رفعت القوات العراقية العلم، السبت 26 أغسطس/آب، في قلب تلعفر، معقل تنظيم الدولة الإسلامية شمال غربي العراق، وقالت إنها على وشك السيطرة بالكامل على المدينة بعد هجوم دام أسبوعاً.
وتلعفر هي أحدث أهداف الحرب التي تدعمها واشنطن ضد الدولة الإسلامية بعد انتزاع السيطرة في يوليو تموز على الموصل التي أعلن فيها التنظيم دولة "خلافة" على أجزاء من العراق وسوريا في 2014.
وتم عزل تلعفر عن باقي الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد في يونيو/حزيران. ويعتقد أن ما يصل إلى ألفي متشدد كانوا يقاتلون في تلعفر في بداية الحملة لاستعادة السيطرة على المدينة في 20 أغسطس/آب. وقالت مصادر عسكرية غربية إن أعداد القوات المهاجمة تصل إلى 50 ألفاً.
وقال متحدث عسكري عراقي لرويترز: "تلعفر على وشك أن تسقط بأيدي القوات العراقية ولم يبق منها إلا 5% مازالت بيد تنظيم داعش الإرهابي".
وأكد بيان لقيادة العمليات المشتركة العراقية أن قوات مكافحة الإرهاب حررت قلب المدينة "وترفع العلم العراقي أعلى بناية القلعة".
#حصري #EHS
من داخل مركز قضاء تلعفر المحرر على يد ابطال الحشد الشعبي وهم يمزقون راية #داعش ويرفعون بدلها راية النصر ✌#مبروك_تحرير_تلعفر pic.twitter.com/UhUgjBJF8j— العراق ينتصر Abbas (@iraqba313) ٢٦ أغسطس، ٢٠١٧
وكان المتشددون قد دمّروا في نهاية 2014 أجزاء كثيرة من القلعة التي تعود للعصر العثماني.
والانهيار السريع للدولة الإسلامية في تلعفر، وهي موقع خرجت منه جماعات متشددة من قبل، يؤكد تقارير عسكرية عراقية قالت إن المتشددين يفتقرون للقيادة وهياكل السيطرة في المناطق الواقعة إلى الغرب من الموصل.
وقال فريق من رويترز في تلعفر إن القتال هدأ اليوم السبت مع سماع دوي قذائف المدفعية بين الحين والآخر. ولم ير الفريق أثرا لمدنيين في حيين زارهما.
وقال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان ووزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي في بغداد "إن شاء الله الجزء المتبقي قريبا يتحرر".
عنف طائفي
أظهرت خريطة نشرتها قيادة العمليات المشتركة سيطرة الجيش على تلعفر بالكامل باستثناء حي واحد في شمال شرق المدينة حيث تتواصل المعارك.
وتقع تلعفر،التي كان عدد سكانها قبل الحرب يصل إلى نحو 200 ألف نسمة، على طريق الإمداد بين سوريا ومدينة الموصل التي تقع على بعد 80 كيلومترا إلى الشرق من تلعفر.
وينحدر بعض أكبر قادة التنظيم المتشدد من مدينة تلعفر. وشهدت المدينة موجات من العنف الطائفي بين السنة والشيعة بعد غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.
ويمثل سقوط الموصل فعليا نهاية دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم لكنه لا يزال يسيطر على أراض في العراق وسوريا من بينها الحويجة وهي مدينة تقع بين الموصل وبغداد يقول مسؤولون عراقيون إنها ستكون هدفهم المقبل.
كما تكبد التنظيم هزائم في سوريا حيث يواجه حملتين منفصلتين أحدهما تدعمها الولايات المتحدة والأخرى مدعومة من روسيا وإيران.
#المحلبية بؤرة ل #داعش في #تلعفر على مدار3أعوام #اليوم وخلال سويعات تم تحريرها بالكامل على يد #الحشد_الشعبي و #الجيش وإسناد #طيران الجيش??✌️ pic.twitter.com/58UmeYMgpK
— ઽคɿՈคც ?? (@IIIzIII5) ٢٦ أغسطس، ٢٠١٧
وذكر الجيش الأمريكي أن عدد المدنيين الذين لا يزالون في المدينة يتراوح بين عشرة آلاف وعشرين ألفا.
ومثلما كان الحال في معركة الموصل، يعاني المدنيون في تلعفر.
وفرت موجات من السكان من المدينة في الأسابيع التي سبقت بدء الهجوم. وتقول منظمات إغاثة وسكان تمكنوا من الهرب إن السكان المتبقين مهددون بالقتل على أيدي المتشددين الذين يحكمون سيطرتهم على تلعفر منذ 2014.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الثلاثاء إن من فروا يعانون جفافا وإعياء بعد ما تقوتوا عليه من خبز وماء يفتقر للنظافة على مدى ثلاثة أو أربعة أشهر.
ويصل البعض إلى مخيمات النازحين وهم مصابون بجروح نتيجة نيران القناصة وانفجار الألغام.
وقال حاجي أبو محمد الذي فر السبت الماضي هو وزوجته وأطفاله الخمسة "خسرت 25 كيلوجراما من وزني في الأشهر الثلاثة الماضية".