انتشر اسم إدريس أوكبير مع الأخبار المتتالية عن هجوم برشلونة الإرهابي، مرفقاً باتهامات الاشتباه في كونه قائد الشاحنة البيضاء التي نفذت عملية اعتداء الدهس الإرهابي، مساء الخميس 17 أغسطس/آب 2017، في حشد من السائحين بالمدينة الإسبانية، وأسفر عن مقتل 13 شخصاً وإصابة 100.
وكانت الشاحنة قد اندفعت في شارع لارامبلا المزدحم بمدينة برشلونة، صوب الحشود بعد الساعة الخامسة مساءً. وبعد الانحراف عن الطريق، اندفع السائق بالشاحنة بسرعةٍ عبر حشدٍ من السائحين لمسافةٍ تصل إلى 500 متر، ليتطاير المشاة على جانبي الطريق، قبل أن يتوقف أمام مطعم "مكابي" لطعام الكوشر اليهودي.
وقالت الشرطة الإسبانية إنَّ الشاحنة استؤجِرت من قِبل رجلٍ عرَّفَ نفسه باسم إدريس أوكبير، في بلدة سانتا بيربيتوا دي موغودا، التي تبعد 16 ميلاً (25.8 كم) عن برشلونة.
وقالت تقارير إخبارية إسبانية في البداية، إنَّ إدريس أوكبير قد خضع للاستجواب على خلفية اتهامه بالتورط في الهجوم، بحسب صحيفة تليغراف البريطانية.
لكنَّ عمدة بلدية ريبوي، التي يقيم بها المشتبه فيه وتبعد 70 ميلاً (112.7 كم) شمال برشلونة، قال مساء الخميس 17 أغسطس/آب، إنَّ الرجل الذي عرَّف نفسه باسم إدريس أوكبير ذهب إلى قسم الشرطة ليبلغ عن سرقة وثائق هويته!
إذا لم يكن إدريس.. فمن يكون؟!
وقال العمدة خوردي موني إنَّ الرجل أكد أنَّه كان موجوداً في بلدة ريبوي وقت وقوع الهجوم، وإنَّه ذهب إلى قسم الشرطة بمجرد أن شاهد صوره معروضة في وسائل الإعلام.
وتشتبه الشرطة في تورُّط الأخ الأصغر لإدريس أوكبير في الحادث، والذي عرَّفه الإعلام الإسباني باسم موسى، وقال إنَّه يبلغ من العمر 18 عاماً.
ويُعتقد أنَّ موسى أوكبير سرق وثائق هوية أخيه الأكبر؛ لاستئجار الشاحنة البيضاء من طراز "رينو" المستخدمة في الهجوم، وفقاً لما جاء بصحيفة الديلي ميل البريطانية.
وكان الفتى المراهق، الذي قيل إنه يحمل الجنسية الإسبانية لكنه من أصول مغربية، قد كتب في وقتٍ سابق منشوراً مُرعباً على الشبكة الاجتماعية "كيوي"، قال فيه إنَّه لو كان مَلِكاً للعالم، فإنَّ أول شيء سيفعله هو "قتل الكفار"، بحسب "الدايلي ميل".
ويظهر موسى مبتسماً وهو يتَّخذ وضعية التصوير في الصور المنشورة على حساباته الشخصية بالشبكات الاجتماعية.
بين الأخوين أوكبير
وأفادت تقارير بإلقاء القبض على الأخ الأكبر إدريس، والذي يُقال إنَّ وثيقة هويته قد عُثِر عليها في الشاحنة، بعد أن قال للشرطة إنَّ أخاه الصغير سرق وثائق هويته، بحسب صحيفة الديلي ميل.
ووفقاً لتقارير إعلامية، وُلد إدريس أوكبير في المغرب عام 1989، ويقيم بإسبانيا حالياً بشكلٍ شرعي.
وقالت صحيفة "إلباييس" الإسبانية إنَّه كان معروفاً لدى الشرطة وقضى وقتاً في السجن ببلدة فيغيراس في إقليم كتالونيا، قبل إطلاق سراحه عام 2012.
لكن وفقاً للمعلومات الواردة في حسابه الشخصي المزعوم على الفيسبوك، يقول أوكبير إنَّه أتى من مدينة مارسيليا (جنوب فرنسا) ويعيش حالياً في بلدة ريبوي.
وقالت مصادرٌ من مكافحة الإرهاب لصحيفة "إلباييس"، في وقتٍ سابق، إنَّهم يعتقدون أنَّ أوكبير وصل إلى برشلونة قادماً من المغرب في 13 أغسطس/آب الجاري.
وقالوا أيضاً إنَّ هناك معلومات تفيد بأنَّه قضى بعض الوقت في العاصمة الإسبانية مدريد خلال العام الجاري. وتحاول الشرطة معرفة المكان الذي مكث فيه والأشخاص الذين قابلهم هناك.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، نشر أوكبير عدة مقاطع فيديو لموسيقى الهيب هوب من موقع يوتيوب. وعلى أحدها كتب تعليقاً: "لأخي".
وفي أحد مقاطع الفيديو، تظهر فرقةٌ كلها من الرجال، يغنون باللغة الفرنسية، وهم يحتفلون ويغنون عن شراب "الفودكا". وفي مقطعٍ آخر، يُظهرِون حبهم للسيارات الرياضية باهظة الثمن وللنساء.
هكذا بدا قائد شاحنة الموت
ووفقاً لتسجيلاتٍ صوتية لمسؤولين في الشرطة، كان سائق الشاحنة يبلغ طوله متراً و70 سم ويرتدي قميصاً أبيض مُقلَّماً بخطوطٍ زرقاء. وقِيل إنَّ الشرطة عثرت على جواز سفرٍ إسباني داخل الشاحنة.
وقالت الشرطة إنَّها ألقت القبض على شخصين في أعقاب الهجوم، لكن قالت إنَّ أياَّ منهما لم يكن قائد شاحنة هجوم برشلونة.
وبعد احتجاز إدريس أوكبير ومشتبه فيه آخَر الخميس، ألقت الشرطة القبض على شخصٍ ثالث، مغربي يبلغ من العمر 34 عاماً، في بلدة ريبوي. لكنَّ موسى لا يزال هارباً، وذلك وفقاً لصحيفة الديلي ميل.
وقال خبيرٌ أمني لصحيفة نيويورك تايمز إنَّ الشرطة تعتقد أنَّ وثائق الهوية الشخصية لإدريس قد استُخدمت لاستئجار 3 شاحنات، وذلك بعدما فشل مدبِّرو الهجوم في استئجار شاحنةٍ أكبر، وذلك بحسب "الديلي ميل".
وفي صباح الجمعة 18 أغسطس/آب، ألقت الشرطة القبض على شخصٍ ثالث في بلدة ريبوي أيضاً، وفقاً لـ"الديلي ميل".
وأكد وزير الداخلية في حكومة إقليم كتالونيا، يواكيم فورن، إلقاء القبض على الشخص الثالث، لكنَّ هُويته لم تُكشف، وليس معروفاً إلى الآن ما إذا كان هذا الشخص هو قائد شاحنة هجوم برشلونة.