ضرورة التصدّي الرسمي لمحاولات استهداف “الأونروا”

وبعد أن طلب نتنياهو من سفيرة أميركا في الأمم المتحدة نيكي هيلي العمل على تفكيك "الأونروا" ونقل خدماتها للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، حين التقاها في القدس المحتلة في 11/6/2017، ليس من المستبعد كذلك أن يكون نتنياهو قد طلب نفس الأمر من كل من الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس والمبعوث الخاص للشرق الأوسط غارد كوشنير عن الموضوع، أثناء وجودهما الأخير في فلسطين المحتلة نهاية شهر أغسطس/آب 2017،

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/14 الساعة 04:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/14 الساعة 04:25 بتوقيت غرينتش

تعتبر الجمعية العامة للأمم المتحدة صاحبة الصلاحية الوحيدة لتجديد التفويض الدوري لعمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا"، أو لتعديل، أو نقل، أو إنهاء خدماتها، وفي المقابل فإن اللوبي الصهيوني لم ولن يتوقف عن محاولات الضغط على الإدارة الأميركية والدول المانحة، وعلى دول في الأمم المتحدة لتحقيق ما يريد من الخيارات الثلاثة الأخيرة لاعتبارات محض سياسية بالتمهيد لإزالة "العقبة الكأداء أمام عملية التسوية، قضية اللاجئين وحق العودة".

وبعد أن طلب نتنياهو من سفيرة أميركا في الأمم المتحدة نيكي هيلي العمل على تفكيك "الأونروا" ونقل خدماتها للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، حين التقاها في القدس المحتلة في 11/6/2017، ليس من المستبعد كذلك أن يكون نتنياهو قد طلب نفس الأمر من كل من الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس والمبعوث الخاص للشرق الأوسط غارد كوشنير عن الموضوع، أثناء وجودهما الأخير في فلسطين المحتلة نهاية شهر أغسطس/آب 2017،

ومما يعطي المزيد من المؤشرات المنهجية لخطوات استهداف "الأونروا" ما نقلته صحيفة معاريف العبرية الجمعة 8/9/2017 من أن مسؤولاً من وزارة الخارجية "الإسرائيلية" قام قبل أسابيع بزيارة الولايات المتحدة وعرض حلولاً لتغيير تفويض "الأونروا"، وأن وفداً "إسرائيلياً" سيتوجه السبت 9/9/2017 إلى أميركا يرأسه نائبة وزير الخارجية تسيبي خوتوفيل، وستلتقي هناك مع السيناتور تيد كروز المسؤول عن هذا الملف.

نعتقد أنه وعلى أهمية الحراك الشعبي والفصائلي السياسي التراكمي، واستمراريته في سياق التوعية والتأثير والضغط على صانع القرار، لكن بات الأمر يحتاج كذلك للتحرك السريع باتجاه مَن يصنع القرار في عواصم بعض الدول المؤثرة؛ لذلك هي دعوة لتفعيل الدور الفلسطيني الرسمي في الأمم المتحدة، والاستفادة من عضوية دولة فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة وكأحد الأعضاء الثلاثة المراقبين في اللجنة الاستشارية للأونروا مع جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي،

وتحرك جاد كذلك لجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، واتحاد البرلمانيين العرب، والدول المضيفة للاجئين، والدول الغربية والإسلامية الصديقة للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى حراك لوكالة "الأونروا" نفسها وأطرها المختلفة وموظفيها للوقوف أمام محاولات الكيان الصهيوني.

الموضوع جد خطير وخطورته سياسية وأمنية بالدرجة الأولى؛ إذ يهدد مصير حوالي 6 ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين في سجلات "الأونروا" بحرمانهم من حقهم في العودة وهم الذين يعيشون حالياً أوضاعاً إنسانية صعبة في 58 مخيماً معترفاً بها من قِبل "الأونروا" والدول المضيفة، وفي تجمعات متناثرة في الضفة الغربية وقطاع غزة وسوريا والأردن ولبنان،

ويهدد بتفريغ القرار 194 لتاريخ 11/12/1948 من محتواه الذي أكد على حق العودة والتعويض واستعادة الممتلكات وارتباطه بقرار تأسيس وكالة "الأونروا" تجاه ما تضمنه القرار 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لتاريخ 8/12/1949 في ديباجته والفقرة الخامسة والفقرة العشرين، الذي أشار إلى تطبيق القرار 194، وسيتسبب بالمزيد من الفوضى الأمنية في المنطقة، ويزيد الأمر خطورة وضع اللمسات الأخيرة على آخر

التحضيرات لانطلاق أعمال الدورة 72 للجمعية العامة يوم الثلاثاء 12/9/2017 بإمكانية طرح الموضوع على جدول أعمال الجمعية الذي يتحكم فيه – وفق صلاحياته – الصهيوني داني دانون الذي كان سفيراً لكيان الاحتلال في الأمم المتحدة، وعُين نائباً لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة لمدة سنة ابتداءً من 31/5/2017، وكان دانون قد مارس صلاحياته في 4/8/2017 بأن شطب من جدول أعمال الجمعية العامة البند المتعلق بنقاش زيادة ميزانية "الأونروا"، إذا كان من المتوقع أن يحظى البند بالموافقة والاعتماد من غالبية الدول الأعضاء.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد