أثار وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الثلاثاء 3 أكتوبر/تشرين الأول 2017، عاصفة من الانتقادات، لقوله إن بإمكان ليبيا أن تصبح جاذبة للمستثمرين والسياح إذا ما تمكنت من "التخلص من الجثث".
وجونسون الذي زار ليبيا في أغسطس/آب، أكد أن هناك شركات بريطانية ترغب في الاستثمار في سرت، المدينة الساحلية الواقعة في غربي البلد الغارق في الحرب والفوضى منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011.
وقال أمام المؤتمر العام لحزب المحافظين في مانشستر، إن الشركات البريطانية "لديها رؤية رائعة لتحويل سرت إلى دبي أخرى"، مشيراً إلى المميزات العديدة للمدينة الليبية الساحلية من "الرمال البيضاء والبحر الجميل" و"الشباب الرائع".
وفي ختام حديثه قال ساخراً: "الشيء الوحيد الذي يتعين عليهم القيام به هو التخلص من الجثث"، ثم ضحك بعدها.
وأثار هذا التصريح عاصفة من ردود الفعل الغاضبة في بريطانيا، حيث وصل الأمر ببعض منتقدي الوزير السجالي إلى مطالبة رئيسة الوزراء تيريزا ماي بإقالته.
وقالت إيميلي ثورنبيري، وزيرة الخارجية في حكومة الظل، إن "حديث بوريس جونسون عن هؤلاء الموتى كمزحة -كمجرد مصدر إزعاج قبل أن يتمكن رجال الأعمال في المملكة المتحدة من تحويل المدينة إلى منتجع شاطئي- هو أمر فظّ وعديم الشفقة وقاس بشكل لا يصدق".
أما جو سويتسون، النائبة عن الحزب الليبرالي الديمقراطي فذهبت في انتقادها لجونسون أبعد من العمالية ثورنبيري، وقالت إن "هذا التعليق الفظ بشكل لا يصدق (…) هو دليل إضافي على أن بوريس ليس أهلاً لهذا المنصب"، مؤكدة أنه يجب على رئيسة الوزراء "أن تُقيله".
ولكن جونسون الذي اشتهر بتصريحاته المثيرة للجدل، وشخصيته الخلافية، سارع إلى الرد على منتقديه، مؤكداً أنه قصد بحديثه عن الجثث في سرت جثث عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال في سلسلة تغريدات على تويتر "عار على الذين ليست لديهم معرفة أو فهم لليبيا، ويريدون أن يلعبوا سياسياً مع الواقع الخطير للغاية في سرت"، مؤكداً أن عملية "تنظيف (سرت) من جثث مقاتلي داعش عقّدتها كثيراً العبوات الناسفة والأفخاخ المتفجرة، ولهذا السبب تلعب بريطانيا دوراً رئيسياً في إعادة الإعمار، ولهذا السبب قمت بزيارة ليبيا مرتين هذا العام دعماً لها".