قالت الولايات المتحدة، السبت 30 سبتمبر/أيلول 2017، إنها تتواصل بشكل مباشر مع كوريا الشمالية، وتسعى لبدء حوار مع بيونغ يانغ، إلا أن نظام بيونغ يانغ لم يظهر أي رغبة في إجراء حوار حول التخلي عن أسلحته النووية.
وكشف وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون عن هذه الاتصالات، خلال زيارة إلى الصين، وقال أيضاً إن من الضروري تخفيف حدة التوتر مع كوريا الشمالية.
وقال تيلرسون لمجموعة من الصحفيين خلال زيارة للصين "نحن نتقصى.. انتظرونا… نسأل: هل تودون الحديث؟ لدينا خطوط اتصال مع بيونغ يانغ".
وأضاف أنه يوجد اتصال مباشر مع كوريا الشمالية، وأنه توجد قناتان أو ثلاث قنوات أميركية مفتوحة مع بيونغ يانغ.
وقال: "نستطيع التحدث إليهم. ونتحدث معهم" دون مزيد من التوضيح عن الأميركيين الذين يتواصلون مع كوريا الشمالية، أو مرات هذا التواصل.
ويقول محللون إن الهدف من أي حوار هو معرفة ما ترغب كوريا الشمالية في مناقشته.
وقال تيلرسون: "لم نصل بعد حتى إلى هذا الحد".
جاءت تصريحات تيلرسون بعد يوم من الاجتماعات في بكين التي أقلقها تبادل التهديدات والإهانات الشخصية في الآونة الأخيرة بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون والرئيس الأميركي.
وقال تيلرسون: "أعتقد أن الوضع في مجمله ملتهب قليلاً، في المرحلة الحالية".
وقال: "بوضوح سيكون أمراً مساعداً لو أن كوريا الشمالية أوقفت إطلاق الصواريخ. هذا سيهدئ الأمور كثيراً".
بيونغ يانغ لا تريد
وبعد تصريحات تليرسون كشفت الخارجية الأميركية أن كوريا الشمالية لم تبد اهتماما بالسعي نحو المحادثات مع أميركا حول نزع سلاحها النووي.
وقالت هيذر نويرت الناطقة باسم الخارجية: "رغم التطمينات إلى أن الولايات المتحدة غير راغبة في الدفع نحو تقويض النظام الحالي، أو السعي الى تغيير النظام، أو تسريع توحيد شبه الجزيرة الكورية، أو تحريك قوات شمال المنطقة المنزوعة السلاح، فإن مسؤولي كوريا الشمالية لم يظهروا أي مؤشر عن رغبتهم أو استعدادهم لإجراء حوار بخصوص نزع السلاح النووي".
وعبر مسؤولون في كوريا الجنوبية عن قلقهم من أن تقدم كوريا الشمالية على مزيد من الأفعال الاستفزازية مع قرب حلول الذكرى السنوية لتأسيس حزبها الشيوعي، في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، أو ربما عندما تعقد الصين اجتماع حزبها الشيوعي، في 18 أكتوبر/تشرين الأول.
ضغط اقتصادي
ويقول مسؤولون أميركيون ومنهم تيلرسون، إن بكين التي تستحوذ منذ فترة طويلة على نحو 90% من التجارة الخارجية لكوريا الشمالية، تبدو مستعدة على نحو متزايد لقطع العلاقات مع اقتصاد كوريا الشمالية من خلال إقرار عقوبات الأمم المتحدة.
وعبر تيلرسون عن اعتقاده بأن الموقف الأكثر حزماً من جانب الصين هو بسبب إدراكها بأن قدرات كوريا الشمالية النووية والصاروخية تقدمت إلى حد بعيد.
وقال: "أعتقد أن لديهم شعوراً أيضاً بأن الوقت بدأ ينفد، وأن علينا تغيير أسلوب التحرك".
وهدف العقوبات هو جعل الزعيم الكوري الشمالي ينظر إلى الأسلحة النووية على أنها مسؤولية وليست قوة.
ولا تعتقد أوساط المخابرات الأميركية حتى الآن أن كيم سيكون مستعداً للتخلي عن برامجه للأسلحة.
وقال السناتور بوب كوركر، خلال جلسة في مجلس الشيوخ، يوم الخميس، إن كيم يعتبر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المزودة برؤوس نووية "وسيلته للبقاء".
ويوافق تيلرسون على أن برامج كيم النووية والصاروخية تهدف لضمان أمنه، وأكد مجدداً أن الولايات المتحدة لا تسعى للإطاحة بحكومة كيم.
وقال تيلرسون: "هدفنا هو نزع السلاح النووي (في كوريا الشمالية). هدفنا ليس التخلص منكم. هدفنا ليس انهيار نظامكم".
خطوات تدريجية
وفي مارس/آذار، رجَّح تيلرسون أن تبدأ الولايات المتحدة مفاوضات مع كوريا الشمالية، بمجرد أن تتخلى عن أسلحتها النووية.
لكنه قال، اليوم السبت، إن نزع السلاح النووي سيكون "عملية تدريجية".
وقال: "سيكون من الغباء أن تعتقد أنك ستجلس وتقول: حسنا انتهى الأمر. انتهت الأسلحة النووية. ستكون هناك عملية تواصل مع كوريا الشمالية".
ودعا ترامب، الذي من المقرر أن يزور الصين، في نوفمبر/تشرين الثاني، بكينَ لفعل المزيد بشأن كوريا الشمالية، وتعهَّد باتخاذ خطوات لإعادة التوازن إلى العلاقة التجارية التي تقول الإدارة الأميركية، إنها تضر بمصالح الشركات الأميركية.
وتحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ بودٍّ شديد عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم السبت، واصفاً إياه بالصديق، وعبَّر عن أمله أن تكون زيارة ترامب إلى الصين، في نوفمبر/تشرين الثاني "رائعة".
وقال في تصريحات أمام الصحفيين: "حرص كلانا كذلك على إقامة علاقة عمل جيدة وصداقة شخصية".