نداءٌ من ميانمار

دماءُ النّاسِ لا تُمسِي كَماءٍ ** فكيفَ دماؤكم أمست لُعَابا؟!

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/11 الساعة 03:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/11 الساعة 03:58 بتوقيت غرينتش

سَأرسلُ نحوَ مَشرِقِكُم كتابا ** أُعَايدُكُم وألتمِسُ الجوابا

لعلّ الصّوتَ يلقى لو وحيداً ** من الأحرارِ لو يُرجَى أجابا

أنا طفلُ الروهِينغا إذا نسيتُم ** أُبادِلُكم مع العيدِ العِتَابا

أتاني العيدُ منحوراً كَذِبْحٍ ** يُلَطِّخُ من مآسيهِ الهِضَابا

نُسَاقُ إلى المذابحِ كالأضاحي ** ونُزجَرُ مثلما زجروا الكلابا

كَلَحمِ الشاةِ تَشْويهِ شُوِينا ** نُقاسِي من أعادينا المُصَابا

وتُغتَصَبُ العذارى مُرغماتٍ ** وتُكوَى بالسّياطِ أيا عُجَابا

تُعرَّى المرأةُ الحسناءُ منّا ** فلا تلقى سوى دمعي ثيابا

فَتَسْتُرُ بالدموعِ جُيوبَ عِرضٍ ** إزاءَ ظهورِهِ لا لن يُعَابا

لقد نِلْتُم من الأعيادِ قسطاً ** ونحنُ وربِّنا نِلْنا العذابا

إذا غِلْمانُكم لبسوا جديداً ** فنحنُ ثيابُنا صارت حِرَابا

حِرَاباً تشتهي لحماً طريّاً ** يُمَتِّعُ في طَرَاوتِهِ الذّئابا

أَلستم أمّةَ المليارِ؟ وَيحٌ ** ألستم شاهقاً حُرّاً مُهَابا

دماءُ النّاسِ لا تُمسِي كَماءٍ ** فكيفَ دماؤكم أمست لُعَابا؟!

ظَننتُ بأنني سأرى غُباراً ** على الطّرقاتِ تحسبُهُ ضَبابا

ولكني وجدتُ غُبَارَ ذُلٍّ ** وصرتُ لِسوءِ ما خِلْتُ المُخَابا

فأينَ الزّاحفونَ إلى دياري ** أصاروا عند نُصرَتِنا سرابا

أنا طفلُ الرّوهينغا إذا نسيتم ** أغيثوني رِجالاً أو رِكَابا

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد