منافسة غير مسبوقة بين البشر والآليين تقام حالياً، إنها ليست منافسة في الحسابات أو سرعة ودقة العمل، بل فيما هو أخطر، منافسة على قلوب الناس.
فقد أُدرِجَت صورة لمهاجرٍ صلب أُنقِذَ من البحر المتوسط وأخرى لفتاةٍ ذاهلة تفرُّ من الحياة تحت حكم تنظيم (داعش) في العراق، في القائمة القصيرة لواحدةٍ من أرفع مسابقات التصوير مَقاماً في العالم.
ولكن المفاجأة هي الصورة الثالثة، التي انضمت لهم في القائمة القصيرة وهي صورة يبدو أنَّها لامرأةٍ يابانية شابة، لكنها في الحقيقة إنسان آلي يُدعى إريكا طوَّره العلماء بجامعة أوساكا اليابانية، وفقاً لما ذكر تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
وأعلن معرض الصور الوطني (NPG) بمدينة لندن أسماء المُرشَّحين للحصول على جائزة تايلور ويسينغ لتصوير الأشخاص، وهي جائزة سنوية بدأت في عام 1993، ومفتوحة للتقدُّم أمام الهواة والمحترفين على حدٍّ سواء.
داعش
وصورة الفتاة المجهولة الهاربة من داعش هي من تصوير المُصوِّرة الوثائقية آبي تريلر سميث. وقد التُقِطَت الصورة خارج مُخيَّم حسن شام للنازحين داخلياً في شمالي العراق، حيث كانت آبي تعمل في مأمورية لمنظّمة أوكسفام الخيرية، إذ كانت تتحدَّث مع النساء ممَّن عاشوا تحت حُكم داعش، وكانت النساء مُجهّزات لالتقاط صورهن.
وكانت فتاة الصورة تستقل حافلةً وسط موكبٍ ينقل الناس إلى المُخيَّم الآمن بعد اندلاع اشتباكات قبل ذلك بساعاتٍ قليلة.
وقالت آبي: "أتذكَّر فقط رؤية وجهها وهي تتأمل المُخيَّم. كان وجهها ووجوه آخرين تكسوها الصدمة والذهول… وأصابني هذا بالقشعريرة لمجرَّد تخيُّل كيف كانت الحياة تحت حكم داعش".
رث ولكن شجاع
من جهة أخرى، دخل المُصوِّر سيزار ديزفولي المولود بمدينة مدريد القائمة القصيرة بصورةٍ لأمادو صوماليا، التي التقطها أثناء توثيقه لعمليات البحث والإنقاذ للمهاجرين على سفينةٍ تابعة لمُنظَّمة غير حكومية تعمل عبر مسارٍ وعر في منتصف البحر المتوسط.
والتُقِطَت صورة صوماليا، في ثيابٍ رثَّة، لكن كان قوياً وشجاعاً، في منتصف المياه الدولية على بعد 20 ميلاً (32 كيلومتراً) من ساحل ليبيا. وقد جرى نقله منذ ذاك إلى مركز لاستقبال اللاجئين بشكل مؤقت في إيطاليا.
هذا ما تخشاه الإنسانة الآلية
أما المنافس الثالث على القائمة القصيرة فهي الفنانة الفنلندية مايا تامي، التي تُركِّز صورها على العمل بمجال الذكاء الاصطناعي، الذي يجري في معامل هيروشي إشيغورو بمدينة أوساكا اليابانية.
وإحدى تلك الصور هي "الإنسان رقم 1″، وهي جزء من سلسلة تعرض عدداً من الأشخاص الآليين بجانب بشري واحد، بقصد التساؤل عمَّا يعنيه أن يكون المرء حياً.
وقالت مايا: "حظيت بنصف ساعة مع إريكا (الإنسانة الآلية) وباحث شاب، التقطت فيها تلك الصورة. وأخبرني الباحث أنَّ إريكا قالت إنَّها ترى لعبة بوكيمون غو "مخيفة" أكثر من الذكاء الاصطناعي".
وقد اختيرت هذه الصور الثلاث من بين 5717 صورة، تقدَّم بها 2423 مُصوِّراً من 66 دولة. وللمرة الأولى هذا العام كان تقديم كُل الصور رقمياً، واختيرت 59 صورة للمعرض السنوي المقام في معرض الصور الوطني بلندن.
وقال نيكولاس كالينان، مدير معرض الصور الوطني، إنَّ الصور المُقدَّمة للحصول على الجائزة هذا العام كانت قوية بشكل استثنائي. وقال: "المعرض الناتج عنها يتكوَّن من مختلف الأشخاص الماثلين أمام الكاميرا على نحوٍ عالمي بالفعل في منظوره واهتماماته".
وقال تيم آيلس، وهو شريكٌ بإدارة شركة تايلور ويسينغ للمحاماة الراعية للمسابقة: "كُل عام تكون جودة الصُّور استثنائية. وهذا العام لم يكن مختلفاً، ولكن التقديم الرقمي قد أضاف إليها لمحةً إبداعية جديدة… سيحظى مَن سيحضُر المعرض بتجربةٍ فنية فريدة".
وسيُعلن الفائز بالجائزة وقدرها 15 ألف جنيه إسترليني (نحو 20 ألف دولار)، في الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2017، قبل يومين من افتتاح المعرض.
وبالإضافة لصور المتقدّمين للجائزة، سيضم المعرض صوراً لَم تُر من قبل للمصوّر الأميركي تود هيدو.
وسيُقام معرض جائزة تايلور ويسينغ لتصوير الأشخاص لعام 2017 في معرض الصور الوطني بوسط مدينة لندن، ابتداءً من 16 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 4 فبراير/شباط.