كلَّف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الشيخ سعد بن ناصر الشثري للمرة الأولى بأداء خطبة عرفة، اليوم الخميس 9 ذو الحجة 1438 هجرياً، الموافق 31 أغسطس/آب 2017، في أكثر من مليوني مسلم يجتمعون من كافة أنحاء الأرض على صعيد عرفات، والمعروف بركن الحج الأعظم.
ومن المنتظر أن يلقي الشثري، عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء خطبته اليوم، قبل صلاتي الظهر والعصر، اللتين يؤديهما الحجيج جمع تقديم. وتعد الخطبة وفق أحكام الفقه الإسلامي سنة، وليست ركناً من أركان الحج.
وجاء تكليف الشثري بأداء خطبة عرفة، بعد اعتذار مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ، نظراً لظروفه الصحية، ليكون بذلك ثاني خطيب يحل محل آل الشيخ على منبر مسجد نمرة، الذي ظل آل الشيخ يلقي من فوقه خطبة عرفة لمدة 35 عاماً متواصلة، منذ العام 1402 هجرياً.
وألقى خطبة عرفة العام الماضي 1437 الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عبدالرحمن السديس، بدلاً من مفتي المملكة الذي اعتذر كذلك لظروف صحية.
اعترض على الاختلاط في جامعة الملك.. ثم تراجع
وفي العام 2009 بينما كان الشثري ضيفاً على برنامج بقناة المجد السعودية، سأله متصل عن رأيه في الاختلاط بين الجنسين في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، طالباً منه تقديم القدوة في إقامة الحجة على أولي الأمر.
ورد الشثري برفضه لما وصفه بالاختلاط في جامعة الملك عبد الله، وقدم جواباً مستفيضاً، دعا فيه إلى منع الاختلاط، وإلى تشكيل لجنة شرعية تتفقد علوم الجامعة ومدى موافقتها مع الشرع.
وما لبث الشثري، الذي كان يشغل آنذاك عضوية هيئة كبار العلماء، أن تراجع يوم الأربعاء 30-9-2009، عن موقفه من جامعة الملك عبدالله، واعتبر أن ما ورد على لسانه من انتقادات للأسلوب الذي ستنتهجه الجامعة، تعرَّض للتحريف والتزوير، معلناً عن دعمه لها.
إلا أن هذا على ما يبدو لم يشفع له، حيث أصدر الملك عبد الله، الأحد 4 أكتوبر/تشرين الأول 2009، أمراً بإعفاء الشثري من منصبه في هيئة كبار العلماء، والعضو المتفرغ في اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى المتفرعة من الهيئة، وقد تم بث القرار في التاسعة والنصف مساءً، وهو موعد نشرة الأخبار الرسمية في المملكة، مشمولاً بضرورة التنفيذ.
وبعد نحو 7 سنوات، تحديداً في مايو/أيار 2016، أمر الملك سلمان بن عبدالعزيز -الذي خلف عبدالله في منصبه- بإعادة الشثري لعضوية هيئة كبار العلماء، وكذلك تعيينه مستشاراً بالديوان الملكي.
تلميذ بن باز
وتتلمذ الشثري على يد عدد من المشايخ، وتأثر بهم، ومن أبرزهم الشيخ عبد العزيز بن باز، وعبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء، وصالح الأطرم، وعبد الرحمن البراك، وأحمد بن علي سير المباركي عضو هيئة كبار العلماء.
وهو عضو في العديد من الهيئات منها اللجنة التحضيرية للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعضو اللجنة الفنية والطلابية للمعاهد العلمية، وعضو لجنة البحوث الشرعية والاقتصادية بجامعة الإمام، وعضو مجلس أمناء جامعة المعرفة العالمية، وعضو اللجنة العلمية بجهاز الإرشاد والتوجيه، ومتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية في البرامج الدعوية، وتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام في إعداد بعض البرامج، ومستشار في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وعضو مجلس إدارة الصندوق الخيري بمؤسسة الأمير سلطان الخيرية، وعضو في جمعية الشيخ ابن باز لرعاية الأسرة وإعانة المتزوجين.
السيرة الوظيفية
عمل الشثري معيداً بكلية الشريعة بالرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عاماً، ومحاضراً بكلية الشريعة بالرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عاماً، وأستاذاً مساعداً بكلية الشريعة بالرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عاماً، وأستاذاً مشاركاً بكلية الشريعة بالرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عاماً، وعضو هيئة كبار العلماء بالمرتبة الممتازة لعامين، ثم أُعفي وعاد مرة أخرى، وعضو هيئة التدريس بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود.
وتتنوع مؤلفاته بين العقيدة والحديث والفقه والأصول والأخلاق وغيرها. ومن أبرزها المسابقات في الشريعة الإسلامية والتقليد وأحكامه في الشريعة، وعقد الإيجار المنتهي بالتمليك.