تضفي النباتات على المكان لمسةً من الجمال، وجواً من التفاؤل والإيجابية على المكان، فاللون الأخضر يبعث الحيوية في النفس، فمن الجميل أن يدخل الإنسان منزله فيرى اللون الأخضر يأخذ حيزاً من المكان.
النباتات داخل المنزل ليست ذات منظر مبهج فقط أو نوع من الديكور، لكنها تؤثر بشكل إيجابي على حياة الإنسان، فقد أجرى علماء من جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة بحوثاً علمية عن النباتات وأثرها على الإنسان؛ حيث استنتجوا أن العيش بجانبها ينعكس إيجابياً على صحة ومزاج الإنسان من الناحيتين الفيسيولوجية والنفسية.
لنتعرف على أهمية النباتات داخل المنزل وتأثيرها على الإنسان:
التنفس يكون بشكل أسهل وأفضل، فكما تعلمنا منذ الصغر أن النباتات تقوم بعملية البناء الضوئي فهي تنتج غاز الأكسجين وتأخذ غاز ثاني أكسيد الكربون، أي أنها عكس الإنسان، فهذا يؤكد أهمية النباتات للتنفس بشكل أفضل.
ولكن في الليل تنعكس العملية فتأخذ غاز الأكسجين وتنتج ثاني أكسيد الكربون أي تصبح مثل الإنسان فيفضل عدم وضعها في غرف النوم، ما عدا بعض النباتات التي تنتج الأكسجين في الليل مثل الأوركيدة والأنثريوم أو الفلامنج والصبار.
تُسهم النباتات في تنقية الهواء؛ حيث وجدت دراسة أجرتها مؤسسة Green Plants for Green Buildings، أن أجزاء النبات الداخلية تعمل كمنقيات للجو من بعض المواد الكيميائية، كالبنزين، والفورمالدهيد، كما أن النباتات تزيد من نسبة الرطوبة بنسبة 15% في الغرف المغلقة، و3-5% في الغرف ذات التهوية؛ حيث إن وجود الرطوبة في جو الغرفة يحدّ من تأثير الأغبرة المختلفة والتي تؤثّر سلبياً على العين والجهاز التنفسي لدى الإنسان، وعندما يوضع النبات على مقربة من جهاز الحاسب الآلي؛ حيث تكثر جزيئات الغبار والكهرباء الساكنة يقلل من تأثيرها على الجهاز التنفسي للإنسان، والنباتات التي تستخدم لتنقية الهواء مثل اللبلاب الإنكليزي وبوتس الذهبي وسرخس بوسطن والصبار وزنبق السلام، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض النباتات سامة فيجب وضعها بعيداً عن الأطفال.
وللنباتات دور أيضاً في زيادة التركيز والإنتاجية أثناء العمل، فهناك الكثير من الدراسات التي تؤكد أهمية النباتات في مكاتب العمل، وأن التعب يقل عن المكاتب التي تفتقر إلى النباتات، ولقد أثبتت الدراسات أنّ الموظفين الذين يقضون أكثر من أربع ساعات عمل وقد وضعت بعض النبات بجانب جهاز الحاسب الآلي الخاص بهم يكونون أكثر إنتاجاً وأفضل صحة من الموظفين الذين لا توجد نباتات بجانب أجهزتهم، وأيضاً وُجد أن التركيز يزداد وهذا أمر طبيعي بسبب زيادة الأكسجين.
كما أن النباتات تسهم في تحسن الصحة، ففي دراسة قام بها أحد المستشفيات وجد أن المرضى الذين تعرضوا لعمليات جراحية وكانت غرفهم مطلة على مساحات خضراء كانوا أسرع شفاء في مرحلة النقاهة بعد العملية، وأقل عرضة للمضاعفات المختلفة من المرضى الذين كانوا في غرف لا تطل على مساحات خضراء وتعرضوا لنفس النوع من العمليات، وفي دراسات أخرى، ظهر أنه عند اعتناء المريض بالنباتات يشارك هذا في تحسين صحته وسرعة شفائه، إذاً في المرة القادمة عندما تزور مريضاً اصطحب معك نبتة خضراء في أصيص جميل.
اكتشف الباحثون العلاقة بين خلايا شبكية العين والألوان، ووجدوا أن 80% من الخلايا تستقبل اللون الأخضر، بالمقابل هناك 20 بالمئة للونين الأحمر والأزرق.
كل الدراسات السابقة تبين أهمية النباتات وتأثيرها على الصحة النفسية والجسدية للإنسان، فالمكان الذي يعيش به الإنسان يصنع مشاعره، فكلما كان المكان الذي يعيش به الإنسان مريحاً سيعيش بشكل أفضل، ويتعامل براحة، وبشكل أقل توتراً.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.