متى يكون سوء الظن إثماً؟ ومتى يكون حسن الظن إثماً؟

وإياكم والانخداع بالوَرَع الكاذب، قال عمر الفاروق: (لا تنظروا إلى صيام أحد، ولا إلى صلاته، ولكن انظروا إلى صدق حديثه إذا تحدث، وإلى أمانته إذا اؤتمن).

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/05 الساعة 03:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/05 الساعة 03:16 بتوقيت غرينتش

هل كل سوء الظن إثم؟
الجواب: لا، ليس كل سوء الظن إثماً، ودليل ذلك قول الله عز وجل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}، فإن الله عز وجل قال: {بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} بعضه وليس كلّه.

ومن غير شك فإن الظن المأمور باجتنابه في الآية هو ظن السوء؛ لأن حسن الظن بالناس محمود مطلوب.

فهل حسن الظن محمود مطلوب في كل الأحوال؟
الجواب: بالطبع لا، فمن كان أهلاً لسوء الظن كمَن هو معروف بالفسق وسوء الأخلاق فليس سوء الظن به إثماً.

بل على العكس، فإن حسن الظن بمن هو أهل لسوء الظن لِما عُرِف عنه من قبيح الأخلاق، وسوء الأفعال، فإن حسن الظن بمثل هذا من الحماقة، ومن البلاهة.

وإياكم والانخداع بالوَرَع الكاذب، قال عمر الفاروق: (لا تنظروا إلى صيام أحد، ولا إلى صلاته، ولكن انظروا إلى صدق حديثه إذا تحدث، وإلى أمانته إذا اؤتمن).
فإن الإيمان أخلاق ومبادئ حية يعيش بها المؤمن.

وإن سوء الظن يكون إثماً إن كان في حق مسلم ظاهره الخير، وليس لك أن تبحث في باطنه ولا تفتش عن أسراره.
وأما ما يمر بالنفس من سوء ظن بالناس، ولا يستقر، ويمضي، ولا يظهر على اللسان، ولا على الجوارح، فإن جمهور العلماء يرون أنه لا إثم فيه، لكن يجب طرده من النفس ومطاردته حتى يزول ولا يستقر.

وذكر القرطبي: "عن أكثر العلماء أن ظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز، وأنه لا حرج بظن القبيح بمن ظاهره قبيح، وقال أبو هبيرة الوزير الحنبلي: لا يحل -والله- أن يحسن الظن بمن تَرَقَّصَ، ولا بمن يخالف الشرع في حال".

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد