استفتاء الأكراد يقرب بين أكبر عدوين في المنطقة.. ودول عربية تتفق سراً مع إسرائيل على تأييد الانفصال

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/19 الساعة 16:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/19 الساعة 16:58 بتوقيت غرينتش

وحَّدت خطة إقليم كردستان العراق لإجراء استفتاء حول الاستقلال خصمين لدودين في المنطقة: الولايات المتحدة وإيران، كما قاربت بين دول لم يكن يظن يوماً أنها يمكن أن تكون في جانب واحد.

فرغم أن واشنطن وطهران تعارض كل منهما الأخرى بشدة. إلا أن مبعوثيهم كانوا يطرقون أبواب كردستان، التي تتمتع بحكمٍ ذاتي، راجين المسؤولين أن يؤجِّلوا الاستفتاء على أقل تقدير، حسب تقرير لمجلة التايمز البريطانية.

لكنَّ المفارقة، والانعكاس الواضح للمخاوف والطموحات المتشابكة للجهات الفاعلة في الشرق الأوسط، تكمن في أنَّ كل طرف يعارض القرار اعتقاداً منه أنَّه سيكون في مصلحة الآخر.

العبادي

فبالنسبة لواشنطن، سيزيد الاستفتاء من زعزعة استقرار العراق البلد الذي استثمرت فيه كثيراً. وفي كل مرة تعتقد الولايات المتحدة أنَّها شقَّت طريقها للخروج من المستنقع العراقي وأقامت لبِناتٍ لدولةٍ تتمتع بمقومات الاستمرار، يطرأ أمرٌ جديد ويدمر إحدى تلك اللبِنات.

فقبل ثلاث سنوات، كان صعود تنظيم (داعش). والآن، سيترك الانسحاب المزمع لحليفها طويل الأمد في إقليم كردستان، المتمتع بالحكم الذاتي، وراءه عِراقاً عاجِزاً يغلب عليه الشيعة وأكثر عرضةً بصورةٍ كبيرة للوقوع تحت تأثير إيران السياسي.

وبعبارةٍ أدق، أصبح للعراق أخيراً رئيس وزراء متمثِّلاً في حيدر العبادي، الذي يرى الأميركيون فيه شخصاً صديقاً، ومؤهلاً، ومدعوماً جيداً وعلى نحوٍ معقول من مختلف أطراف الانقسام الطائفي في البلاد.

لكنَّ فقدان جزء كبير من الدولة لصالح حركةٍ استقلالية سيؤدي على الأرجح إلى إسقاطه، تماماً كما قد يحدث مع أي زعيمٍ في أي دولةٍ أخرى. ويرتبط العبادي بالغرب كثيراً، حتى أنَّه كان يحمل جواز سفرٍ بريطاني. ويُستبعَد أن يكون هذا هو الحال مع خليفته.

ناكرو جميل

أمَّا بالنسبة للإيرانيين، فقد أثبت حلفاؤهم الأكراد أنَّهم ناكرون للجميل. ففي النزاع الإيراني العراقي، دعمت طهران الأكراد ضد عدوهما المشترك، الأمر الذي أدَّى إلى وقوع المذابح وهجمات الغاز التي شنَّها صدام حسين في عام 1988. لكن رغم ذلك، بمجرد حصولهم على الحكم الذاتي، أصبحوا أكبر حلفاء بريطانيا وأميركا في المنطقة.

إسرائيل وحلفاؤها العرب السريون

وتماشياً مع مقولة "عدو عدوي هو صديقي"، أصبحوا حتى حلفاء لإسرائيل. وليس غريباً أن يدعم أكبر منافسي إيران الاستفتاء؛ إذ تدعمه إسرائيل علناً، والمملكة العربية السعودية سراً، حسب التايمز.

ويتوقع كلا البلدين أن يحظيا بانفصال كردستان بمزايا وجود وكيلٍ لهما يشارك إيران حدوداً جبلية ممتدة.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنّ "إسرائيل تدعم الجهود المشروعة التي يبذلها الشعب الكردي من أجل الحصول على دولة خاصة به".

كما صدرت تصريحات ومواقف عن مسؤولين إماراتيين تدعم انفصال كردستان عن العراق من بينها رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ابتسام الكتبي، التي وقعت مذكرة تفاهم مع الإقليم مطلع العام الجاري 2017 للمساعدة في تنظيم عملية الاستفتاء، حسب موقع العربي الجديد.

وأكدت في تصريحات لها أنه إذا أعلن عن استقلال كردستان بشكل كامل عن بغداد، فإن أبوظبي ستعترف بهذا الاستقلال، وفقاً لزعمها.

أما تركيا فقد دعا أكبر أحزاب المعارضة بها، الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول 2017 الحكومة، إلى إمهال رئيس الإقليم الكردي في العراق، مسعود بارزاني، 24 ساعة للتخلي عن الاستفتاء على الانفصال، فيما وجهت الدبابات التركية مدافعها تجاه شمال العراق.

والعزاء الوحيد للجانبين هو أنَّه من غير المحتمل أن يؤدي الاستفتاء إلى إعلان الاستقلال إعلاناً فورياً، بل إلى مفاوضاتٍ طويلة مع بغداد، حسب التايمز.

لكنَّ الوجود الصارخ لكثيرٍ من المصالح المتنافسة لم يكن مفيداً بوجه عام للشرق الأوسط في أوقات الأزمات. ومن غير المحتمل أن تصمت هذه الأصوات الآن، حسب التايمز.

تحميل المزيد