اعتقلت بنغلاديش 90 شخصاً من مسلمي الروهينغا، وأجبرتهم على العودة إلى بورما، بحسب ما أعلنت الشرطة، اليوم الأحد، 27 أغسطس/آب 2017، بعد ساعات على إطلاق القوات البورمية المنتشرة على الحدود النار على أشخاص حاولوا الفرار من البلاد.
واعتقلت الشرطة الروهينغا المسلمين في ساعات متأخرة، من يوم السبت، بعدما عبروا "خط الصفر" في المنطقة الحدودية، حيث استخدمت القوات البورمية مدافع الهاون والأسلحة الرشاشة ضد قرويين كانوا يحاولون الهروب من ولاية راخين في شمالي بورما إلى بنغلاديش.
وتم العثور على القرويين، بعد أن عبروا حوالي أربعة كيلومترات داخل أراضي بنغلاديش، متوجهين الى مخيم للاجئين في كوتوبالونغ التي تأوي آلافا من الروهينغا يعيشون في ظروف بائسة، بحسب قائد شرطة محلي يدعى أبو الخير.
وأفادت الشرطة أن بعض المعتقلين دخلوا إلى بنغلاديش عبر منطقة غومدوم الحدودية، حيث كانت القوات البورمية أطلقت قبل ساعات وابلاً من النيران.
وأعلن شرطي طلب عدم الكشف عن هويته "كانوا يتوسلون إلينا لكي لا نعيدهم إلى بورما".
وقال قائد لحرس حدود بنغلاديش عارف الاسلام ان عشرين آخرين اوقفوا، اليوم الأحد وارسلوا عبر نهر ناف الذي يشكل حدودا طبيعية بين بورما وبنغلاديش.
وقال ضابط حرس الحدود منظر الحسن خان إنه سُمِعَ إطلاق نار جديد عبر الحدود في راخين، مركز العنف الديني والاضطهاد الذي تعاني منه أقلية الروهينغا المسلمة في بورما ذات الغالبية البوذية.
وقتل أكثر من 100 شخص منذ الجمعة عندما نصب عدد من الأشخاص يعتقد بأنهم ينتمون إلى "جيش أراكان لانقاذ الروهينغا" كمائن استهدفت مراكز للشرطة البورمية مستخدمين السكاكين والبنادق ومتفجرات يدوية الصنع، فقتلوا عشرة منهم على الاقل.
وفر آلاف الروهينغا باتجاه بنغلاديش، ولكن السلطات منعت أكثرهم من عبور الحدود، فيما بقي عدد غير معروف من الأشخاص – معظمهم نساء وأطفال – عالقون على الحدود.
وسُمح لبضع مئات من الروهينغا الأحد العبور باستخدام طريق قصير إلى الأراضي البنغلاديشية، حيث وضعوا قيد المراقبة في أحد الحقول.
وأمرت حكومة بنغلاديش المسؤولين في منطقة كوكس بازار، الولاية المتاخمة لبورما والتي تضم عددا من مخيمات اللاجئين، بعدم السماح بـ"الدخول غير الشرعي" لأي من الروهينغا، بحسب ما قال المسؤول الحكومي الرفيع عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية.
إلا أن قادة الروهينغا ووسائل اعلام محلية ومراسل الوكالة أشاروا إلى أن ثلاثة آلاف لاجئ من الروهينغا تمكنوا من دخول بنغلاديش حيث وجدوا ملاذا في مخيمات اللاجئين والقرى القريبة منذ يوم الجمعة.
وتستقبل بنغلاديش حوالى 400 ألف لاجئ من الروهينغا.
عنف "بلا رحمة"
ووصلت مئة امرأة وطفل على الأقل، اليوم الأحد، إلى مخيم مؤقت أقيم في بالوخالي، وبجعبتهم روايات عديدة عن الرعب الذي ذاقوه على الجانب الآخر من الحدود.
وقال محمد ظفار البالغ من العمر 70 عاما والذي قتل مسلحون بوذيون نجليه في أحد الحقول "أُطلقوا النار على مقربة جدا مني لدرجة لم أعد قادرا على السماع الآن".
وأضاف: "قدموا حاملين عصي لدفعنا لعبور الحدود وهم يصرخون أيها الأوغاد البنغاليون".
وأما رحيمة خاتون، فأشارت إلى أنها قضت ليلتها مختبئة في الهضاب بعدما أحرق البوذيون في قريتها منازل الروهينغا واعتدوا على الرجال بالهراوات والمناجل.
وقالت: "لقد نشأنا معهم. لا أفهم كيف انعدمت الرحمة لديهم بهذا الشكل".
وتحدثت نساء أخريات عن الكيفية التي أرسلن من خلالها عبر الحدود من قبل أزواجهن واشقائهن الذين اختاروا البقاء لمحاربة الجيش والميليشيات البوذية.
وفي تشرين الاول/اكتوبر، هاجم مسلحون من "جيش أراكان لانقاذ الروهينغا"، وهو مجموعة مسلحة حديثة النشأة، مراكز لقوات الأمن البورمية، ما استدعى شن الجيش حملة عسكرية خلفت عددا كبيرا من القتلى واجبرت 87 الف شخص على الهروب الى بنغلاديش.
ومنذ ذلك الحين، بقي المدنيون في راخين الشمالية عالقين بين مطرقة الجيش وسندان المسلحين، المتهمين بتنفيذ عمليات اغتيال ضد من يعتبرونهم متعاملين مع الدولة.
وحصدت أعمال العنف في ولاية راخين أرواح ستة من أفراد أسرة هندوسية بينهم ثلاثة اطفال وامرأة عثر على جثثهم، الأحد، وتم نقلها الى احدى مستشفيات بلدة مونغداو.
ويشتبه بأن الضحايا تعرضوا إلى إطلاق نار من قبل مقاتلين من الروهينغا لدى محاولتهم الهروب الى مونغداو ليل السبت، بحسب ما أفاد أحد اقربائهم لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأفاد مكتب مستشارة الدولة اونغ سان سو تشي أن السلطات تحقق في مسألة إن كان أي من موظفي المنظمات الدولية غير الحكومية "ساهم" في الهجمات الأخيرة التي شنها المسلحون.
والبيان الذي نشر على صفحة المكتب في موقع "فيسبوك" لم يعط أدلة إضافية عدا صورة علبة بسكويت وزعها برنامج الأغذية العالمي ويعتقد أنها وجدت بتاريخ 30 تموز/يوليو في معسكر تدريب مهجور تابع للمقاتلين.
وكانت حكومة سو تشي انتقدت بعض الوكالات الدولية منذ انطلاق القتال العام الماضي في راخين.
وينظر إلى الروهينغا على أنهم مهاجرون غير شرعيين في بورما، حيث يعيشون في ظل الخوف من الشرطة والجيش.
وصباح، اليوم الأحد، قال أحدهم في اتصال مع الوكالة الفرنسية عرف عن نفسه باسم انور "يقومون بتوقيف وضرب كل من يجدونه في طريقهم". وأضاف "ليس الجميع ارهابيون، نريد مجتمعا سلميا وهادئا".