اتهمت بيونغ يانغ، الخميس 28 سبتمبر/أيلول 2017، الرئيس الأميركي باستغلال قضية أوتو وارمبيير، واصفةً دونالد ترامب بأنه "عجوز مجنون"؛ لقوله إن الطالب الأميركي تعرَّض للتعذيب خلال توقيفه في كوريا الشمالية.
وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية، أن الولايات المتحدة "دفعت الشاب وشجعته" على مخالفة قوانين البلاد.
وجاء في البيان أن "ترامب وزمرته يستغلان مجدداً، في سبيل دعايتهما ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وفاة أوتو وارمبيير، الطالب الجامعي الأميركي الذي خضع للإصلاح بالعمل لعمل إجرامي ارتكبه ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية"، التسمية الرسمية لكوريا الشمالية.
وأُوقف وارمبيير خلال قيامه بزيارة سياحية الى كوريا الشمالية في يناير/كانون الثاني 2016، ثم توفي في حزيران/يونيو منه بعد أيام على عودته إلى بلاده؛ إثر دخوله في غيبوبة مجهولة الأسباب، بعد أن أمضى أكثر من عام في السجن بكوريا الشمالية.
ونددت وزارة الخارجية بـ"مؤامرة معادية لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية حيكت في الولايات المتحدة" وتكليف وارمبيير "مهمة إجرامية".
أضافت الخارجية الكورية الشمالية أن "إقدام ترامب العجوز المجنون وحثالته على الإساءة إلى كرامة قائدنا الأعلى المقدسة، باستخدام بيانات زائفة تعج بالأكاذيب والفبركات- لا يؤدي إلا إلى مضاعفة الكراهية المتزايدة لدى جيشنا وشعبنا تجاه الولايات المتحدة وإرادة الرد بآلاف الأضعاف".
وأتى التصريح بعد إعلان الطبيبة الشرعية التي تولت تشريح جثة وارمبيير أنها لم ترصد عليها آثار تعذيب واضحة، رغم تأكيدات والديه وترامب.
اتهامات بالتعذيب
اتهم والدا وارمبيير، في سلسلة مقابلات على التلفزيونات الأميركية، الثلاثاء، بيونغ يانغ، "بخطف أوتو وتعذيبه وإيذائه عمداً"، وأكدا أنهما رصدا على جسده آثار تعذيب، من بينها قلع أسنانه وتشويه يديه ورجليه.
وقال فريد وارمبيير على قناة "فوكس آند فرندز"، مشيراً إلى الكوريين الشماليين: "ليسوا ضحايا، إنهم إرهابيون".
وبعد المقابلة، اتهم ترامب للمرة الأولى نظام الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ-أون، بتعذيب وارمبيير.
وكتب ترامب في تغريدة بحسابه على موقع تويتر: "مقابلة رائعة على فوكس لأهل أوتو وارمبيير: 1994-2017. كوريا الشمالية عذبت أوتو أكثر مما يمكن تخيُّله".
إلا أن الطبيبة الشرعية لاكشمي ساماركو، التي أجرت تشريح جثة وارمبيير، أكدت عدم رصد أي دليل واضح على تعذيب جسدي، ولا أي ضرر بالعظام أو الأسنان حدث في الآونة الأخيرة.
وقالت الطبيبة: "في نهاية المطاف، لا نعرف ما حدث معه، ولن نعرف ذلك أبداً إلا إذا بادر الأشخاص الذين كانوا هناك بالكشف عما حصل لأوتو".
وتوفي وارمبيير في يونيو/حزيران بعد اعتقاله في كوريا الشمالية 18 شهراً؛ لاتهامه بسرقة ملصق دعائي سياسي بينما كان في رحلة إلى العاصمة بيونغ يانغ كسائح. ولدى عودته إلى الولايات المتحدة، كان في حالة غيبوبة ويعاني إصابات دماغية تأتي عادة إثر نوبة قلبية تنفسية، بحسب أطبائه. ولا تزال أسباب غيبوبة الطالب مجهولة.
وتفاقمت حدة التوتر في الأسابيع الأخيرة؛ إثر التجربة النووية السادسة لبيونغ يانغ التي أدت إلى فرض الأمم المتحدة سلسلة عقوبات جديدة عليها، وسط تراشق لفظي بين كيم وترامب، الذي تجاهل مناشدة حلفائه تخفيف حدة نبرته.
وأكدت الخارجية الكورية الشمالية، في تصريحها الأخير، أن "على ترامب أن يدرك تماماً أنه وزمرته يتحملون المسؤولية الكاملة لأي اتجاه غير مرغوب للأحداث؛ بسبب التصريحات اللامبالية والمتهورة التي يتشدق بها".
وما زال 3 أميركيين مسجونين في كوريا الشمالية لتهم بارتكاب جرائم مختلفة تمس الدولة.