صدم المزارع النيوزيلندي دانيل ويلر، عندما ذهب يتفقد قطيع أغنامه الفريد ففوجئ باختفاء 5 منها، ليتقلص القطيع النادر الذي يمثل آخر ما تبقى من سلالة "ساب أنتركتيكا" المميزة إلى 30 رأساً فقط.
لم يكتف السارقون بما فعلوه، بل خلَّفوا وراءهم أمعاء الأغنام المذبوحة وأجنة الحملان التي كانت في أرحامها، والتي من بينها مجموعة من التوائم، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
وبعد إحباطه بسبب عملية السرقة الوقحة، نشر ويلر صوراً غرافيكية للحملان الميتة ولأمعاء النعاج المبقورة على فيسبوك نهاية الأسبوع الماضي، وطلب المساعدة في تعقب اللصوص.
وقد لاقى هذا المنشور استجابة هائلة من النيوزيلنديين ومحبي الأغنام حول العالم، بما في ذلك أن ويلر تلقى عروضاً لرعي أغنام جزيرة كامبل المتبقية مجاناً.
وقال ويلر: "مع السلالات النادرة، من المهم أن تحافظ على حد أدنى من عدد الأغنام لمنع اختلاطها بسلالات أخرى. لذلك فما حدث أمر قاسٍ".
وأضاف: "لا أظن أنهم كانت لديهم أدنى فكرة عن ندرة هذه الأغنام، لكنها لا تقدَّر بثمن. تتمثَّل قيمتها في أصولها المميزة. إنها فريدة من نوعها".
لماذا هي مميزة؟
على الرغم من أنها أغنام بيضاء وشديدة الشبه بأغنام نيوزيلندا، فإن سلالة جزيرة كامبل لديها خصائص مميزة، مثل ولادتها واقفة وقدرة حملانها على السير بعد دقائق من الولادة.
وبحسب جمعية حفظ السلالات النادرة في نيوزيلندا، فإن أول أغنام قدمت لجزيرة كامبل كانت في عام 1895، وترعرعت في المناخ القاسي على بعد 700 كم جنوبي الجزيرة الجنوبية في نيوزيلندا حتى عام 1931، عندما أنهى الكساد الكبير الرعي على الجزيرة وبعثَرَ القطيع المكون من 4000 رأس غنم.
أصبحت الأغنام بعد ذلك برية وتكيَّفت مع موطنها الوعر، مع تزايد الأعداد بسرعة في وقت قصير.
انحدرت أغنام ويلر من 14 غنماً أُنقِذت من الجزيرة في السبعينيات، واشترى القطيع من معهد بحوث الزراعة لأنه كان مهووساً بتاريخها وعاداتها الفريدة.
يقول ويلر "إنه آخر قطيع متبقٍ من أغنام جزيرة كامبل في العالم".
بيل رينو، مدير قسم دراسات الأغنام السابق بجامعة ماسي، زار جزيرة كامبل لأجل الفرز الحكومي لأغنام ويلر، وأشار إلى أنها أغنام قوية وحمولة، وأنها أظهرت سمات مختلفة تماماً عن الأغنام العادية.
وكَتَبَ رينو: "كانت الانطباعات الأولى أنها حيوانات بائسة ومستسلمة ذات كتلة مصفرة من الصوف المشعث، في مراحل مختلفة من العمر الذي تكون فيه صالحةً للذبح".
وأضاف: "بتعرفنا عليها أكثر، لاحظنا أن حتى أكثر النعاج ضعفاً يمكنها أن تنتج حملاناً جيدة وقوية".