بدأت إيطاليا بتنفيذ خطة لإغراء اللاجئين على أراضيها بالاندماج في البلاد، عبر تقديم الحوافز لهم، في وقت وصفها فيه إيطاليون بأنها "مخزية"..
هكذا وصف يمنيون إيطاليون خطة بدأت بلادهم تنفيذها لإغراء اللاجئين بالاندماج في البلاد، عبر تقديم حوافز لهم.
ووفقاً لهذه الخطة، تعرض إيطاليا على آلاف اللاجئين إمكانية توفير الوظائف والمساكن لهم إذا التزموا بتعلُّم اللغة الإيطالية ومعاملة النساء باحترام، حسب تقرير لصحيفة التايمز البريطانية.
وتمزج الخطة الجديدة التي أصدرتها وزارة الداخلية الإيطالية هذا الأسبوع بين الفوائد التي قد يحصل عليها نحو 75 ألف مهاجرٍ، منحتهم العاصمة الإيطالية روما حقَّ اللجوء أو وضع الحماية، وبين المسؤوليات الملقاة على عاتقهم.
وقال ماركو مينيتي وزير الداخلية الإيطالية، إنَّه يريد محو كلمة "طارئة" التي كثيراً ما توضَع إلى جانب كلمة "هجرة".
إغراءات
وسيحصل اللاجئون على فرصة الانضمام إلى قوائم الإسكان الاجتماعي، والحصول على فرص للتدريب ببعض الوظائف، وتمويلٍ لمشاريعهم الناشئة، بينما سيُعتَرَف ببعض المؤهلات التي حصلوا عليها في الخارج.
وفي المقابل، سيُطلَب منهم احترام حقوق المرأة، والدستور الإيطالي، والالتحاق بفصولٍ لتعلُّم اللغة. وتنص الخطة على أنَّ "تعلُّم اللغة الإيطالية حقٌّ، ولكنه واجبٌ كذلك".
ويأتي هذا المخطط بعد وصول أكثر من 600 ألف مهاجرٍ إلى إيطاليا منذ عام 2014، وهو يخالف سياسة البلد المعتادة، المتمثلة في تجاهل محنة اللاجئين بمجرد منحهم وضع اللجوء.
ويمثِّل ذلك أيضاً محاولةً للحاق بركب بلدانٍ مثل السويد، التي تحاول دمج اللاجئين في المجتمع وأماكن العمل.
وقالت كارلوتا سامي، وهي متحدثةٌ باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "لم تكن لدى إيطاليا خطةٌ لدمج اللاجئين أبداً، وكان ذلك يُشكِّل فجوةً كبيرة، ولذلك، فهذه خطوةٌ إيجابية".
وكان عدم وجود برامج إدماج يعكس الضعف التقليدي لدولة الرفاهية في إيطاليا، ولكنَّه أدى كذلك إلى القرار الذي اتخذه العديد من المهاجرين بمغادرة إيطاليا إلى بلدانٍ أخرى مثل السويد. ولكن نظراً إلى إغلاق الحدود، يطلب عددٌ أكبر بكثير من المهاجرين حق اللجوء في إيطاليا.
خراطيم المياه
وتأتي الخطة الجديدة في أعقاب الضجَّة التي حدثت بعد اعتداء الشرطة الإيطالية في الشهر الماضي، أغسطس/آب 2017، بخراطيم المياه على متظاهرين إريتريين في روما، كانوا يحتجون على طردهم من مبنىً يسكنون فيه بدون إذنٍ قانوني منذ عام 2013.
وقالت كارلوتا: "توضِّح حقيقة وجود آلاف اللاجئين الذين يُقيمون في أراضٍ بروما دون وجه حق لمدةٍ تصل إلى عشر سنواتٍ، أنَّ هناك عملاً يجب القيام به".
انخفاض في المهاجرين
وقد تواجه روما رد فعلٍ عنيفاً من بعض المواطنين على الخطة، وسط تزايد الاستياء من المهاجرين. وكان ماتيو سالفيني، زعيم الرابطة الشمالية المناهضة للمهاجرين، قد وصف الخطة بأنَّها "مُخزية".
وتشهد رحلات المهاجرين إلى إيطاليا عبر البحر من ليبيا انخفاضاً كبيراً، بعد الصفقات التي أُبرمت مع مُهرِّبين ليبيين.
وفي الشهر الماضي، أغسطس/آب 2016، أُنقِذ 3914 شخصاً في البحر وجُلِبوا إلى إيطاليا، وهو ما يوضِّح انخفاض العدد بنسبة 82% عن العدد في شهر أغسطس/آب من العام الماضي 2016.
ولا شك أنَّ حقيقة تمويل الاتحاد الأوروبي للبرنامج ستجعله كذلك سائغاً أكثر بالنسبة لبعض الناخبين.
وذكرت وزارة الداخلية الإيطالية، أنَّ دمج اللاجئين كان خطوةً أساسية لتجنُّب خلق مناطق وأحياء خاصة بالأقليات، والمخاطرة بوجود "جيلٍ ثانٍ وثالث من المهاجرين يشعرون بالتهميش من الحياة العامة".
وشدَّدت الخطة على الجهود التي كانت قيد التنفيذ بالفعل، لتدريب مجموعةٍ من الأئمة المُسجَّلين في إيطاليا، الذين يُقدِّمون الخُطَب والمواعظ باللغة الإيطالية، وضمان إعلان مصادر تمويل المساجد الجديدة في إيطاليا.