رغم مرور أكثر من 70 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلا أن الأخيرة ما زالت تؤثر على حياة المواطنين الألمان اليومية، إذ سيقضي ما يصل إلى 70 ألفاً من سكان مدينة فرانكفورت الألمانية، الأحد 3 سبتمبر/أيلول 2017، نهاية الأسبوع خارج منازلهم، بعد العثور على قنبلة بريطانية ضخمة من طراز "HC-4000" ألقيت من الجو من مخلفات الحرب بالمدينة خلال أعمال بناء.
ولا يعد العثور على القنابل غير المتفجرة خلال الحرب أمراً نادراً في البلاد، إلا أن ضخامة حجمها هذه المرة جعل هذا الإخلاء الأكبر من نوعه في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب.
وكان قد عُثر على القنبلة البالغ وزن مادتها المتفجرة 1.4 طن (كامل وزنها 1.8 طن) يوم الثلاثاء، خلال أعمال بناء قرب الحرم الجامعي غرب جامعة غوت بفرانكفورت، وأكدت السلطات الألمانية أنها لا تشكل خطورة على السكان حالياً.
وتقول السلطات إن المنطقة التي سيتم حظر التواجد فيها حول مكان العثور على القنبلة، وهي دائرة نصف قطرها 1.5 كيلومتر، يجب أن تبقى خالية من السكان من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء، على أن تبدأ عمليات الإخلاء منذ الساعة السادسة صباحاً.
وتوجد في منطقة الإخلاء مباني مديرية شرطة فرانكفورت والإذاعة والتلفزيون العام إلى جانب مشفيين، والبنك الاتحادي الألماني.
ونقل موقع شبيغل أونلاين، عن قائد شرطة فرانفكورت قوله، إن المدة التقريبية لإبطال مفعول القنبلة هو 4 ساعات. ويتوقع البدء بالعمل على إبطالها على الساعة 12 ظهراً.
وستتأكد الشرطة من مغادرة الجميع للمكان، وستستخدم لأجل هذا الغرض المروحيات أيضاً، وستجبر الرافضين لمغادرة المكان على ذلك، حفاظاً على سلامتهم.
وبين موقع بيلد أن القنبلة، المصممة لتنفجر في الجو وتقتلع أسقف المنازل، قد لحق بها الضرر وخرج جزء من مادتها المتفجرة، لكن جرى تأمينها.
ونقلت عن خبراء وحدة التخلص من مخلفات الحرب تأكيدهم، قبل ظهر اليوم الخميس، في مؤتمر صحفي، أنه في حال انفجارها خلال عملية إبطال مفعولها قد تؤدي إلى انكسار النوافذ وتتطاير الشظايا في كل الاتجاهات في محيطها، ما يشكل خطورة على حياة كل من يوجد قرب المكان.
وذكرت هيئة مراقبة حركة الطيران الألمانية، أنه ليس من الواضح فيما إذا كان إبطال مفعول القنبلة سيكون مؤثراً على حركة النقل الجوي فوق فرانكفورت، التي تشتهر بأنها تضم أكبر مطارات ألمانيا، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق أيضاً بحالة الرياح يوم الأحد.
وهيأت السلطات صالات كمراكز إيواء للذين لا يستطيعون الإقامة في مكان آخر خلال فترة الإخلاء، يُفترض أن تكفي لإقامة 6500 شخص.
وتعد أكبر عملية إخلاء بعد الحرب مسجلة حتى الآن، تلك التي جرت في مدينة أوغسبورغ بولاية بايرن، نهاية العام 2016، حيث توجب على 54 ألف شخص مغادرة منازلهم، لإبطال مفعول قنبلة مماثلة لتلك التي تم العثور عليها في فرانكفورت. وشهد شهر أيار/مايو الماضي، عملية إخلاء ضخمة أيضاً حيث غادر 50 ألف شخص وسط مدينة هانوفر، عاصمة ولاية ساكسونيا السفلى لإبطال مفعول 3 قنابل من مخلفات الحرب أيضاً.
ويبلغ طول هذا النوع من القنابل، التي اشتهرت بقدرتها على تدمير بناء ضخم أو حتى شارع بأكمله، عادة 3 أمتار، إلا أن التي وُجدت في فرانكفورت تبلغ مترين فقط. وكان الطيران البريطاني قد رمى حتى نهاية الحرب 68 ألفاً منها في كل ألمانيا.
(خريطة نشرتها الشرطة للمنطقة التي سيشملها الإخلاء)
Hier der vorläufige Evakuierungsbereich für die Entschärfung der #Weltkriegsbombe im #Westend #Ffm, am kommenden Sonntag pic.twitter.com/MO9JFBbxRF
— Polizei Frankfurt (@Polizei_Ffm) August 30, 2017