يبدو أن مسلمات راغبات في بارتداء النقاب بكانتون تيسينو في سويسرا، وجدن طريقة ليلتففن بها على قانون حظر تغطية الجسم بأكمله في الأماكن العامة، فوضعوا السلطات هناك في حيرة من أمرها.
وذكرت مصادر صحفية أوروبية أن المسلمات المرتديات للنقاب أو البرقع الذي يغطي الوجه بأكمله، بدأن بالتحايل على الحظر في كانتون تيسينو، عبر ارتداء القناع الطبي الذي يُستخدم في غرف العمليات عادة، إلى جانب حجاب طويل.
يذكر أن الكانتون المذكور كان قد أعلن حظر ارتداء النقاب صيف عام 2016، فارضاً غرامة مالية كبيرة تتراوح ما بين 100 و10 آلاف فرنك فرنسي على اللاتي يتجاهلن الحظر.
وكانت السفارة السعودية في مدينة بيرن السويسرية، قد حذرت مواطنيها حينها من هذا القرار، داعيةً إلى الالتزام بعدم ارتداء النقاب في مدن الكانتون.
ونقل موقع فوكوس الألماني عن صحيفة أرغاو تسايتونغ قولها، إن بعض المسلمات في تيسين وجدن طريقة مبتكرة لتفادي انتهاك القانون، عبر ارتداء رداء طويل وحجاب إلى جانب قناع طبي؛ ما يجعل وجوههن غير ظاهرة كما هو عليه الحال عند ارتداء البرقع مثلاً.
وبيَّن روبرتو تورنتي، المتحدث باسم الشرطة في لوغانو بمقاطعة تيسينو، لصحيفة "جورناله ديل بوبلو"، أن هذه ظاهرة جديدة ظهرت خلال العام.
ويبدو أن الشرطة السويسرية محتارة في كيفية التعامل مع هذا الأمر؛ إذ يصعب عليها تحديد ما إذا كانت السيدات يرتدين القناع لأسباب طبية أم لا.
وتحدث تورنتي عن أحد الخيارات المحتملة؛ وهي طلب تقرير طبي من مرتديات القناع، لكنه أكد أنها مجرد فكرة، يجب أن يتم التحقق منها من قِبل حكومة الكانتون.
وبيَّنت صحيفة كرونن السويسرية أن هذه الظاهرة تنامت منذ بدء موسم العطل؛ إذ تلجأ السائحات القادمات من دول الخليج إلى هذه الحيلة.
وأشارت إلى أنه يبدو أن مبتدعي هذه الفكرة استلهموها من مشاهدة السكان في قارة آسيا، وهم يرتدونها بكثرة بالمدن الكبيرة؛ لتفادي آثار التلوث أو الإصابة بالأمراض.
ويُذكر أن قضية حظر إخفاء الوجه باتت مطروحة للنقاش على نطاق واسع بين الساسة في أوروبا، منذ العام الماضي على نحو خاص.
ففي ألمانيا، مرَّر البرلمان في شهر أبريل/نيسان 2017، قانون حظر جزئي لتغطية الوجه، ينطبق على الموظفات الحكوميات والقاضيات والجنديات على نحو خاص، ويُمنعهن من ارتداء ما يحجب الوجه خلال العمل.
وأقر برلمان ولاية ساكسونيا السفلى، الأربعاء 16 أغسطس/آب 2017، حظراً على ارتداء النقاب أو البرقع في مدارسها، بعد أن أثير نقاش حول الأمر بدأ برفض طالبة مسلمة مقيمة قرب مدينة أوسنابروك خلع النقاب في المدرسة لأسباب دينية.
وجاء هذا القرار رغم تخرج الطالبة المذكورة ومغادرتها المدرسة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وفي النمسا أصدرت حكومتها في شهر أيار الماضي أيضاً حظراً على ارتداء النقاب والبرقع في الأماكن العامة، تحت طائلة التغريم بمبلغ ١٥٠ يورو.
وكانت الخارجية الأمريكية قد عبرت في تقريرها السنوي عن الحريات الدينية الذي صدر منذ أيام عن قلقها إزاء معاداة السامية والتمييز ضد المسلمين في ألمانيا، فيما يتعلق بفرض حظر جزئي على ارتداء النقاب.