الارتقاء سمة الأقوياء

في كل مرة نفشل فيها في شيء ما نحو تحقيق ما نرغب في الوصول إليه، يشعر المرء بالانكسار ويتساءل: لماذا لم يتحقق ما أريد؟ ولماذا فلان حقق مراده وأنا إلى الآن لم أرَ ثمار أحلامي تتحقق؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/25 الساعة 02:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/25 الساعة 02:09 بتوقيت غرينتش

في كل مرة نفشل فيها في شيء ما نحو تحقيق ما نرغب في الوصول إليه، يشعر المرء بالانكسار ويتساءل: لماذا لم يتحقق ما أريد؟ ولماذا فلان حقق مراده وأنا إلى الآن لم أرَ ثمار أحلامي تتحقق؟

هنا نتذكر قول الله -عز وجل- في الآيتين الكريمتين في سورة النجم: (وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى وأنَّ سعيَه سوف يُرى)، بما معناه في موضع الأمنيات والنية أنه لا بد للإنسان أن يسعى لتحقيق مراده، والتأكيد من رب العالمين بأن كل ما تسعى إليه من خير سوف تراه عاجلاً أو آجلاً، وكل مرة يمر بها الإنسان في أمور وعقبات تقف في طريقه إلى تحقيق ما يريد هنا يكون تحدي الذات، ويأتي السؤال: هل سيتفوق على العقبات بكل ثبات؟ أم ستكون هناك عقبة تقف أمام الطريق ويصبح الإنسان غريق في الإحباط واليأس؟ أم سيكون مضرباً للأمثال ولافتاً للأنظار، هنا مقياس التحدي وإن استطاع أن يتغلب ويتفوق على العقبات، يكسب المرء ثقته بنفسه وينشط العزم الموجود، ويتجدد الأمل المفقود لدى الإنسان ويستمر العمل بما ميّزه الله عن غيره، وذلك بصفاته وتجاربه وذاته، وكل خبراته، حينها يكون المرء يسير بشكل إيجابي يفرح الأخ ويلهم الصديق ويغيظ الحاسد والحاقد، وينير لنفسه الطريق نحو تحقيق الأحلام والأمنيات التي طال انتظارها.

وبذلك يكون المرء مخيراً وليس مسيراً في السير نحو طريق النجاح دون التوقف، والانتظار دون جدوى، ويبقى السؤال: هل سيقبل التحدي في مغامرة الحياة أم ستكون آماله مجرد خيال يسير بها بين واقع مؤلم وطموح له سقف محدود ومظلم؟

مما لا شك فيه عندما نرى القصص الملهمة للناجحين والعظماء نرى أن أكثرهم بدأوا حياتهم بما دون الصفر، وأصبحوا علامات فارقة في أوطانهم وأمثلة يحتذى بها في مواطن النجاح وسيرتهم محفوظة في كتب الناجحين والملهمين، هنا نعلم مدى أن المستحيل مجرد كلمة أنشأها الحاقدون وروّجها الحاسدون وصدقها الجاهلون أمام من لديه حلم وأمل موجود يراه الحاقد مستحيلاً ويراه المتفائل شيئاً ممكناً ويسيراً؛ لأنه مؤمن بأنه لا وجود لشيء مستحيل في هذه الحياة، وعندما يحقق المتفائل ما يريد ويصعد سلم النجاح يعترف الحاقدون بإنجازاته وهم أول من يقومون بالإعجاب بهذا الإنجاز الذي تحقق ووُلد من رحم الصعوبات.

هنا يكون للحلم الذي تحقق حلمان: حلم كان خيالاً وأصبح واقعاً، وحلم بأن سيرة نجاحه كانت ملهمة لمن حوله من محبيه وأصدقائه وحتى أعدائه، فالنجاح يبدأ بفشل، والفشل يعلمنا الخبرة، والخبرة تعلمنا الأخطاء، والأخطاء تعلمنا الصواب، والصواب يدلنا إلى طريق النجاح، وبهذا تكون سلسلة مترابطة يلي بعضها بعضاً في التحديات المستقبلية.

وعلينا أن نعلم جيداً أن كل ما نريد أن نراه غداً علينا أن نفعله اليوم، وكل ما نفعله اليوم سنراه غداً، بذلك يكون المرء على يقين بأن ما يفعله اليوم سيرى ثماره غداً، والصبر هو الصفة الحميدة التي تعمق وتعزز التفاؤل في الإنسان، وبها يستمتع المرء بالعمل الذي يقوم به، ويكون الأمل دافعاً كبيراً نحو السعي لما يريد أن يحققه دون ملل؛ لذلك رغم كل ما يمر به أكثر الذين لديهم أحلام يرونها مستحيلة عليهم أن يعلموا أنه لا يوجد شيء مستحيل في هذا الكون؛ لأن الله على كل شيء قدير، ولأن الدنيا واسعة وبحجمها سعة يجب أن يملأ الإنسان بداخله أملاً دائماً.

وليعلم يقيناً أن اليأس نهاية الأحلام وبداية للأوهام، فلا نعطِ الوهم مساحة أمام التفاؤل وأن يكون العمل بجد واجتهاد، وعلينا أن ندمج بين الأمل والعمل معاً؛ لأن الأولى مبدأ، والثانية اجتهاد، والسير نحو تحقيق النجاح خطوة بخطوة، وبذلك ستتحقق أحلامنا إن كنا مؤمنين وواثقين بأنفسنا، وعندما يزرع بداخل الإنسان الأمل والعمل، والإيمان بالتفاؤل قولاً وفعلاً نرى نتائجه لا محالة هو تحقيق الحلم؛ لذلك اجعل دوماً من المستحيل لا مستحيل.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد