أسبوع جديد، وانفصال جديد لأحد المشاهير.
انفصل هذه المرة كريس برات عن آنا فاريس.
استمر زواج النجمين لمدة ثماني سنوات – أمر مدهش بالنسبة لهوليوود.
ولطالما نشر النجمان صوراً رائعة، وغردا تغريدات لطيفة عن بعضهما البعض، وأنجبا صبياً.
ولكن للأسف، حدث ما لم يكن في الحسبان.
ولكن، لماذا نهتم بحدث مثل هذا؟
إذ ليس الأمر وكأننا نعرفهم.
ومعظمنا لم يلتقِ بهم على الإطلاق.
ربما شاهدناهم في مسلسل Parks and Recreation، أو في فيلم Guardians of the Galaxy، فمهما قدمت آنا من أعمال خلال السنوات المنصرمة، فهل يُعد ذلك سبباً منطقياً لنصبح مهووسين بالعلاقات العاطفية لأشخاص غرباء عنا كلياً؟
بالنسبة لبعضنا، يستحوذ المشاهير على نفس القدر من التفكير الذي يستحوذ على أقرب أصدقائنا. فنحن نعلم كل شيء عنهم، أو كل شيء هم على استعداد أن ينشروه عن أنفسهم، أو ما تنشره الصحافة عنهم.
فنحن نتابع أحدث أفلامهم، وبرامجهم التلفزيونية، وإصداراتهم الموسيقية، ونتحدث عنهم بأسمائهم الأولى كأنهم أقرب أصدقائنا.
ولكن إذا ما قابلناهم شخصياً، وتعاملنا معهم بنفس الأسلوب، غالباً ما سينزعجون جداً.
نحن نتابع هؤلاء الأشخاص بشكل يومي؛ لذا، من المستحيل أن لا نتعلق بهم، في حين أن وجوههم في كل مكان، بل ونتبادل الأحاديث عنهم مع أصدقائنا كما لو كانوا أحد أفراد المجموعة.
إن رؤية وجوههم في كل مكان تجعلنا نشعر وكأننا نعرفهم شخصياً.
كما أن وسائل التواصل الاجتماعي قربتنا منهم أكثر من أي وقت مضى.
ينشر المشاهير كل شيء عن أنفسهم، بدايةً مما يتناولونه على الإفطار، وانتهاءً بصورهم الرومانسية.
ذلك التقارب المزيف يجعلنا نشعر وكأنه من حقنا التعرف على شتى تفاصيل حياتهم، ولا يُستثنى من ذلك علاقاتهم العاطفية.
تبدو حياتهم بالنسبة لنا كما لو كانت أحد المسلسلات الواقعية.
وكلما كان الثنائي أكثر سرية، تطلعنا لمعرفة تفاصيلهم أكثر.
وكلما نشروا هم مزيداً من التفاصيل، تعمقنا في المعاني الخفية خلف ما ينشرون، كزواج أو انفصال وشيك.
تنشر المجلات مقالات حول مثالية علاقة اثنين من المشاهير، أو عن كيفية جعل علاقتك العاطفية مثلهم، ونحن نتلقف ذلك بكل حماسة.
وسرعان ما ننسى أن هؤلاء المشاهير يظهرون لنا من أنفسهم فقط ذلك النموذج المغطى بالسكر.
فهم ينزعجون من زيارة أنسبائهم الذين يستهلكون كل ورق التواليت، مثلما ننزعج تماماً.
الفرق الوحيد، هو أنهم لو اعترضوا على ذلك، سيُطلب منهم التزام الصمت، والتوقف عن التذمر من مشاكل "الناس العاديين".
إنهم مشاهير – لا يجب أن يعانوا من نفس المشاكل التي نعاني منها.
يجب أن يظهروا أثناء تناول الكافيار والشمبانيا فقط.
وبدلاً من التذمر، فهم يعملون على حل مشاكلهم بعيداً عن أعين الغرباء.
إلا عندما ندرك أنهم يمرون بأوقات عصيبة – كحالات الانفصال مثلاً – نتلهف لمعرفة أدق التفاصيل.
يتحول حينها أحدهم إلى شخص شرير، بينما يُصبح الآخر حَمَلاً جريحاً.
ففي الحياة الواقعية، نادراً ما يكون الانفصال خطأ أحد الطرفين كلياً.
لكننا نعلم جميعاً أن حياة هوليوود ليست حياةً واقعية.
فلا أحد في الحياة الواقعية يُجري مقابلة ما بعد الانفصال مع مجلة GQ، أو Vanity Fair.
ثم تصيبنا خيبة الأمل على هذا الفتات من المعلومات المنشورة.
ما يدفعنا للبحث عن المقابلات، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الحصول على صورة أوضح عن سبب انفصال هذا الثنائي الذي كان يبدوا مثالياً.
ويستمر الحال على ذلك المنوال، حتى ينخرط أحدهما أو كلاهما في علاقة عاطفية جديدة. تحمل حينها الأغاني معاني أكثر مما تحتمل، مثل Shout Out to my Ex وغيرها، وتتحدث المجلات عن العلاقات العاطفية السابقة، كما حدث مع براد بيت وجنيفر أنيستون وغيرهم.
نحن نحب أن نرى علاقات عاطفية جديدة تنشأ بين المشاهير؛ لأن ذلك يذكرنا بتلك المشاعر الدافئة الغامضة التي تحدث عند الانخراط في علاقة جديدة.
هناك أزواج مثل ويل سميث وجادا بينكيت، تذكرنا بين الحين والآخر، أن العلاقات لا تنتهي جميعاً نهايةً سيئة.
كيف يحافظون على بريق حياتهم؟ وكيف نستطيع فعل ذلك في علاقاتنا؟ وما هو سرهم الخاص؟
تُعد الكتب الرومانسية أحد أكثر الكتب شعبية لسبب ما، نحن جميعاً نحب تلك الكتب الرومانسية في أعماقنا؛ إذ تُشعرنا تلك القصص الخيالية براحة كبيرة، ولكننا نعرف أنها ليست حقيقية. كذلك قصص علاقات المشاهير العاطفية ليست حقيقية، أو تبدو كذلك.
لذلك نرى أنهم أكثر قدرة على الوصول لتلك الحالة الخيالية أكثر من الكتب والأفلام.
وإذا ما مروا بتجربة انفصال قاسية مؤخراً، فإنهم لا يستمرون على مثاليتهم طويلاً – يتحولون سريعاً إلى بشر عاديين بكل بساطة.
ونتساءل: هل سيعودون من جديد؟ هل سيجرون مقابلة انتقامية؟ من سيواعدون بعد ذلك؟
انتشرت الشائعات بالفعل حول سبب انفصال كريس وآنا، والسبب هو عمله على الأرجح.
وما من شك أن كل ما سيفعلونه خلال الأشهر القليلة القادمة، سوف يُفسر مثل قراءة أحد طلاب الأدب لرواية Wuthering Heights.
ويُصبح السؤال هنا: ما مقدار الحقيقة والخيال في كل ما يحدث؟
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة البريطانية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.