بدأت إسبانيا بتحصين سياجها الحدودي، بعد تضاعف محاولات التسلل من خلاله 15 ضعفاً خلال العام الجاري (2017)، في خطوة تعكس مخاوف الدولة الأوربية من تسلل المهاجرين، وتشبه إلى حد كبير ما ذهب إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حين أعلن بناء جدار على حدود بلاده مع المكسيك للسبب ذاته.
ويستخدم المُهاجرون غير الشرعيين الهراوات والقواطع المعدنية والخطافات للتسلل عبر سياجَين بارتفاع 6 أمتار حول مدينة سبتة -إحدى المدينتين المتنازع عليهما بين المغرب وإسبانيا ويقعان تحت سيطرة الأخيرة- بحسب صحيفة التايمز البريطانية.
وقال خوان إغناسيو زويدو، وزير الداخلية الإسباني، إن حكومة مدريد تعتزم صرف نحو 12 مليون جنيه إسترليني على السياج الجديد، بعد أن حاول ما يقرب من 9 آلاف شخص –معظمهم من جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا- الدخول إلى سبتة، مقارنة بـ613 شخصاً في الفترة نفسها من عام 2016.
لا هويات للمولودين بإيطاليا
من جانبها، أُجبرت إيطاليا على إلغاء مشروع قانون يمنح جوازات السفر لأطفال المهاجرين؛ بسبب العداء العام.
وعلى الرغم من تناقص أعداد النازحين عبر البحر من ليبيا إلى إيطاليا هذا الصيف، فإن 100 ألف مهاجر غير شرعي قد عبروا البحر مقارنةً بـ181 ألفاً العام الماضي؛ مما يتسبب في قلق تُغذِّيه الأحزاب اليمينية، حيث يستعد البلد لانتخابات ستُعقد في شهر مايو/أيار 2018 القادم.
وتُشير نتائج استطلاع رأي، نُشر في صحيفة لا ريبوبليكا La Repubblica، إلى أن 46% من الإيطاليين يعتبرون المهاجرين بمثابة "تهديد للنظام العام والسلامة الشخصية".
وأمام هذا الرأي العام المضاد للمهاجرين غير الشرعيين، ألغى الحزب الديمقراطي اليساري الحاكم، الثلاثاء الماضي، مشروع قانون يضمن حق إعطاء الجنسية الإيطالية عند الولادة لأبناء المهاجرين المولودين في إيطاليا إذا عاش أحد والديهم في البلد 5 أعوام.
في الوقت الحالي، يجب عليهم أن يبلغوا 18 عاماً ليقدموا طلباً لاستخراج جواز السفر الإيطالي. أما عن القوانين الجديدة، فقد تسمح لما يقرب من الـ800 ألف قاصر بالتقديم على الجنسية.
ووصل العداء للمهاجرين إلى مبلغه حين أعلن أحد أشهر البرامج التلفزيونية الإيطالية- ستريسيا لا نوتيزيا Striscia La Notizia- هذا الأسبوع، انضمام راقصة نصف أنغولية ونصف أفغانية إلى طاقمه، وانفجر الموقع الإلكتروني الخاص بالبرنامج بكمٍ كبير من التعليقات العنصرية.
عاشت الراقصة ميكايلا نيز سيلفا Mikaela Neaze Silva، ذات الـ23 عاماً، بإيطاليا، منذ أن كان عمرها 6 سنوات، وجاء في أحد التعليقات أنها "تسرق عمل الإيطاليين".