صاحب الفضل باستعادة مناطق هامة للنظام السوري.. هكذا قتل الجنرال الروسي “الأعرج” في الخطوط الأمامية على يد داعش

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/27 الساعة 08:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/27 الساعة 08:59 بتوقيت غرينتش

أثار مقتل الجنرال الروسي فاليري أسابوف، على إحدى الجبهات العسكرية بدير الزور، شرقي سوريا، مطلع الأسبوع الحالي، استياء كبيراً في الصحف الروسية، وخاصة أنه يعتبر أول ضابط رفيع المستوى يقتل في سوريا.

فقد كان يشغل أسابوف، المعروف بقدمه "العرجاء" بسبب إصابة سابقة، يشغل منصب كبير المستشارين العسكريين الروس في سوريا، كما كان في موقع قيادي بارز في صفوف القوات السورية، حيث تكفل بمساعدة القادة السوريين في عملية استعادة مدينة دير الزور وفك الحصار عنها.

ولم يبرح الروسي مراكز قيادة الجيش السوري طيلة أشهر، إلى أن تم فك الحصار عن دير الزور. وحسب الصحف الروسية، يعود الفضل له في نجاح الجيش السوري في استعادة معظم أجزاء المدينة من سيطرة تنظيم الدولة إلى المهارات العسكرية العالية التي يتمتع بها الجنرال الروسي.

وكانت عناصر من داعش شنت هجوماً عن طريق قذائف الهاون على مواقع تابعة للجيش السوري والأحياء السكنية للمدينة، على مدار 24 ساعة. وفي خضم هذا القصف المكثف، تم استهداف موقع القيادة، حيث كان يقيم الجنرال الروسي.

صحف روسية ألمحت لوجود خيانة بحق الجنرال، وهي التي أودت به، دون الإشارة إلى متهم بعينه.

الإصابة الأولى

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرّض لها أسابوف لإصابة خطيرة، ففي الفترة ما بين سنة 1992 وسنة 1993، كان فاليري أسابوف يعمل في أوسيتيا الجنوبية بمنصب نائب رئيس أركان الكتيبة الروسية، التي تعد جزءاً من قوات حفظ السلام المشتركة، تعرض خلالها لإصابة خطيرة في إحدى ساقيه.

الإصابة أجبرت أسابوف على ملازمة السرير لمدة أربع سنوات، وخضع لأربع عمليات جراحية، علماً أن ذلك لم يحل دون بقائه أعرج للأبد. ولعل هذا العامل يمثل أحد الأسباب التي أسهمت في نقل الجنرال الروسي إلى قلب مراكز القيادة، حيث أظهر كفاءته ومهارته.

ولم تقف إصابة الجنرال عائقاً أمام تمركزه في نقطة القيادة في دير الزور، في سوريا. فقد كان يشغل منصب المستشار العسكري الأكبر، علماً أن إدارة الأمن العام تتولى في الواقع مهام القيادة والسيطرة القتالية والاستطلاع والاتصالات والتخطيط للعمليات العسكرية.

يعد خطر وفاة أحد كبار الضباط في مثل هذه العمليات أمراً وارداً للغاية، ولكن الإصابة جراء طلقة نارية تعتبر أكثر من مجرد حادث. في واقعة مقتل أسابوف اتجهت قذيفة الهاون مباشرة إلى مركز القيادة، لتدمر كل شيء. في هذا الصدد، لسائل أن يسأل: كيف يفسر وجود هذا الجنرال الروسي على خط المواجهة؟

الأمر الذي انتقدته صحف روسية، بقولها إن عملية دير الزور لا تستدعي حضوراً شخصياً للجنرال أسابوف في مراكز القيادة، وبالقرب من مناطق العدو. في المقابل، ومن وجهة نظر رسمية، يعتبر ذلك نتيجة الحرب التي يطلق عليها اسم "الحرب الحديثة". وقد اتسمت الحرب في سوريا بالتقليل من شأن مناصب كبار الضباط، في حين دفعتهم إلى التمركز على مقربة من مواقع الاشتباكات العسكرية.

ويعتبر مقتل فاليري أسابوف في سوريا أول إصابة عسكرية في صفوف كبار ضباط القوات المسلحة الروسية، وحتى السوفياتية منذ الحرب في أفغانستان. ومن بين الجنرالات السوفيات الثلاثة الذين لقوا حتفهم في أفغانستان، اثنان من الطيارين الذين اختلفت ظروف وفاتهم.

ووفقاً لصحيفة "كومسومولسكايابرافدا"، ستمنح وزارة الدفاع الروسية الجنرال فاليري أسابوف وسام الشجاعة.

تحميل المزيد