سرُّ الجبل الغامض الذي تفجِّر كوريا الشمالية فيه قنابلها.. تحذيراتٌ من انهياره.. ودولةٌ عظمى ستدفع الثمن!

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/05 الساعة 13:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/05 الساعة 13:08 بتوقيت غرينتش

كارثة مروعة يمكن أن تحدث بسبب تفجيرات كوريا الشمالية النووية، لم يأتِ هذا التحذير من أحد خصوم بيونغ يانغ بل من أهم حلفائها، الصين الدولة الأقرب لموقع هذه التجارب النووية.

تعدد تجارب كوريا الشمالية النووية يطرح سؤالاً كيف نجحت هذه الدولة ذات المساحة غير الشاسعة في تنفيذ هذه التفجيرات النووية الست التي أرعبت العالم، وآخرها التفجير الضخم الأحد 3 سبتمبر/أيلول 2017، وما هي مخاطر هذه التجارب على دول الجوار وأين يتم إجراؤها؟.
تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ذكر أن بيونغ يانغ أجرت ستة اختباراتٍ نووية منذ عام 2006، نُفِّذَت جميعاً في موقع بونغي-ري الجبلي، كاشفاً أسرار هذا الموقع الغريب.
ويقع موقع بونغي-ري في نطاقٍ جبلي شمالي شرق البلاد، ويُعتَقَد أنَّه المنشأة النووية الأساسية في كوريا الشمالية وموقع الاختبار النووي النشط الوحيد حول العالم حالياً.

ما نعرفه عن موقع بونغي-ري مأخوذٌ بالأساس من صورٍ التقطتها أقمارٌ صناعية ومن تعقُّبِ حركة المعدات في الموقع.

ماذا نعرف؟

تُجرَى الاختبارات النووية داخل منظومةٍ من الأنفاق المحفورة تحت جبل مانتاب قرب موقع بونغي-ري.

وتدرس الجهات التي تراقب كوريا الشمالية تفاصيل عمليات حفر هذه الأنفاق ليستدلوا بها ما إن كانت البلاد تستعد لإجراء اختبارٍ نووي جديد.

وقبيل الاختبار النووي الأخير بتاريخ 3 سبتمبر/أيلول 2017، كان البعض قد أشار لصورٍ مأخوذة من أقمارٍ صناعية وتعود لشهر أغسطس/آب 2017 بدا فيها أنَّ الموقع في وضع التأهب، ما يشير لاستعدادهم لإجراء اختبارٍ آخر.

وفي وقتٍ سابق من العام الجاري 2017، شوهد إجراء المزيد من أعمال الحفر ووُضِعَت معدات لم يُعرَف كنهها خارج أحد تلك الأنفاق.

وتُدفَن أجهزة الاختبار على عمقٍ كافٍ في نهاية تلك الأنفاق ويوجد خطاف في طرفها. ثم يُردَم النفق لمنع حدوث أي تسرُّبٍ إشعاعي وعندها تُفجَّر القنبلة.

ماذا يوجد بالقرب منه؟

أفاد السكان بعدة مدنٍ حدودية صينية شعورهم بهزاتٍ ترجع للنشاط الزلزالي وقت إجراء الاختبار.

ووفقًا لصحيفة Global Times الصينية، فإنَّ أطفال المدارس هرعوا خارج المباني في مدينة يانجي، على بعد 10 كيلومترات من الحدود، عندما شعروا بارتجاجات.

ما يقع على قربٍ شديد من الموقع هيَ قرية بونغي-ري، وكذلك مدينة شونغجين الكورية الشمالية على بعد 80 كيلومتراً، لكن ‏لا يوجد معلومات حول بشأن قيام بيونغ يانغ بإخلاء تلك الأماكن أو تحذيرها بأي طريقة.

الخطر الأكبر

لكن هناك خطراً كبيراً تخشاه بكين من هذه التفجيرات، إذ قال علماء صينيون إنَّ الجبل الذي شهد التجربة النووية الكورية الشمالية قد يكون مُعرَّضاً لخطر الانهيار بسبب الهزات الزلزالية الناجمة عن الانفجارات، حسب صحيفة الإندبندنت ‏البريطانية.

ويُعتَقَد أنَّ أي تفجيرات إضافية قد ‏تودي لانفجار جبل "بونغي ري" (مانتاب) الذي شهد التجارب النووية السابقة بأكمله.

وقال وانغ نايان، من الجمعية النووية الصينية، لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، إنَّ ذلك قد يتسبَّب في تسرُّب الإشعاع في أرجاء المنطقة، بما في ذلك تسرُّبه إلى الصين. وأضاف أنَّ زيادة حجم القنابل جعل خطر انفصال قمة الجبل وانهيارها أكثر احتمالاً.

وقالت الصحيفة إنَّ علماء جيوفيزياء في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين بمقاطعة آنهوي قد أثبتوا أنَّ التجارب النووية الخمس السابقة قد أُجريت في منطقة بونغي ري.

هل حدث تسرُّب إشعاعي؟

تزعم كوريا الشمالية أنَّه لم تتسرَّب أية اشعاعات عندما أجرت اختبارها الأخير، ‏حسب تقرير هيئة الإذاعة البريطانية.

وتجري إدارة السلامة النووية في الصين ولجنة الأمن والسلامة النووية في كوريا الجنوبية فحصاً طارئاً لمعدلات الإشعاع بعد كل اختبارٍ تجريه كوريا الشمالية مباشرةً.

وقال الخبراء من مجموعة المحللين 38North، والتي تتبَّع الأنشطة النووية في كوريا الشمالية عن كثب، إنَّه قد اكتُشِفَ وجود نويداتٍ مشعة، وهي إحدى نواتج التفاعلات النووية وتنتشر في الهواء، في الجو وبعد تتبُّعها قُدِّرَ أنَّها تعود لاختبار نووي سابق أُجرِيَ في فبراير/شباط عام 2013.

وأشار الخبراء أيضاً لثاني الحوادث الزلزالية في الاختبار الأخير، إذ أنَّه بعد دقائقٍ من التقاط أجهزة الاستشعار الحدث الزلزالي الأولي عند وقوع الاختبار، حدث نشاطٌ زلزالي أصغر قُدِّرَ بـ4.6 ريختر.

ويقول الخبراء إنَّ هذا قد يكون ناتجاً عن انهيار أحد الأنفاق بموقع الاختبار، وأنَّ حدثاً كهذا قد يزيد من احتمال انبعاث غازاتِ النويدات المشعة.

وأفادت المعلومات بوجود كمياتٍ قليلة للغاية من الجزيئات أو الغازات المشعة في الدول المجاورة لكوريا الشمالية بعد كل اختبارٍ سابق، إلَّا أنَّه لا توجد طريقة لقياس كمياتها داخل كوريا الشمالية.

تحميل المزيد