تتيح أكبر شبكة ابتكارات مناخية في أوروبا فرصة للشباب لتطوير أفكارهم لمشاريع تتناول موضوع التغير المناخي.
هل يمكن أن يوفر نهج العمل حلولاً للتعامل مع اَثارالتغير المناخي للجيل القادم؟
ريادة الأعمال في مجال المناخ تعتبر فرعاً سريع النمو من الأعمال المعاصرة، مع بلوغ توقعات سكان العالم إلى 11 ملياراً بحلول عام 2100 وارتفاع متوسط الزيادة في درجات الحرارة العالمية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، أصبحت القضايا البيئية والتغير المناخي جزءاً متزايداً من حياتنا اليومية.
من الكاميرون إلى تايلاند، ومن الولايات المتحدة إلى أستراليا، وما زال الناس يتعاملون مع الظواهر الجوية المتطرفة والغذاء ونقص المياه وإدارة النفايات والتحضر والاكتظاظ السكاني.
يقول إبراهيم محمد، مدير التربية في مجتمع المعرفة والابتكار في مجال المناخ: "إن علم التغير المناخي أمر لا جدال فيه، ولكن هذه المشكلة غالباً ما تبدو مستبعدة من واقع الحياة اليومية؛ لذلك تعاني المنظمات لسنوات عديدة من أجل إشراك المواطنين".
إن العيش في عصر فيه الكثير من المشاكل البيئية يعتبر حافزاً للتغيّر وصناعة ابتكارات من أجل عالم صديق للبيئة.
بالنسبة للشباب في مجتمعاتنا، لا تعتبر البيئة النظيفة أمراً مفروغاً منه، من المتوقع أن يحدث التغيير، وذلك بسبب زيادة وعي الشباب الحالي بضرورة الانتقال إلى البدائل الصديقة للمناخ.
في رحلة البحث عن حلول مستدامة للمشاكل اليومية تقوم كلايمت كيك، التي تعتبر أكبر شبكة ابتكار في القطاعين العام والخاص في أوروبا بتمكين ودعم الشباب من أجل التوصل إلى أفكار جديدة لتغيير الطريقة التي نعيش بها.
هذا الصيف، تم جمع سبع مجموعات مكونة من40 شاباً من جميع أنحاء أوروبا، يأتون من خلفيات واهتمامات مختلفة جداً، للمشاركة في أكبر حدث ابتكار في العمل المناخ في القارة داخل مدرسة كلايمت كيك الصيفية.
خلال رحلة لمدة 5 أسابيع، تتلقى هذه المجموعات تدريباً مكثفاً من خبراء أعمال وابتكار، كما تتلقى فرصة السفر إلى عواصم الابتكار المختلفة في أوروبا لاكتشاف المشاريع المستدامة الناشئة.
فعلى سبيل المثال، تسافر مجموعة واحدة من بساتين الفاكهة في بولونيا، إيطاليا، إلى مركز الابتكار التجاري في ميونيخ، في ألمانيا، لإنهاء رحلتها في هلسنكي بفنلندا؛ حيث تقدم المشروع الذي طورته خلال رحلتهم إلى لجنة تحكيم مكونة من رجال الأعمال.
هذا هو العام السابع الذي تنتظم فيه كلايمت كيك رحلات الابتكار؛ حيث تهدف إلى خلق مجتمع معرفة وابتكار متنامٍ.
بعد الانتهاء من المشروع، يتم تدريب المجموعات التي جاءت بأفضل الابتكارات من خلال برنامج عن كيفية إدارة مشروع ناشئ وبالتالي يتم تعزيز الفكرة الأولية حتى تصبح بداية ناجحة تجارياً تعالج قضية التغير المناخي.
حتى الآن، ساعدت كلايمت كيك في تحول أكثر من 300 من هذه المشاريع الأولية إلى مشاريع ناشئة كاملة.
بعض هذه المشاريع الناجحة هي شركة أبونيكس، وهي شركة تقدم وحدات زراعية صغرية إلى المناطق الريفية، ومبادرة إيروباودر وهي مبادرة تقوم بتحويل نفايات ريشة الدواجن إلى مواد مضافة مستدامة، وأيضاً إكوليغو، وهي منصة للتمويل للمشاريع الشمسية في البلدان النامية.
تقول جوليا رولينز، رئيس قسم التعليم في كلايمت كيك: "إن مفهوم كلايمت كيك يقوم على فكرة أن الجميع يمكن أن يسهموا في إحداث التحول الضروري نحو عالم قليل الكربون وأكثر استدامة"، وأضافت قائلة: "هناك بالفعل العديد من القصص الإيجابية من المبادرات التي تحدث تغييرات هامة، وأنها تستحق أن تظهر. هناك حاجة كبيرة لقصص إيجابية في الوقت الحاضر. نحن نحاول أن نستحوذ على الخيال. كيف نريد أن يبدو مستقبلنا وما هي الخطوات الضرورية التي يتعين اتخاذها للوصول إلى هناك".
منذ السبعينيات، أصبحت قضية التغير المناخي من أكثر المشاكل إلحاحاً على جدول الأعمال العالمي، وذلك بسبب إدخال مشكلة التغير المناخي داخل الوعي العام باتباع نظرية مشهورة نسبياً بخصوص هذا الموضوع، تم تكوينها من قِبَل أنتوني داونز في عام 1972، كوّنت من خمس خطوات عملية، يمكن أن تستمر من أيام إلى أشهر أو حتى لسنوات، وهي تعتمد على تحفيز الجمهور للعمل الحكومي، التركيز في نهاية المطاف على فهم القضية، تأسيس هياكل دائمة تستمر في تعزيز حلول طويلة الأجل حتى بعد أن تركت نسيان المشكلة، إضافة دور درامي لجذب اهتمام أكبر للمشكلة.
من المشجع أن الوعي بالمناخ تتشابك جذوره مع الابتكار والتطوير في مجال الأعمال، وبالتالي يؤكد نفسه كعنصر دائم في التعاملات الخاصة والسياسية والتجارية.
وبالنسبة للشباب اليوم، فإن فكرة التغير المناخي ليست قضية عابرة في الوعي العام، بل هي حقيقة خطيرة ينبغي حلها، وإذا كان العمل في كلايمت كيك هو إحدى طرق حل هذه القضية، فشباب اليوم مؤهل لهذه المهمة على أتم شكل.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.