرشح الرئاسيات الجزائرية في 2014 وإصراره على تصوير إقامة المسؤول الجزائري في كل مرة.
أغلب المعلقين تضامنوا مع رشيد نكاز واعتبروا الاعتداء عليه فعلاً وحشياً لا يمكن القبول به.
إلى جانب المساندين فقد اعتبر البعض الآخر أن ما قام به الناشط الجزائري هو تعد على الحياة الخاصة لعمار سعداني، حيث تحول الأمر بالنسبة إلى ما يشبه العداوة الشخصية بينه وبين رشيد نكاز.