رغم أن الأخبار عن الزعيم الكوري الشمالي تملأ شاشات التلفزة، والفضاء الإلكتروني، إلا أن حياته الخاصة تظل طي الكتمان إلا ما ندر منها وتوصل إليها جواسيس من كوريا الجنوبية أو غيرها وكان آخرها ما يخص طفله الثالث.
وقالت صحيفة التايمز البريطانية الأحد 3 سبتمبر/أيلول 2017، إنه رغم محاولات كيم جونغ أون أن يخفي أسرار عائلته إلا أن عملاء كوريا الجنوبية استطاعوا أن يعرفوا أن مولوده الأول ولد، وهو ما سيوفِّر وريثاً للزعيم الكوري.
والأسبوع الماضي أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً بالسيتياً فوق اليابان مما أثار الذعر في شبه القارة الكورية وصعد من التوتر بين الولايات المتحدة والصين.
ونادراً ما تفوِّت بيونغ يانغ يوماً في تقويمها الأيديولوجي بدون استعراض قوتها. إذ وقعت هزات أرضية صباح اليوم الأحد 3 سبتمبر/أيلول جراء تجربتهم النووية السادسة في أثناء الحشد للاحتفال بالعيد الوطني للبلاد أمس السبت 2 سبتمبر/أيلول، بحسب التايمز.
وتضيف التايمز في حين كان العالم يُركِّز على أحدث تهكُّمات كيم، كانت هناك تطورات كبيرة في ما يخص تمديد سلالته داخل دائرته العائلية الصغيرة المُحصَّنة بشدة. وتُشكِّل متابعة عائلة كيم تحدياً كبيراً لمراقبي بيونغ يانغ. لكن جواسيس كوريا الجنوبية قد أخبروا السياسيين الأسبوع الماضي أن ري سول جو، الزوجة اللامعة للطاغية والتي نادراً ما تظهر، قد أنجبت طفلها الثالث في فبراير/شباط الماضي وقتما بدأ كيم آخر اختباراته لإطلاق الصواريخ.
والأهم من ذلك هو أن التقارير قد أظهرت في سول لأول مرة أن طفل كيم الأكبر، الذي يُعتقد أنه ولِد في عام 2010، هو صبي – وريث ذكر للنسل البطريركي المبجل في الأساطير الرسمية.
لمحة عن تاريخ كوريا الشمالية
ويُمثِّل كيم الجيل الثالث في قيادة الدولة الشيوعية منذ تأسيسها في عام 1948، بعد والده الراحل كيم جونغ إيل وجده كيم إيل سونغ. ويعد مجيء هذا الصبي أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لأسرة يعتمد حكمها على مبادئ الشمولية التي تحث على الولاء والخضوع بشكل يوصف بالاستعباد.
وكان كيم الأكبر جد الزعيم الكوري الحالي هو أول من ابتكر فلسفة البلاد السائدة "جوش"، أو الاعتماد على الذات، مُرسِّخاً لنفسه في جوهرها مكانة أشبه بإلهٍ لعشيرته. وحتى بعد موته، لا يزال كيم إل سونغ يُعبد على أنه "الرئيس الأبدي" في دعاية الدولة الرسمية، بحسب الصحيفة البريطانية.
وفي النظام الكوري تأتي أهمية إنجاب الذكور والبحث عن وريث لعرش بيونغ يانغ. وكانت كشفت التقارير مؤخراً عن أسرار إطاحة كيم جونغ أون الدموية بعمه جانغ سونغ تايك.
وكان جانغ هو المرشد الأقرب للزعيم الجديد عندما تولى السلطة عام 2011 في عمر الـ 27 عاماً. لكن سرعان ما أمر كيم بإعدامه في عام 2013 بعد أن وصلت إليه شائعات بأن جانغ قد ضغط على الصين لدعم انقلاب يضع السلطة في يد كيم جونغ نام وهو الأخ الأكبر غير الشقيق للزعيم كيم جونغ أون، بحسب الصحيفة البريطانية.
وقد اعتبر كيم جونغ نام، الذي كان يعيش في المنفى بماكاو في الأراضي الصينية، سابقاً ولمرة واحدة وريثاً لعرش بيونغ يانغ. وحتى بعد طرده من البلاد وسط دعايةٍ مهينةٍ عن رحلة إلى ديزني لاند بطوكيو، فإن مكانته كحفيد كيم إيل سونغ مثَّلت خطراً على كيم الابن.
انتهى هذا التهديد بشكل درامي في فبراير/شباط عندما قُتل كيم جونغ نام في مطار كوالالمبور باستخدام غاز الأعصاب، ويُقال أن اغتياله قد جاء من أخيه الأصغر كيم جونغ أون.
زوجة كيم
وبحسب الصحيفة البريطانية لا يُعرف الكثير عن زوجة كيم، التي شوهدت لأول مرة بجانبه في جنازة والده. وقد كشفت وسائل إعلام كوريا الشمالية عام 2012 عن أن زوجة كيم هي "الرفيقة" ري، على الرغم من أنه يُعتقد أنهما قد تزوجا قبل ثلاث سنوات من ذلك.
وتفيد التقارير بأن عمرها يتراوح بين 28 و32 عاماً، وهي مغنية بوب سابقة خطفت أنظار كيم خلال عرض سابق لها. وقد زارت كوريا الجنوبية مرة واحدة كقائدة لفريق التشجيع خلال بطولة ألعاب القوى الآسيوية.
عندما اختفت عن المشهد في أواخر العام الماضي، 2016، تكهَّن البعض بأنها قُتِلت أو أنها أصبحت حاملاً مرة أخرى – وكما أصبح واضحاً الآن فإن الاختيار الثاني هو الصحيح.
حياة الزوجين
وكُشِفَت لأول مرة معلومات عن حياة الزوجين الأسرية من قِبل دينيس رودمان، نجم كرة السلة الأميركي السابق، بعد أن زار "صديقه" كيم في بيونغ يانغ. وقد كشف دينيس أن مولودة الزوجين الثانية هي طفلة، وأشاد بكيم واصفاً إياه بأنه "أبٌ جيد"، بحسب التايمز.
ولكن في بلد ترتبط فيه الطقوس الشخصية القاسية بالتقاليد الفلسفية الكونفوشيوسية للتسلسل الهرمي الأبوي، فإن ابنة لن تفي بالغرض لتوريث السلطة.
لهذا السبب فإن تقارير الأسبوع الماضي عن ولادة ابن تُمثِّل أمراً بالغَ الأهمية بالنسبة لـ"سلالة البايكتو"، تلك التسمية التي تُفضِّل الدولة نشرها في الإشارةِ إلى سلالة الأسرة الحاكمة، وقد جاء هذا الاسم على شرفِ جبلٍ بركاني على الحدود الصينية يُقدِّسه الشعب الكوري، وكان هذا الجبل أيضاً قاعدةً لحرب العصابات التي شنَّها كيم إيل سونغ ضد القوات الاستعمارية اليابانية، بحسب الصحيفة البريطانية.