الراحلون الطيبون والمغضوب عليهم.. من داخل الإخوان

جماعة الإخوان المسلمين، الجماعة التي انتشرت في كل مكان في العالم، ودخلت دعوتها أدغال إفريقيا وغابات آسيا شهدت الكثير من الصراعات والنزاعات الداخلية والخارجية، فلم يسلم قائدها نفسه الإمام الشهيد -رحمه الله- من الافتراءات عليه بدايةً من الفتنة الأولى في الإخوان المسلمين بقيادة الشاب أحمد رفعت، وحتى هذا العام 2017 ما زالت جماعة الإخوان تشهد الفتن الداخلية، ولكن من قيادات كانت رمزاً ومثالاً يحتذى به بين شباب الجماعة، أمثال الأستاذ ثروت الخرباوي الذي قدم إلى الإخوان عن طريق الوفد

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/23 الساعة 03:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/23 الساعة 03:00 بتوقيت غرينتش

الحركات الإسلامية تعتبر جزءاً أساسياً من منابر الإسلام، فمنها مَن يبقى على عهد وأهداف الحركة، ومنها مَن يشق عنها ويتنازل عن مبادئها، ولكن ليس كل شخص يترك حركته أو حزبه السياسي ويصمت، فدائماً الشهرة تكون غريزة نفسية للشخص تسيطر على أفكاره حتى تجعله يتنازل عن كرامته ومبادئه، وكشخص كان يعمل تحت أهداف ورؤية مختلفة.

جماعة الإخوان المسلمين، الجماعة التي انتشرت في كل مكان في العالم، ودخلت دعوتها أدغال إفريقيا وغابات آسيا شهدت الكثير من الصراعات والنزاعات الداخلية والخارجية، فلم يسلم قائدها نفسه الإمام الشهيد -رحمه الله- من الافتراءات عليه بدايةً من الفتنة الأولى في الإخوان المسلمين بقيادة الشاب أحمد رفعت، وحتى هذا العام 2017 ما زالت جماعة الإخوان تشهد الفتن الداخلية، ولكن من قيادات كانت رمزاً ومثالاً يحتذى به بين شباب الجماعة، أمثال الأستاذ ثروت الخرباوي الذي قدم إلى الإخوان عن طريق الوفد، أو الدكتور الهلباوي وغيرهم فهؤلاء كانوا قادة لشباب الإخوان، ولكن بعد تركهم الجماعة لم يلتزموا الصمت حيال ما يحدث داخل الجماعة، بل إن الأستاذ الخرباوي أخذ يتطاول على الإخوان المسلمين، وكأنه كان يفرش المصلية بجوار مكتب الإرشاد خلال فترته داخل الجماعة، وليس له أي صلة بها فإما هذا أو إما أنه كان مندساً من قِبل أمن الدولة داخل الجماعة.

جماعة الإخوان المسلمين لم تطعن في كل من ترك الجماعة كما تروج بروباغندا المصريين ومؤيدو السيسي، كما أن أغلب الأفراد الذين يستقيلون منها أو يُفصلون منها، ولكن هنالك شخص ترك الجماعة وكان في يوم من الأيام أحد المقربين للإمام البنا رحمه الله، وحتى إنه كان يقول كنت دائماً أمشي مع الإمام البنا يومياً من مقر الجماعة وحتى بيته أتناقش معه في بعض الأمور التي تخص الجماعة، وآخذ منه الجديد، هذا الشخص هو المرحوم الدكتور محمود عساف صاحب كتاب (مع الإمام الشهيد حسن البنا) بمحافظة الشرقية في 12 يناير/كانون الثاني 1921م، لأب يعمل مهندساً بالمساحة، والتحق بكلية التجارة عام 1938 والتحق بجماعة الإخوان عام 1941 كان مديراً لإدارة إعلانات جريدة الإخوان المسلمين، وأخذ يدرب شباب جماعة الإخوان المسلمين في هذا المجال حتى تفوّقوا على اليهود.

ترك الأستاذ محمود عساف جماعة الإخوان المسلمين عام 1953 أو 1952، ولكن الأغلب أنه تركها بعد فتنة المرشد الهضيبي وعبد الرحمن السندى رحمهما الله، منذ ترك الأستاذ محمود عساف الجماعة، ولم يخرج أبداً يهاجم جماعة الإخوان المسلمين في التلفزيون أو على الجرائد أو ما شابه، بل كان دائماً يتذكر الإخوان بكل خير، وكان على اتصال بهم دائماً وبأصدقائه داخل الجماعة فقد كان حقاً تربية الإمام حسن البنا.

التاريخ دائماً يسجل ولا ينسى ولا يرحم فهنالك مَن عاشوا حياتهم وكان لهم أثر كبير في نفوس الناس، ولكن تركوا الدنيا ولم يتذكرهم أحد، فدائماً المنشق عن الجماعات يسقط نتيجة لشهوة الشهرة أو بسبب أطماع شخصية، وهنا نتوقف عند شخص كان أيضاً من زملاء الإمام البنا وهو الأستاذ أحمد أفندي السكري، وهو من أحد مؤسسي جماعة الإخوان، فبعد أن استقال من الجماعة أخذ من جريدة الوفد منبراً جديداً له كي يهاجم صديق حياته الإمام البنا، والدعوة التي كانت نبتة، وأسس هو الإمام البنا فروعها معاً، إن كل هذا ليس له عيب،

فالشخص أو الإنسان في العموم ليس من المعصوم من الخطأ، وأيضاً نتحول إلى شخص ترك جماعة الإخوان المسلمين فقد ذكره الكاتب الصحفي صلاح عيسى في كتابه (شخصيات لها العجب) هو علي عشماوي -رحمه الله- فقد كان أحد قادة التنظيم الخاص والتنظيم الذي أُفشي سره عام 1965 بقيادة المرحوم المفكر سيد قطب، فقد ذكر الأستاذ محمود عبد الحليم في كتابه (أحداث صنعت التاريخ) المكون من ثلاثة أجزاء أن علي عشماوي كان سبباً في إعدام المفكر سيد قطب، وأنه كان يعمل مع الأمن نتيجة لحسن المعاملة التي كان يتلقاها هو بمفرده دون باقي أفراد المتهمين، مثل التاجر عبد الفتاح إسماعيل، وحتى المفكر سيد قطب، وخرج بعدها علي عشماوي من المعتقل بعد وفاة عبد الناصر بعد أن أفشى كافة أسرار التنظيم وقدم الاعترافات ضد زملائه، وخرج من المعتقل إلى الولايات المتحده الأميركية بعد أن خفف حكم الإعدام عنه،

وكما قال الأستاذ صلاح عيسى: بعد أن كان علي عشماوي شخصاً سيرته على كل لسان وكانت صورته تتصدر الصحف الأولى توفي رحمه الله ولم يتحدث عنه أحد، بل إن أغلب الإخوان المسلمين لم يسمعوا باسمه من قبل، فسواء كان من المغضوب عليهم أو كان من الطيبين فقد قضى نحبه، ونسأل أن يرحمه الله تعالى.

على الهامش
إن الانشقاقات التي تحدث داخل الأحزاب والجماعات الإسلامية أمر ليس بالجديد، فإن كنت صاحب أيديولوجية وطنية وتؤمن بأن الإخوان من الخونة للوطن بسبب هذه الفتن فإن حزب السعديين قد نشأ من خلال فتنة حدثت في حزب الوفد الوطني.

أما إن كنت من أتباع عبد الناصر فلا عليك من خيانة عبد الناصر لصديقه الوفي عبد الحكيم عامر والمشير محمد نجيب.
أما إن كنت شيوعياً لا تؤمن بهؤلاء فلا تنسَ أن تخبرنا من أي فئة أنت؟
أما إن كنت من حزب النور فلا تنسَ الخلاف والفتنة بين سيدنا علي وسيدنا معاوية رضي الله عنهما.

أما إن كنت من أتباع السيسي فلا تنسَ خيانة السيسي للرئيس المختطف الدكتور محمد مرسي.

فالشاهد هنا أنه لا أحد معصوم في هذه الدنيا، والكل يخطئ في أفعاله وأقواله.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد