أثار الصاروخ الباليستي الذي أطلقته كوريا الشمالية تجاه اليابان، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، 29 أغسطس/آب 2017، الرعب في كل البلاد المجاورة لبيونغ يانغ، لكن جزيرة هوكايدو اليابانية كانت هي الأكثر رعباً.
وحلَّقت صواريخ الرئيس الكوري كيم جونغ أون فوق جزيرة هوكايدو الواقعة شمالي اليابان.
ووصف يوشيدا سوغا، السكرتير الأول لمجلس الوزراء الياباني، الوضع بأنَّه "تهديدٌ خطير وغير مسبوق"، في حين دعا رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، الأمم المتحدة إلى عقد اجتماعٍ طارئ للدول الأعضاء، بحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، الثلاثاء 29 أغسطس/آب 2017.
ومنذ ذلك الحين، حذَّرت الصين الرئيس الأميركي دونالد ترامب من المخاطرة بمزيدٍ من التأجيج لهذا الموقف المتقلِّب، مثلما فعل في تعهده الأخير بالتعامل مع تهديدات بيونغ يانغ بـ"النار والغضب".
ولا يزال خطر نشوب حرب نووية في شرق آسيا حقيقياً للغاية، وتشير تجارب كوريا الشمالية الأخيرة فوق بحر اليابان إلى إحراز مزيدٍ من التقدم في قدراتها الصاروخية الباليستية، وذلك في ظل سعيها لتطوير صاروخ عابر للقارات قادر على حمل رأسٍ حربية.
لكن ما مدى جدية التهديد على اليابان، وخاصةً جزيرة هوكايدو؟ وأين تقع هذه الجزيرة، وكيف تبدو الحياة عليها؟
أين تقع هوكايدو؟
هوكايدو هي الجزيرة الواقعة في أقصى شمالي اليابان، على بُعد 27 ميلاً (43.5 كم) فقط من الأراضي الروسية، شرقي جزر الكوريل المتنازع عليها.
تبلغ مساحة جزيرة هوكايدو 32221 ميلاً مربعاً (51855 كم مربعاً تقريباً)، ويفصلها عن جزيرة هونشو، أكبر جزر اليابان، مضيق تسوغارو، ويربطهما خط سكك حديدية تحت البحر عبر نفق سيكان. وتضاريسها جبلية، لا سيما في قلب الجزيرة، ما يجعلها أقل تطوراً مقارنةً بمعظم مناطق البلاد الأخرى. وتُعد مدينة سابورو، عاصمة الجزيرة، هي أكبر المجتمعات الحضرية بها.
وتُعد الجزيرة منطقة نشطة زلزالياً، وتضرَّرت بشدة جرَّاء موجات تسونامي وقعت عام 1993، حينما لقي 202 شخص مصرعهم، بعدما اجتاحت أمواجٌ تشكَّلت بفعل زلزال بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر مدينة أوكوشيري.
وتُعرف هوكايدو بمناخها القاسي الذي يتميز عموماً بفصول الشتاء الثلجية القارسة، ودرجات الحرارة دون الصفر، والبحار المتجمدة.
وفي أثناء الحرب العالمية الثانية، نجت هوكايدو إلى حدٍّ كبير من قصف قوات الحلفاء، لكنَّها تعرَّضت لهجومٍ من جانب البحرية الأميركية، بغرض تعطيل قدراتها العسكرية وقدرتها على شحن السفن. وقد تضرَّرت الموانئ الجنوبية للجزيرة بشدة جرَّاء غارات شنَّتها الطائرات الأميركية يومي 14 و15 يوليو/تموز 1945، حينما انتهت الحرب في المحيط الهادي بهزيمة الإمبراطورية اليابانية.
ويبلغ تعداد سكان هوكايدو الآن حوالي 5.4 مليون نسمة، ويسيطر قطاع الخدمات على اقتصادها، بينما تلعب الزراعة والسياحة دوراً رئيسياً أيضاً.
وفي منطقةٍ هادئة ومسالمة إلى حدٍّ كبير، تعايش سكان هوكايدو طويلاً مع التهديدات التي تُشكلها الكوارث الطبيعية على حياتهم. واليوم، يجدون أنفسهم ينظرون بقلقٍ عبر المضيق، حيث تتسارع وتيرة الطموحات النووية لجارتهم على نحوٍ أكثر إثارةً للقلق من أي وقتٍ مضى.