وطني يُحاجِجني (قصيدة)

فقدتك والدموع همت كثيرا وبعد بصيرتي صرت الضريرا

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/24 الساعة 04:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/24 الساعة 04:16 بتوقيت غرينتش

فقدتك والدموع همت كثيرا
وبعد بصيرتي صرت الضريرا

ورحت أقول في لقياك شعراً
فصار ركامي البالي جريرا

ويا ويلاه لو تمضي بعيداً
أأتخذ الحجارة لي سميرا؟!

لعل القلب فيك غدا قسياً
فتلفظني وتتركني كسيرا

فعرشي بعد غربتكم تهاوى
وصار كثيري الوافي يسيرا

ألم أحملك في مهدٍ شهي
وكنت بيومها طفلاً صغيرا؟!

دسست بثغرك الباكي لباناً
فتبسم إثرها البسم الوفيرا

وهبتك من جناحي بعض ريشٍ
و ذيلاً كي تحلق أو تطيرا

وعن جنبيك قد قلعت شوكاً
كسوتك بعد عريتك الحريرا

وفي بلغت آمالاً وحلماً
وصرت معلماً فذاً قديرا

إذا يضنيك هم في ليالٍ
أكون بعتم ليلتك الوزيرا

فلم أصدح لفقرك لو بـ أفّ
فكم آوتك حجراتي فقيرا!

ولو أن اليراع كبا قليلاً
نحت إليك من صخري صريرا

وكنت الخيل تركبها فتياً
فأطوي رغم محملك المسيرا

فهل ستعاف خيلك إذ أناخت
وتمقتها لتمتطي الحميرا؟!

ظننتك لو تشهّتني المنايا
تصير لدفع مقتلي الخفيرا

ألما صرت ذا مالٍ كثيرٍ
هجرت الدار هجراناً مريرا؟!

فهل تنسى شتاءً في رياضي
ووقع الغيث ما أندى الخريرا!!

وهل تنسى الربيع إذا تراءى
وهل تنسى السفرجل والعبيرا؟

فإنك لو بلغت عنان مجدٍ
فمجدك ناقص نقصاً كبيرا

فعُد لي كي تشيدني ويكسو
ركامي ثوب عودتك الدثيرا

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد