ألمانيا تستعيد طائرة بعد 40 عاماً من اختطافها على يد فلسطينيين

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/14 الساعة 06:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/14 الساعة 06:42 بتوقيت غرينتش

بعد أربعين عاماً على خطفها على يد مجموعة تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تعود طائرة تابعة لشركة لوفتهانزا إلى ألمانيا قريباً، لتستقر في متحف، بعد أن بقيت متوقفة لعقود في مطار في البرازيل.

وكان الفنيون يعملون الأربعاء في مطار فورتاليزا في شمال شرقي البرازيل، حول طائرة قديمة، أدت أشعة الشمس الحارقة والأمطار إلى زوال لونها لتصبح بيضاء.

ودخلت هذه الطائرة التي يطلق عليها اسم "لاندشوت"، التاريخ في 13 أكتوبر/تشرين الأول 1977.

في ذلك اليوم، أقلعت الطائرة في رحلتها رقم 181 من بالما دي مايوركا الإسبانية إلى فرانكفورت، وعلى متنها 86 راكباً.

اختطاف الطائرة

وقامت مجموعة تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بخطفها، مطالبة بالإفراج عن أعضاء في منظمة الجيش الأحمر الألمانية، المعروفة باسم "بادر ماينهوف" مسجونين في ألمانيا.

وقال الخاطفون حينذاك، إن أي محاولة لتأخير التجاوب مع المطالب "ستكون نتيجتها الإنهاء الفوري للمهلة المحددة، وإعدام هانس مارتن شلاير، وكل الركاب وأفراد الطاقم على الفور".

وكان شلاير رجل أعمال ورئيس هيئة أرباب العمل الألمان، وكان حينذاك مخطوفاً لدى الجيش الأحمر منذ خمسة أسابيع. وقد عثر على جثته في مولوز بشرقي فرنسا، غداة فشل عملية الخطف.

ومن روما إلى لارنكا (قبرص) والبحرين ودبي، بدأت الطائرة رحلة غير منظمة لكسب الوقت في المفاوضات والتزود بالوقود. وحبست القضية الأنفاس في ألمانيا خصوصاً لخمسة أيام.

في 16 أكتوبر/تشرين الأول، هبطت الطائرة في عدن في اليمن. وأُجبر قائد الطائرة على أن يركع أمام الركاب قبل أن يُقتَل بدم بارد.

فتشدَّدت ألمانيا في موقفها، ورفضت تلبية مطالب الخاطفين.

في 18 أكتوبر/تشرين الأول، في مقديشو، وخلال التفاوض، تم جر اثنين من قراصنة الجو إلى قمرة القيادة، ما سمح لقوات خاصة ألمانية (غي إس غي-9) بشن هجوم أنهى العملية.

"المهمة أنجزت"

بهاتين الكلمتين "المهمة أنجزت" اللتين نُقلتا من برج المراقبة في مقديشو، أبلغ المستشار هلموت شميت والحكومة الألمانية الغربية، بالإفراج عن كل الرهائن سالمين. وقتل ثلاثة خاطفين خلال العملية.

بعد العملية، بقيت الطائرة في الخدمة، وانتقلت إلى عدد من شركات الطيران بعدما باعتها لوفتهانزا في 1985.

وكانت آخر شركة اشترت الطائرة هي البرازيلية "تاف"، التي قامت بذلك في 2002، بدون أن تكون على علم بقيمتها التاريخية. ومنذ حوالي عشر سنوات تسمّرت الطائرة في مطار فوتاليزا.

في الذكرى الأربعين لعملية الخطف، قرَّرت ألمانيا شراء الطائرة وإعادتها بوزنها البالغ 8,5 طن تقريباً، لعرضها في متحف الصناعات الجوية.

وكان وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل قال، في نهاية يوليو/تموز، لصحيفة "بيلد"، إن هذه الطائرة "تستحق أن ترتاح في ألمانيا بكرامة". وأضاف أن تاريخها "معاصر جداً، في زمن يحاول إرهابٌ مختلف تماماً زعزعة عيشنا المشترك".

وتابع أن رسالة "لاندشوت" واضحة: "إننا لن نستسلم".

وحضر سفير ألمانيا في البرازيل غيورغ فيتشل، الأربعاء، إلى مطار فورتاليزا لحضور تفكيك الطائرة.

ويقوم بهذه العملية فريق من المهندسين الألمان، الذين أرسلوا لإنجاز المهمة. وقد بدأوا العمل قبل ثلاثة أسابيع على أن تتم إعادة الطائرة في نهاية سبتمبر/أيلول، على متن أكبر طائرة شحن بروسيا وفي العالم من طراز "انطونوف 225".

تحميل المزيد