سعوديون غاضبون من الملك للسماح للمرأة قيادة السيارة.. يردّون على القرار بفيديو لمحمد بن سلمان

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/27 الساعة 03:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/27 الساعة 03:00 بتوقيت غرينتش

لم تكن ليلة الثلاثاء، 26 أيلول/سبتمبر 2017، عادية على السعوديين، فقد أعلن الملك سلمان بن عبد العزيز بإنهاء ما ميز السعودية عن بلدان العالم كافة، بـ: السماح للمرأة بقيادة السيارة، الأمر الذي لطالما انتظرته السعوديات، ولطالما رفضه السعوديون، حيث من المتوقع أن تمتلئ شوارع المملكة بسيارات تجلس المرأة خلف مقود القيادة بعد 10 شهور من الآن.

وجاء الإعلان بمثابة تطور دراماتيكي للخط البياني لطموحات ولي العهد محمد بن سلمان التي أعلن عنها منذ أكثر من عام، بجعل المجتمع السعودي "أكثر انفتاحاً" في خط متواز مع تحديث للاقتصاد سيطال واحدة من أكبر الشركات التي ينظر إليها السعوديون على أنها درة تاج المملكة: أرامكو.

مع ذلك، فإن إعلان بيع جزء من أرامكو لم يمس شغاف قلب السعوديين كما فعل السماح للمرأة بقيادة السيارة، حتى يكاد يكون هذا القرار بمثابة انقلاب طالت أعماق المجتمع السعودي رغم الحديث عنه بكثافة ما بين مؤيد ومعارض منذ أكثر من عقد من الزمن، وجاء ذلك كانقلاب آخر قام به بن سلمان على ولي العهد السابق محمد بن نايف واستولى على منصبه.

القرار ذو العيار الثقيل، وكعادة السعودية، جاء في الساعات الأخيرة من يوم الثلاثاء الذي سيكون بمثابة يوم فاصل في تاريخ المملكة: فالسعودية ما قبل الثلاثاء لن تكون السعودية ما بعده، الأمر الذي انعكس على الشبكات الاجتماعية التي تصدّر فيها وسم #الشعب_يرفض_قياده_المرأة الترند الأول في السعودية الساعات الأولى من صباح الأربعاء، 27 سبتمبر/أيلول، وصبَّ فيه عدد كبير من السعوديين جام غضبهم منتقدين القرار.

واللافت في التغريدات التي انتشرت تحت هذا الوسم أن الغضب لم يقتصر على سعوديين، بل سعوديات أيضاً، وخاصة أن القرار جاء بعد يومين من احتفالات اليوم الوطني، التي شهدت اختلاطاً ورقصاً في شوارع العاصمة الرياض، الأمر الذي انتقده كثيرون، معتبرين أنَّ قيادة المرأة للسيارة ستزيد من الأمور تعقيداً، ولن تكون هناك ضوابط للاختلاط بعد اليوم.

مجتهد المغرد السعودي الشهير بدوره سارع لنشر تصريح قديم لولي العهد محمد بن سلمان، ربط فيه قضية السماح للمرأة بقيادة السيارة بمدى تقبل المجتمع لذلك الأمر، الذي لم يكن واضحاً بتغريدات السعوديين الغاضبة.

وأصدر الملك أمراً بتشكيل "لجنة على مستوى عالٍ من الوزارات"، ستقوم برفع توصياتها خلال 30 يوماً، ثم تطبيق القرار، مشيراً إلى ضرورة مراعاة تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة لقيادة المرأة للسيارة والتقيد بها.

وفي الوقت الذي لم يتم توضيح ما هي تلك الضوابط الشرعية التي أشار إليها العاهل السعودي في تصريحه، قال سعوديون إنّ المملكة لن تكون قادرة على وضع قوانين تضبط دخول المرأة عالم القيادة، أحدهم قال لـ"عربي بوست" طلب عدم ذكر اسمه أن ذلك يعني "زيادة نسبة التحرش في المملكة، إضافة إلى أنها ستزيد الأعباء المادية على الأسر السعودية بسبب مطالبات الفتيات بالحصول على سيارات خاصة".

وقد ربط الشاب تلك الخلافات، بما صرَّحه السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، أن المرأة لن تحتاج إلى إذن وليها لاستخراج رخصة قيادة، كما لن تحتاج إلى وجود ولي معها في السيارة أثناء القيادة، معتبراً أن "ذلك سيفتح باب خلاف واسع في داخل العائلات السعودية".

ولكن في الوقت الذي انتقد القرار الكثيرون، اعتبرته سعوديات وناشطات انتصاراً لهن، وخاصة أنهن على مدى أكثر من 25 عاماً قمن بحملات من أجل السماح للمرأة بالقيادة، وشمل ذلك تحدي الحظر بالقيادة في الشوارع، وقدّمن التماسات للملك، ونشرن تسجيلات مصورة لأنفسهن على وسائل التواصل الاجتماعي وهن يقدن سيارات. وتعرضن بسبب تلك الاحتجاجات للاحتجاز، وواجهن مضايقات.

وقد قدّم المسؤولون في السعودية ورجال الدين على مدار عقود من الزمن العديد من التبريرات لقرار منع المرأة لقيادة السيارة في البلد التي يحكم فيها، وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، الأمر الذي اعتمد عليه المنتقدون للقرار، حيث نشروا تغريدات قديمة وفتاوى تبرر عدم السماح للمرأة بقيادة السيارة.

تحميل المزيد