"صاروخ يعبر. صاروخ يعبر".. استيقظ ملايين اليابانيين اليوم الثلاثاء 29 أغسطس/آب 2017 على رسائل نصية تطلب منهم الاحتماء فيما كان صاروخٌ كوري شمالي يمر فوق أراضيهم، الأمر الذي أصابهم بحالة من الرعب لم يعشها البلد الآسيوي منذ سنوات.
وأعلنت عدة قطارات التوقف عن العمل بشكل مؤقت أو تأخير رحلاتها، وبلغت صراحة أحد مشغلي القطارات في إعلان وقف الخدمة قائلاً إن "السبب: إطلاق صاروخ بالستي".
ودوت صفارات الإنذار في المناطق الشمالية التي كانت في مسار الصاروخ البالستي أثناء تحليقه فوق أراض يابانية لدقيقتين قبل أن يسقط في المحيط الهادئ.
وحذرت رسالة نصية وجهت إلى سكان تلك المناطق "صاروخ يعبر. صاروخ يعبر".
وتابعت الرسالة "قبل وقت قصير عبر صاروخ على ما يبدو فوق هذه المنطقة.. إذا عثرتم على أجسام مشبوهة لا تقتربوا منها واتصلوا على الفور بالشرطة أو الإطفاء".
وطلب النص من الأهالي أن "يحتموا في مبان آمنة أو تحت الأرض".
وأطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باتجاه جارتها اليابان -حليفة رئيسية للولايات المتحدة والقوة المستعمرة السابقة لكوريا- في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، من المتوقع أن تزيد التوتر المرتبط بالطموحات العسكرية لبيونغ يانغ التي بدأت رحلتها مع تطوير الصواريخ منذ العام 1984 بالعمل على نموذج من صاروخ سكود-بي السوفياتي (مداه 300 كلم).
وللمرة الأولى منذ عمليات إطلاق الصواريخ الأخيرة لبيونغ يانغ، شعر الناس في اليابان بقلق كبير.
احتموا في محطات المترو
وتم استقبال ركاب القطارات في هوكايدو بأقصى الشمال برسائل تحذيرية في المحطات، تعلن وقف العديد من الخدمات.
وفي مدينة سابورو التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة تقريباً، تم تنبيه الركاب في محطة مترو بأن الرحلات ستتأخر.
وكتب على واحدة من اللافتات "جميع الخطوط تشهد تأخراً في المواعيد" و"السبب هو إطلاق صاروخ بالستي". وتعامل الركاب مع التنبيهات بجدية.
وقال متحدث باسم خدمة قطارات في سابورو "بعض الركاب نزلوا للاحتماء في بعض محطات المترو".
ولم يكن أمام البعض سوى متابعة برنامجهم العادي، ومنهم طواقم حوالي 15 سفينة صيد كانت غادرت الميناء قبالة السواحل الجنوبية لهوكايدو تحت مسار الصاروخ.
وقال هيرويوكي إيوافوني، المسؤول في تعاونية صيد الأسماك المحلية لوكالة فرانس برس "فوجئت أنه حلق فوق منطقتنا. هذا لم يحصل من قبل". وأضاف "شعرت بالقلق والجميع ساورهم نفس الشعور، لكنهم قالوا: حتى مع هذا (التحذير) ماذا يسعنا فعله؟".
بالغ الخطورة
في طوكيو التي تبعد أكثر من 700 كلم جنوب مسار الصاروخ، توقفت خدمة بعض القطارات مؤقتاً. وقالت إعلانات في محطات في طوكيو تسير قطارات سريعة بعد دقائق على عملية إطلاق الصاروخ "حالياً يحلق صاروخ كوري شمالي فوق اليابان".
وأضاف الإعلان "الأمر بالغ الخطورة. الرجاء الاحتماء في مناطق الانتظار أو داخل القطارات".
وصرح يوشياكي ناكاني الموظف الحكومي المتقاعد أنه يخشى أن يؤدي إطلاق الصاروخ الاستفزازي إلى تفاقم التوتر بين الكوريتين. وقال الرجل البالغ من العمر 68 عاماً إن "كوريا الشمالية تكرر إطلاق الصواريخ ولا يبدو أنها تأخذ أي إنذار على محمل الجد".
وتابع "آمل ألا ترد الولايات المتحدة بقوة عليها وتسبب اضطراباً. فاليابان وكوريا الجنوبية هما اللتان ستتضرران".
من جهتها، قالت الطالبة الجامعية في طوكيو جوليا كوتاكي أنها خائفة من احتمال سقوط صاروخ في اليابان. وأضافت الشابة البالغة من العمر 18 عاماً "لكن لا أعتقد أن بإمكاننا القيام بأي شيء".