منذ الصغر وأنا الذي أتحدث كثيراً، أو ما يطلق عليه بالعامية (يرغي) هذا الذي يتكلم كثيراً، والذي يحدث الناس عن أحلامه، أو يحدثهم بعض في الأحيان حتى عن الحب والعشق، التي يراها آخرون خصوصيات لا يجب الإفصاح عنها في مجتمع يجيد التمثيل والخداع، تراه أمام الناس قديساً يحدثهم عن الفضائل، وفي خلوته يمارس الرذيلة؛ لأن المجتمعات يحلو لها أن تتعامل مع هذا الصنف، أما الصنف الواضح الذي يتكلم بكل شيء دائماً تسلط عليه الأضواء، لا لشيء إلا لأنه صريح بسيط العبارة، هذا ينقلني لأحدثكم قليلاً عن الأحلام، عن الطموح، عن الأمل، عن السعي وراء معالي الأمور.
منذ الصغر كنتُ أذهب إلى المسجد فأرى شخصاً يتقدم أمام الناس يتلو القرآن بصوتٍ عالٍ، قلْتُ في نفسي: لماذا لا أكون أنا الذي يقفُ أمامهم؟
ومع مرور الوقت ومضي السنوات، وإذا بي أقف أمامهم لأصدح بالقرآن، لم يكن هذا غاية الأحلام ولا منتهى الآمال؛ لأني بدأت صغيراً في الخامسة عشرة من عمري، واليوم لم يعد هذا الشيء يمثل لي شيئاً، حلمٌ تحقق وانتهى كل شيء، واعتزلت الأمر منذ سقوط الموصل بيد داعش، وأصبح في سجل الماضي.
وعندما كنْتُ صغيراً، لا أذكر ذلك جيداً، إلا أن أراه خيالاً يتراءى أمامي، ولكن أمي حدثتني قالت: كنتَ تصعد درج المنزل لتخطب بأعلى صوتك في المنزل، ربما كانوا يضحكون كثيراً من هذا الأمر، أو يشكل لهم السعادة، فالطفل يقوم بأفعال الرجال، ومع هذا ارتقيتُ المنبر الحقيقي في الثامنة عشرة من عمري، وارتجلتُ عليه الخطاب، ولكن لمرات قليلة ولم أعدها مرةً ثانية، إلا أنني بقيتُ مُستمراً بفعل ذلك في المحافل المدرسية، أو المحافل المجتمعية والدينية وبعض النشاطات الشبابية.
رب سائل يسـأل: هل هذا غاية ما كنت تصبو إليه؟
لا، هذا جزءٌ صغير مما أحلم به، ولي أحلام أخرى، أسعى إلى تحقيقها والعمل على تذليل الصعاب وهدم العقبات، لنحصل على أفضل النجاحات.
ولعل الكتابة والتأليف وتدوين الخواطر جزءٌ من ذاتي التي أحياها، وقد بدأت منذ نعومة اظافري بكتابة الخواطر والمقالات، ولكن بشكل متقطع، إلا أنني منذ عام دخلتُ عالم التدوين وكتابة المقالات، ولم أنقطع إلى أن هذه اللحظة، بل أصبحت جزءاً من مشاريعي المستقبلية.
المغامرة والسفر والاستكشاف جزءٌ لا يتجزأ أيضاً من أحلامي في الحياة، أملي أن أقصد بلداناً كثيرة، وأكتشف زوايا جديدة من العالم.
ورب سائل يسأل: أنت تقص علينا أحلامك، وما شأننا نحن بأحلام غيرنا؟
يتوجب علينا أن نحقق أحلامنا أولاً، وبعدها نقرأ أحلام غيرنا، الأصدقاء الأعزاء، جزء من تحقيق أحلامي والشيء الذي أعطاني الأمل في الاستمرار هو قراءةُ قصص الناجحين، وسيأتي يوم وأقرأ عنك يا صديقي، وأنت تدون قصص نجاحك في هذا العالم، رسالتي لكم أن لا تكفوا عن الحلم، فما نحلمُ به صغاراً سيتحقق ونحن كبار، والحلم ليس معجزة تحدث بل هو إرادةٌ تتمثل بك، أن تنهض صباحاً لتمشي في مناكب الحياة وتأكل من رزقها.
وبعد كل هذا ترانا سنتوقف عن الحلم؟ لن نتوقف، سنحلم بكرة وأصيلاً، سنحلمُ ليلاً ونهاراً، وسيكون لنا حروف نيرة في مجالات الحياة المتعددة، وكل حسبما يعشق ويحب من مجالات الحياة والتخصصات الأخرى.
أخيراً.. لا تكف عن الحلم، احلم كثيراً، وحدث الناسَ عن تحقيقها، وحدثهم عن نجاحاتك، عن عشقك، عن حبك، ولا تنسَ أن تحدثهم عن جمال الحياة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.