كيف لفيلم سينمائي أثناء طفولتي غَيَّر مجرى حياتي! فماذا عنك يا صديقي؟

والكثير من النماذج المصرية المشرفة كالدكتور فاروق الباز في مجال الفلك والجيولوجيا، والدكتور علي مصطفى مشرفة عالم الفيزياء النظرية المصري، والعالم المصري الجليل الدكتور أحمد زويل في الكيمياء، فكلها أسماء لامعة يقتدي بها الأطفال والشباب في مجالاتهم الحياتية.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/25 الساعة 02:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/25 الساعة 02:08 بتوقيت غرينتش

لعلك تتساءل قارئي العزيز ماذا عن الفيلم الذي غَيّرمجري حياتي؟ وجعل عقلي يفكر بطريقة تختلف عما حوله، سترى أن في هذا شيئاً من المبالغة، نعم أوافقك قارئي العزيز – إلى حد ما – ولكنني على يقين بأن كثيراً منا خاض تجربة في طفولته، أو تعرض لحادث معين جعله يُحدد مصيره ومستقبله من خلاله، فعلى سبيل المثال أب لابن صغير أُصيب بمرض ما خطير يهدد حياة والده بالموت،

فهذا جعل الابن يقرر منذ صغره أن يلتحق بكلية الطب؛ لكي يقضي على هذا المرض ويُجنب البشرية من الإصابة به، أو بالقليل التخفيف من حدة انتشاره، أو أن طفلاً آخر اتخذ من "الدكتور مجدي يعقوب" قدوةً له في مجال الطب وجراحة القلب لإنقاذ قلوب ملايين من البشر حول العالم.

والكثير من النماذج المصرية المشرفة كالدكتور فاروق الباز في مجال الفلك والجيولوجيا، والدكتور علي مصطفى مشرفة عالم الفيزياء النظرية المصري، والعالم المصري الجليل الدكتور أحمد زويل في الكيمياء، فكلها أسماء لامعة يقتدي بها الأطفال والشباب في مجالاتهم الحياتية.
فهذه كلها أحلام وطموحات كثير منا كان يحلم بها في طفولته.

فمنا من استمرت معه أحلامه وطموحاته، وكبرت معه وصار يحققها تدريجباً كلما تقدم في العُمر، ومنا من تخلى عنها أو تخلت عنه أحلامه لعدم اكتراثه بها، أو أن القدر رسم له طريقاً آخر غير الذي رسمه في طفولته.

أما عني.. فالوضع يختلف!

ففي إجازة صيف عام 2009 وقبل بدء الدراسة ببضعة أيام، كنت جالسة أمام شاشة التلفاز، فعن طريق الصدفة وقع أمامي فيلماً لم أتوقع أنه سيؤثر علي جوارحي بهذا الحد، بل بالفعل حدد مصيري ومستقبلي.

فكيف لـ"تيمور وشفيقة" الفيلم السينمائي الذي يحمل في طياته وسيناريو الرومانسية والغرام أن يحول شخصي من طفلة بريئة إلى شخصية جادة لهذه الدرجة!

لم يأتِ على مُخيلتي إطلاقاً أنه توجد (love story) بين بطلي الفيلم وأنا أشاهده للمرة الأولى،
فنظرتي له كانت بدافع كيف لفتاة صغيرة السن تتولى منصباً قيادياً في سن صغيرة آنذاك، فكان كل ما يشغلني هي شفيقة وطموحها وشغفها العلمي والدراسي وإصرارها على النجاح وتخطّيها للصعاب، وأنه ليس بالسن لكي نصنع نجاحنا، ولكن بالعزيمة والمثابرة والاجتهاد.

فكثير منا يشاهد هذا الفيلم علي أنه الفيلم الرومانسي بين البطلين، ولكني ما زلت إلى الآن بعد مُضي ما يقرب من سبع سنوات وأنا أشاهده علي أنه الدافع لاستكمال مسيرتي، فمنذ الوهلة الأولى لسماعه، فنظرتي إليه لم ولن تتغير إلى الأبد!

فلا شك أنه سبب من أسباب استكمالي لمغامراتي في الحياة، فهو الوقود بالنسبة لي.

فلذلك أحببتُ أن أشارك معكم تجربتي الشخصية لعلها تكون ولو بالقليل سبباً لتمسك الكثير منكم بأحلامه وطموحاته مهما تقلب به الزمان والمكان، ومهما خاض الكثير من التجارب في ظل ما يلاقيه الشباب في عصرنا الراهن من ضغوطات الحياة وقلة فرص العمل والبطالة وارتفاع الأسعار والعشوائيات، وفي ظل الوساطة والمحسوبية، ولكن تظل أحلامنا وأهدافنا وطموحاتنا هي الوقود الذي يدفعنا للسير نحو تحقيقهم.

وختاماً.. فلا تستهينوا بالدراما والسينما فهي كفيلة لإحياء شعوب وهدم أخرى.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد