قد يكون السؤال الأهم بالنسبة لمئات الملايين من البشر حالياً، هو: ما هو مصير نادي برشلونة، إذا نالت كتالونيا استقلالها؟
إذا تم تحقيق الاستقلال، فمن المتوقع أن تكون الفرق الكاتالونية جميعاً في البداية، على الأقل، خارج الدوري الإسباني وكذلك المنافسات الدولية والأوروبية، وقد يُحرم مشجعو كرة القادم من الكلاسيكو (لقاء القمة بين برشلونة ومدريد).
ومن ثم، فلن يتأثر فقط برشلونة؛ بل كل الأندية الكتالونية مثل إسبانيول وجيرونا، إلى جانب نادي ناستيك وريوس الكتالوني، والأمر ينطبق على جميع الفرق الكتالونية المنافسة في القسم الثاني والثالث، حسب تقرير لصحيفة البايس الإسبانية.
ماذا قرر برشلونة؟
رئيس نادي برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو، قال إنه "نظراً إلى إمكانية أن تزداد الأمور تعقيداً أمام ما يمكن أن يحدث في المستقبل مع استفتاء كتالونيا، فإن قرار مشاركة برشلونة في البطولات -في حال تحقق الاستقلال بشكل رسمي- سيكون منوطاً بعهدة مجلس إدارة النادي".
كما أكد بارتوميو أنه "إلى حد الآن، لا وجود لأي خطة من قِبل فريق برشلونة".
القانون يحكم
بموجب القانون الرياضي الذي ينظم جميع الأنشطة الرياضية بإسبانيا، فإنه في حال أصبحت كتالونيا دولة مستقلة، فستكون جميع الأندية الكتالونية خارج المنافسات الإسبانية؛ لأن وجودها ينتهك الشروط المنصوص عليها في القاعدة القانونية. فوفقاً للمادة السادسة من القسم الرابع من قانون 1835/1991، فإن "مشاركة أعضاء كتالونيا في الأنشطة والمنافسات الرياضية الرسمية، سواء على النطاق الحكومي أو الدولي، تقتضي دمج الاتحادات الرياضية التابعة لمناطق الحكم الذاتي في الاتحادات الرياضية الإسبانية المناسبة لها".
وإذا تم إنشاء دولة كتالونية، فستسقط عضوية الاتحاد الكتالوني لكرة داخل الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم، وفقاً لصحيفة البايس الإسبانية.
مستحيل
من جانبه، قال رئيس الليغا الإسبانية، خافيير تيباس، أنه "من المستحيل أن تقوم برشلونة بخوض مباريات في إسبانيا إذا استقلّت كتالونيا".
وأوضح أن "القانون الرياضي ينص على أنه لا يوجد سوى دولة واحدة غير إسبانية يمكنها أن تلعب في الدوري الإسباني أو المباريات الإسبانية الرسمية وهي أندورا، لكن هذه المسألة تحتاج تعديلاً من قِبل البرلمان، فضلاً عن أنها مرتبطة بموافقة القطاع المعنيّ بالأمر".
بهذه الطريقة، ردّ تيباس على التصريحات التي أدلى بها جيرارد إستيفا، رئيس وحدة الاتحادات الرياضية في كتالونيا واللجنة الأولمبية الكتالونية، الذي قال إنه "عند استقلال كتالونيا، فسيكون فريق برشلونة محظوظاً بما فيه الكفاية؛ ليتمكن من اختيار الدوري الذي سيلعب فيه".
وكان وزير الرياضة في إقليم كتالونيا، جيرارد فيغوراس، قد قال عشية الاستفتاء إن برشلونة بإمكانه اللعب في الدوري الإنكليزي الممتاز أو الفرنسي، أو البقاء في البطولة الإسبانية رغم الاستقلال، حسب ما نقل عنه موقع "الخليج أونلاين".
موافقة البرلمان
وفي ضوء الأنظمة المختلفة السارية المفعول، فإن مسألة إمكانية مشاركة نادي برشلونة في الدوري الإسباني لها علاقة بتعديل قانون الرياضة، حيث ينبغي أن يتم اقتراحها والموافقة عليها في البرلمان الإسباني.
كما ينبغي انتظار الاعتراف بالنادي الكتالوني بصفة استثنائية، كما هو الحال حاليا مع أندورا، أو تسجيل النادي في اتحاد مستقل آخر ينتمي إلى الاتحاد الإسباني.
أوروبا
أما إذا طلبت كتالونيا من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الاعتراف بها كدولة مستقلة، في هذه الحالة، سيتم إنشاء دوري كتالوني. وبناء على هذه الفرضية، ستكافح النوادي الكتالونية من أجل الوصول إلى الدوري الأوروبي.
وقبل الاستفتاء، قال نادي برشلونة في بيان له: "يدعم نادي برشلونة، في إطار احترامه الكامل لأعضائه المتنوعين، إرادة أغلبية شعب كتالونيا، وسيواصل المطالبة بالحقوق بطريقة مدنية وسلمية ومثالية".
ولعب برشلونة، على مدار المواسم القليلة الماضية، بقميص عَلم كتالونيا، الذي يتألف من اللونين الأحمر والأصفر؛ وذلك في إشارة واضحة وصريحة إلى دعمه المطلق لانفصال الإقليم الغني عن المملكة الإسبانية، حسب موقع "الخليج أونلاين".
وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة "الصن" البريطانية، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يراقب من كثب موقف نظيره الإسباني ونادي برشلونة والأزمة المثارة حول الانفصال.
وأضافت الصحيفة أن الفيفا قد يستبعد المنتخب الإسباني "الماتادور" من المشاركة في مونديال 2018، حال تم طرد نادي برشلونة من المشاركة في بطولة الدوري الإسباني.
وأشارت إلى أن الفيفا يعتبر طرد برشلونة خلطاً واضحاً بين السياسة والرياضة، وتدخلاً من الحكومة الإسبانية في العمل الرياضي؛ وهو ما يعد مخالفاً للقوانين واللوائح وميثاق اللجنة الأولمبية الدولية.
أمثلة من إنكلترا
في الدوري الإنكليزي الممتاز، هناك منافسة حادة بين فريقين لا ينتميان إلى إنكلترا، مثل كارديف سيتي وسوانزي سيتي، فكلاهما من ويلز.
ومع ذلك، حصل كلاهما على موافقة الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم للمشاركة في المنافسة؛ لأن ويلز بلد ينتمي إلى المملكة المتحدة كإنكلترا .
ومن ثم، أتاح الاتحاد الرياضي لكلا الفريقين التسجيل في المنافسات الإنكليزية، بعد التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم
في المقابل، يبدو أن ما حدث مع نادي سلتيك وغلاسكو رينجرز كان عكس ما حدث تماماً مع نادي كارديف وسوانزي. فخلال السنوات الأخيرة، أظهرت هذه النوادي الأسكتلندية القوية اهتماماً كبيراً بالمشاركة في المنافسات الإنكليزية، لكنها لم تصل لحد الآن إلى اتفاق نهائي مع الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، الذي من شأنه أن يمنحهم هذه الفرصة.
هل ينضم إلى الدوري الفرنسي؟
ذُكر في بعض المناسبات، أن هناك احتمالاً أن يطالب برشلونة بالانضمام إلى الدوري الفرنسي من الدرجة الأولى، سيراً على خطى فريق موناكو.
فمن المعلوم أن نادي موناكو ينتمي في الحقيقة إلى دولة ذات سيادة تقع بين فرنسا وإيطاليا.
ورغم ذلك، شارك نادي موناكو، الذي تأسس سنة 1924، في النسخة الأولى من الدوري الفرنسي بموسم 1932-1933 بعد التوصل إلى اتفاق رياضي، ليصبح بذلك واحداً من الفرق التاريخية في البطولة الفرنسية.
ولكن حتى تكون كل الاحتمالات التي سبق ذكرها موضع تنفيذ، يجب على كل من الاتحاد الدولي لكرة والاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن يتخذا موقفاً مؤيداً لكتالونيا ويعترف بها كدولة مستقلة.