بعد الهجوم الدامي الذي وقع في فندق ماندالاي باي بمدينة لاس فيغاس الأميركية، والذي نفذه شخص يدعى ستيفن بادوك، باتت التساؤلات تتواتر عن دوافع الرجل، الذي أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الإثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول، أنه أحد جنوده.
وبحسب تقرير لصحيفة "التلغراف" البريطانية، يُعتَقَد أنَّ الرجل المُسلَّح، المسؤول عن أسوأ حادثة إطلاق نار جماعي في التاريخ الأميركي المعاصر، هو جَدٌ كان يعيش في بيتٍ صحراوي بعيد.
وأعلنت الشرطة أنَّ ستيفن بادوك، (64 عاماً)، هو مرتكب حادث إطلاق النار الذي وقع مساء الأحد، 1 أكتوبر/تشرين الأول.
وتبنَّى تنظيم "الدولة الإسلامية" عملية اطلاق النار في لاس فيغاس، معلناً أن منفذ الهجوم "اعتنق الإسلام" قبل أشهر عدة، وفق ما أوردته وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، لكنه لم يورد إثباتات على ذلك.
خلَّف الرجل، الذي ينحدر من ولاية نيفادا الأميركية، أكثر من 50 قتيلاً بعدما فتح النار على مهرجان "روت 91 هارفيست" الموسيقي في مدينة لاس فيغاس، بحسب الصحيفة البريطانية.
وقُتِل بادوك حين اقتحمت الشرطة شقته بالطابق الـ32 من فندق وكازينو ماندالاي باي.
وردَّ الضباط على الرصاص القادِم من تلك الغرفة الفندقية، واشتبكوا مع المشتبه فيه وقتلوه.
وإليكم كل ما نعرفه بشأن الرجل المُسلَّح:
من أين هو؟
أفادت تقارير بأنَّ بادوك يعيش في إحدى قرى التقاعد بمدينة ميسكيتي في ولاية نيفادا الأميركية منذ يونيو/حزيران 2016، ويُعتَقَد أنَّه وُلِد في 9 أبريل/نيسان 1953.
ويُزعَم أنَّه عاش من قبلُ في مدينة رينو بنيفادا في الفترة من 2011 إلى 2016، وأنَّه كان له عنوانٌ في مدينة ملبورن بولاية فلوريدا بين عامي 2013 و2015.
وأُفيد بأنَّه عاش أيضاً في مدينة هندرسون بولاية نيفادا والعديد من الأماكن في ولاية كاليفورنيا منذ عام 1990.
وتقع مدينة ميسكيتي على بُعد نحو 80 ميلاً (نحو 129 كيلومتراً)، أو ساعة و16 دقيقة، من مدينة لاس فيغاس، على طول حدود ولاية نيفادا مع ولاية أريزونا.
وتُعد ميسكيتي، وهي مدينة تقع في مقاطعة كلارك كاونتي، موطناً لنحو 17400 شخص، بما في ذلك العديد من المجتمعات التقاعدية، إلى جانب الكازينوهات وملاعب الغولف.
هل نفَّذ بادوك العملية بمفرده؟
على الرغم من التقارير الأولية التي تحدَّثت عن وجود العديد من المُسلَّحين، لا تعتقد الشرطة في الوقت الراهن أنَّه كان هناك أي مُسلَّحين آخرين.
ووصف الشريف جوزيف لومبارد (من شرطة مدينة لاس فيغاس) بادوك بأنَّه "ذئبٌ منفرد".
وكان الضباط في البداية يبحثون عن شريكته في السفر والسكن، التي جرى تحديد موقعها الآن، لكن يُعتَقَد أنَّها ليست متورطة.
وحتى هذه المرحلة، لا توجد لبادوك أي صلاتٍ معروفة بتنظيماتٍ إرهابية، ولم تُقدَّم أي دوافع تُفسِّر إقدامه على إطلاق النار.
وحين سُئِل لومبارد من أحد الصحفيين حول إذا ما كانت الواقعة تُمثِّل عملاً إرهابياً، أجاب: "لا، ليس في هذه المرحلة. نعتقد أنَّها كانت حادثة محلية فردية. فهو (بادوك) يُقيم هنا محلياً".
وأضاف: "وأنا ليس مخولاً لي منحكم عنوان سكنه بعد؛ لأنَّ هناك تحقيقاً مستمراً، ولا نعرف في هذه المرحلة كيف كان نظام معتقداته… في الوقت الراهن نعتقد أنَّه الجاني الوحيد حتى الآن، والوضع يبدو جامداً".
هل كان بادوك معروفاً لدى السلطات؟
تفيد شبكة "إن بي سي" الأميركية بأنَّه كان معروفاً لدى السلطات. لكنَّ السجلات العامة لا تُظهِر أي إداناتٍ جنائية لبادوك في نيفادا.
وقالت شرطة مدينة ميسكيتي لشبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية، إنَّه لم يكن معلوماً لديها، وإنَّه كان يعيش في مجمعٍ تقاعدي، وإنَّه ذكرٌ أبيض ولم يكن من المحاربين القدامى.
ماذا كانت دوافعه؟
قال لومباردو للصحفيين إنَّه لا يوجد اعتقاد بأنَّ بادوك كان على صلةٍ بأي مجموعةٍ مسلحة.
وقال: "ليست لدينا أي فكرة كيف كان نظام معتقداته. وقد وجدنا العديد من الأسلحة النارية داخل الغرفة التي كان يحتلها".
وقال إريك بادوك، شقيق منفذ الهجوم: "إنَّنا مندهشون للغاية. ونحن عاجزون عن فهم ما حدث".
وتفاعل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع المذبحة على تويتر، قائلاً: "خالص تعازيّ الحارّة وتعاطفي مع ضحايا وعائلات حادث إطلاق النار المُريع في لاس فيغاس. ليبارككم الرب!".