إلى كل المعتقلين ظلماً، والمختفين قسرياً، والمهاجرين غير الشرعيين، الأموات منهم والأحياء، من الأوطان العربية.. أحبك أيها المعتقل.
قد جاء مَن جاء
ورحل من رحل،
أين المفر؟ وأين طريق المرتحل؟
عدل السماء لاقى ظلاماً في الطريق
عدل السماء أين أنت؟ ألم تجِئ؟
قد جاء مَن جاء
ونحن ما زلنا نحن..
أنين الظلم صار في الأذن لحنْ،
والعدل عدل رغم غيبته الطويلة
ما أبأس أيام المعتقل الذليلة..
في بلادي العدل الظلم
في بلادي الظلم أم!
في بلادي يتحاكى الناس عن حلم:
الأبوة
عاش زعيمي ظالماً،
مات زعيمي متمماً.. للنبوة!
قال الزعيم الإله: يا ويلتاه!
لمن كان عاقاً بمسار الطريق
أنا الرئيس القائد الحالم..
أطعني ولا تحاول أن تفيق..
في بلادي يا رفيق..
المعتقل مزار
ولك حق الاختيار..
تزوره.. فتصير من عتمة المكان
لا تدري أنت أين..
أو لا تكون هناك، فلا نور أو كلام
ولا حتى بينَ بينْ!
في المعتقل تتعدد الأسماء،
والحزن واحد
في المعتقل تتعدد الظلمات،
والأمل واعد
في المعتقد تتعدد الاتهامات،
والسجان جاحد
وفي المعتقل سألتني سؤال..
حقاً؟ هل يستحق الوطن..
كل مآسي التضحيات؟
أنفدي أغصان الشجر،
ونحمي حبيبات المطر،
ونسيج أسوار الحدائق،
لمن لم يعطِنا وقت حاجتنا
الدائمة غير الفتات؟
قال عصفور الزعيم:
الوطن نحن وليس هُم!
الوطن عنده كان..
أرض جميلة للأحلام الوردية
قال: الوطن أغنية!
ذهبت لأبحث عما سمعت
فلم أرَ سوى أن وطني هَم!
وطن حزين، كان أمنية..
في ثورة قامت لأجل حقوق منسية
ثورة قامت لتكشف للظلم عورة..
واقع الوطن كان
أحزان وآلام وأقصوصة
من أحلام وكلمات وأغانٍ
لم تكن غير أكذوبة
أصبح الوطن عظيماً في نظرهم
وفِي الحقيقة صار أضحوكة،
يقتات فيه صاحب القوة
على مَن لا حول له ولا قوة!
الوطن معتقل
ومعتقلاتنا اليوم يرمى فيها الزهور..
أحبك أيها الوطن..
لأجل ابتسامات الطيور..
فأنت رغم قسوتك،
كنت سبب الابتسام..
يا للأسف!
صار الهروب منك سلام..
أحبك أيها الوطن..
لأجل عناق فتاتين.. لم يخبرهما الله
أنهما سيتعانقان أثناء البعد عنك..
ربما ليخففا عن بعضيهما
حزن قلب احتقن،
أو ربما يبحثان بداخلهما
عما يدعى الوطن..
قالت حبيبتي: أنت شاعر جيد..
حين تموت سوف أرثيك بقُبلة،
وسيرثيك كل شعراء القبيلة..
سيرثيك ابنك بقصيدة
تدعى "أيامنا الجميلة"
وحين ينادونه لزيارة المعتقل
لن يجدوه.. فقد
رحل، ورحل، ورحل..
وقلبه يقول:
أحبك أيها الوطن.. أحبك أيها الوطن..
أقصد..
أحبك أيها المعتقل
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.