كيف تعرف أن القلق تحول لديك من شعور إلى مرض؟
كتبت هذه التدوينة ستيف بيس، صاحبة مدونة Just another mummy.
المجتمع، فقط عندما تسير أمورك بشكل جيد، تأخذ عشر خطوات إلى الوراء.
للحظة اعتقدت حقاً أننا كسرنا وصمة العار التي تلحق بالقلق والأمراض العقلية. المزيد من الناس يأتون، شاعرين أخيراً بالراحة بما يكفي للإعلان عن معاناتهم مع القلق، والآن يصفه الناس بكونه مجرد بدعة.
القلق ليس هذا "آخر اتجاهات" هذا الموسم، فلطالما كان موجوداً؛ مثل الجينز، لطالما كان موجوداً أيضاً. ولكن الكثير من الناس يقررون إخفاء بناطيلهم ذات الأرجل الواسعة في الخزانة كي لا يراها أحد خوفاً من الأحكام التي قد تُصدر عليهم.
ربما تكون قد لاحظت الاستجابة الحالية عندما يعترف أحدهم بأنه يعاني من اضطراب القلق، "أنت أيضاً مصاب به؟"، وكأنه مثل الإنفلونزا.
أتمنى لو كان القلق بسيطاً كالإنفلونزا ويمكن معالجته بسهولة، المشكلة التي تحيط بالأمراض العقلية هي أنه لا يمكن رؤيتها، إنها ألم منهك مخبأ في الداخل، ويضطر ملايين الناس أن يعانوا منه في صمت.
أن تقول لأحد الأشخاص الذين يعانون من القلق ألا يقلق، يشبه أن تقول لشخص ساقه مكسورة أن يشارك في سباق الماراثون.. ليس هذا ممكناً. المرض العقلي ليس ذريعة يستخدمها الشخص ليحصل على التعاطف أو ليأخذ يوماً مرضياً من العمل، بل هو حالة تعيش معها يوماً بعد يوم.
بالطبع يختلف القلق من شخص لآخر، فهو يمتلك محفزات مختلفة، ودرجات شدة مختلفة ويمكن أن يكون خفيفاً أو مرتفعاً خلال مراحل معينة من الحياة.
لقد عانيت من القلق منذ ما يمكنني أن أتذكر. فأنا دوماً قلقة بشأن ما سيأتي بعد ذلك.. ولكن ما هو "بعد ذلك"؟ أصاب بالقلق ولا أملك أدنى فكرة لماذا أشعر وكأنني سأتقيأ وأصاب بأزمة قلبية.. لقد صار جسدي في وضع الطيران. وقد زادت هذه الحالة منذ أن أصبحت أماً، مع وجود قائمة جديدة كاملة من المحفزات، لا أختار أن أعاني هكذا.. ولكن هذا هو الوضع.
أعرف شعور الإحباط عندما لا يفهم الآخرون أو حتى يحاولون فهم طبيعة الاضطراب الذي لديك. لقد كان هناك الكثيرون ممن قالوا لي "اقرأي هذا الكتاب سيعالجك" أو "كلي المزيد من الموز، سيساعد في تحسين مزاجك" – وكم تمنيت لو كان بإمكاني أن أقول "ماذا عن وضع هذه الكتب وهذا الموز في مؤخرتك". هل ستخبر شخصاً مصاباً بمرض جسدي أن يقرأ كتاباً ليعالجه؟ لا. (ولكني للأسف في هذه الأيام وهذا السن لن أتناقش مع أحد في ذلك).
بالطبع فإن المحظوظين بما يكفي كي لا يعانوا من هذا الاضطراب لن يفهموه تماماً – بالتأكيد، كل الناس يمرون بلحظات يشعرون فيها بالقلق، ولكن الشعور بالقلق والإصابة باضطراب القلق أمران مختلفان تماماً.
الشعور بالقلق يشبه لدغة البعوض – ستتعرض لواحدة في بعض الأوقات في حياتك ولكنها سرعان ما ستختفي. بينما اضطراب القلق يشبه الشعر – هناك أيام جيدة وأيام سيئة (في حالتي الأيام السيئة أكثر) ولكنه موجود دائماً، وسيظل. (حسناً، آمل بشدة ألا أفقد شعري).
حقيقة أن الناس يعترفون بشجاعة ويشاركون قصصهم عن مرضهم العقلي، يعني أن الأمر يحتاج إلى أن يُعالج بشكل أكثر جدية.
أعرف أن زوجي رايان، قبل أن يلتقى بي لم يكن يعرف أي شيء عن القلق. للأسف، مثله مثل الكثيرين لم يدرك أنه ليس مجرد شخص "أكثر حساسية أو عاطفية" من غيره، بل هو في الواقع اختلال كيميائي في الدماغ – يمكنك أن تتعامل معه فقط دون أن تسيطر عليه. أنا الآن محظوظة بما يكفي لكوني محاطة بأسرة داعمة متفهمة هم كذلك (للأسف) يعانون من القلق – لذا فنحن جميعاً نفهم بعضنا البعض.
بعض الآخرين ليسوا بهذا الحظ -ويتلقون نصائح مثل "كن أكثر صلابة" أو "اخرج من هذه الحالة"- وهذه الأنفس المسكينة تموت في داخلها.
نحن في القرن الحادي والعشرين، ومازلت أرى أن العالم لايزال متراجعاً فيما يخص المرض العقلي، والمساواة بين الجنسين/الأعراق، والقبول الجنسي. يريد العالم أن يكون متقدماً على "الاتجاهات" ومع ذلك فنحن لا نزال عالقين في القرن العشرين.
إذا كنت تعرف شخصاً يعاني من مرض عقلي ادعمه، ولا تدفعه إلى خزانتك مع بنطالك الجينز القبيح القديم ذي الأرجل الواسعة.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأسترالية للهاف بوست. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.