قالت مصادر، الجمعة 8 سبتمبر/أيلول، إن قوارب خشبية تقلّ مهاجرين غير شرعيين تنطلق من تونس وترسو في جزر صقلية ولينوسا ولامبيدوسا الإيطالية منذ يوليو/تموز مع تراجع كبير في عدد المهاجرين الذين يُبحرون لأوروبا انطلاقاً من ليبيا.
وفي فيديو جرى تصويره صباح الأربعاء الماضي، في بلدة أجريجنتو بجزيرة صقلية يظهر ما يزيد على 50 مهاجراً غير شرعي وهم يقفزون، قبالة الشاطئ مباشرة، من قارب صيد خشبي ويهرولون صوب اليابسة.
وقفز هؤلاء الأشخاص من قارب صغير إلى المياه الضحلة وهرولوا نحو اليابسة عند أحد شواطئ إيطاليا.
وبدا هؤلاء وكأنهم جنود يتدربون على عملية إنزال تشبه إنزال الحلفاء في نورماندي. لكن في الحقيقة لم يكن ذلك تدريباً ولم يكن هؤلاء جنوداً.
وتظهر الصور التي التقطتها الكاميرا مشهداً أصبح شائعاً بشكل متزايد على شواطئ الجزر الجنوبية بإيطاليا، مهاجرون من إفريقيا ينزلون من القوارب في وضح النهار ويركضون صوب الشاطئ.
وصور كلاوديو لومباردو، المدير المحلي لجماعة "مارياميكو" البيئية (صديق البحر) هذه المشاهد على شاطئ قرب أجريجنتو بجزيرة صقلية صباح الأربعاء وقال: "في الماضي كانت القوارب تصل في الليل".
وأضاف قائلاً: "عندما كانوا يأتون في الليل فإنك في اليوم التالي لا ترى سوى قوارب مهجورة على الشاطئ ولا أثر للمهاجرين ولهذا كنا نسميها قوارب الأشباح".
وغيّر المهربون أساليبهم بعد انخفاض كبير في عدد الوافدين من ليبيا، وهي أزحم الطرق للمهاجرين الأفارقة الذين يحاولون الوصول للاتحاد الأوروبي، منذ أوقفت جماعة مسلحة السفر من مدينة صبراتة الليبية الساحلية هذا الصيف.
وقال مسؤول يشرف على التحقيق الخاص بوصول المهاجرين إنه بعد انخفاض عدد الوافدين من ليبيا بدأت قوارب خشبية من تونس المجاورة ترسو على شواطئ صقلية في وضح النهار بينما كان السائحون يستلقون للاستجمام تحت أشعة الشمس.
وقال المحقق المحلي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن نحو 3 آلاف مهاجر أغلبهم رجال وصلوا من تونس في الشهرين الماضيين منهم ما بين 1500 و1800 وصلوا في قوارب رست على السواحل الجنوبية لصقلية بينما اتجه الباقون لجزيرتي لامبيدوسا ولينوس الأصغر حجماً، وفق ما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية.
وقال لومباردو إن العدد لا يزال أقل من عدد الوافدين من ليبيا الذي بلغ أكثر من 10 آلاف خلال الشهرين الماضيين لكنه أوضح أن إيطاليا لم تشهد مثل هذه العدد من تونس منذ انتفاضة 2011.
ويقول لومباردو إن أولويته هي حماية الشواطئ من الأضرار الناجمة عن القوارب المهجورة وغيرها من أمتعة المهاجرين.
وقال المسؤول إن الشرطة تعرفت على من وصلوا جميعا تقريبا إلى الجزر الأصغر في حين اختفى ما بين 20 و40 % ممن وصلوا إلى صقلية ولم تعثر لهم على أثر.
وذكر المحقق أن الغالبية العظمى من تونس، وبعضهم كان مطرودا بالفعل من إيطاليا في الماضي. وتحقق محكمة أجريجنتو لمعرفة ما إذا كان مهربون يلتقطونهم لدى وصولهم إلى إيطاليا.
وقال "أكثر مخاوفنا تتعلق بمن يحاولون الفرار لأنهم قد تكون لديهم مشكلات مع القانون في تونس أو في إيطاليا".
وبالنسبة لمن صورهم لومبادرو والبالغ عددهم نحو 50 شخصا، فقد صعدوا إلى التلال الجافة وراء الشاطئ واتجهوا صوب المناطق الداخلية تاركين وراءهم قمصانا وأحذية.
وقال لومباردو "يأخذون معهم حقيبة بها غيار من الملابس وزجاجات مياه وحليب". وأضاف "يختفون خلال 30 دقيقة. يرحلون".
وذكر المحقق أن الشرطة تمسك بكثيرين تجدهم سائرين على جوانب الطرق. ويوم الخميس لقي شاب تونسي حتفه عندما صدمته سيارة مسرعة قرب أجريجنتو.
ورغم أن بعض القوارب كبير بما يسمح لها بالقيام بالرحلة التي تمتد لأكثر من 200 كيلومتر لعبور البحر من تونس فإن بعضها صغير للغاية وهو ما يثير تساؤلات حول كيفية وصولها إلى هناك.
وقال المحقق "لم نستبعد وجود سفن أم" في إشارة إلى سفن صيد كبيرة استخدمت في الماضي لنقل المهاجرين إلى مناطق قريبة من الساحل قبل وضعهم في قوارب أصغر تقلهم في آخر مرحلة من الرحلة.