في حوار أجرته معها إذاعة "فرانس أنتير"، قالت الكاتبة المغربية ليلى السليماني إن التربية الجنسية مفقودة عند شباب البلدان العربية؛ مما يؤدي بهم إلى نوع من البؤس الجنسي، يقودهم في النهاية إلى التحرش والاغتصاب.
تصريحات السليماني التي تأتي على خلفية إصدارها كتابها الجديد "الجنس والكذب.. الحياة الجنسية في المغرب"، بَنتها على ملاحظات وحوارات خاضتها مع شباب في الجزائر وتونس والمغرب، وذلك منذ 2011 في أثناء ثورات الربيع العربي، حيث تعرضت العديد من الشابات لحوادث تحرش واغتصاب.
الثقافة الجنسية لا تعني الإباحية
السليماني، الحاصلة على جائزة "الغونكور" عن روايتها "أغنية هادئة" وهي أسمى جائزة أدبية في فرنسا، أضافت في تصريحاتها أن غياب الثقافة الجنسية بالمغرب يجعل الشباب يعتبرون كل فتاة فاقدة لعذريتها عاهرة، وأن الكلام عن الجنس ليس بالضرورة دعوة لممارسته بشكل إباحي كما يتخيلون.
وفسرت الكاتبة الشابة حادثة الاغتصاب في الأوتوبيس، التي وقعت قبل أيام بمدينة الدار البيضاء، بكونها علامة على انهيار منظومة التربية والتعليم في المغرب، حيث أصبحت المدارس تخرّج آلاف الشباب غير المؤهلين للتعايش، والفاقدين لقيم التسامح مع الآخر.
وأضافت أن جزءاً كبيراً من حوادث التحرش يعود إلى أن الاختلاط بين الجنسين في المغرب ظاهرة حديثة العهد، لم يعرفها المغاربة إلا منذ الستينيات؛ ومن ثم فإن جزءاً كبيراً منهم لم يتعلم بعدُ تقبُّل المرأة في الفضاء العام كيفما كان شكلها، ولبسها أو سلوكها.