سَأرسلُ نحوَ مَشرِقِكُم كتابا ** أُعَايدُكُم وألتمِسُ الجوابا
لعلّ الصّوتَ يلقى لو وحيداً ** من الأحرارِ لو يُرجَى أجابا
أنا طفلُ الروهِينغا إذا نسيتُم ** أُبادِلُكم مع العيدِ العِتَابا
أتاني العيدُ منحوراً كَذِبْحٍ ** يُلَطِّخُ من مآسيهِ الهِضَابا
نُسَاقُ إلى المذابحِ كالأضاحي ** ونُزجَرُ مثلما زجروا الكلابا
كَلَحمِ الشاةِ تَشْويهِ شُوِينا ** نُقاسِي من أعادينا المُصَابا
وتُغتَصَبُ العذارى مُرغماتٍ ** وتُكوَى بالسّياطِ أيا عُجَابا
تُعرَّى المرأةُ الحسناءُ منّا ** فلا تلقى سوى دمعي ثيابا
فَتَسْتُرُ بالدموعِ جُيوبَ عِرضٍ ** إزاءَ ظهورِهِ لا لن يُعَابا
لقد نِلْتُم من الأعيادِ قسطاً ** ونحنُ وربِّنا نِلْنا العذابا
إذا غِلْمانُكم لبسوا جديداً ** فنحنُ ثيابُنا صارت حِرَابا
حِرَاباً تشتهي لحماً طريّاً ** يُمَتِّعُ في طَرَاوتِهِ الذّئابا
أَلستم أمّةَ المليارِ؟ وَيحٌ ** ألستم شاهقاً حُرّاً مُهَابا
دماءُ النّاسِ لا تُمسِي كَماءٍ ** فكيفَ دماؤكم أمست لُعَابا؟!
ظَننتُ بأنني سأرى غُباراً ** على الطّرقاتِ تحسبُهُ ضَبابا
ولكني وجدتُ غُبَارَ ذُلٍّ ** وصرتُ لِسوءِ ما خِلْتُ المُخَابا
فأينَ الزّاحفونَ إلى دياري ** أصاروا عند نُصرَتِنا سرابا
أنا طفلُ الرّوهينغا إذا نسيتم ** أغيثوني رِجالاً أو رِكَابا
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.