طالبت زيمبابوي أن تحصل السيدة الأولى غريس موغابي على الحصانة الدبلوماسية، بعد اتهامها بالاعتداء على عارضة أزياء بأحد فنادق جوهانسبرغ، بحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية بجنوب إفريقيا.
وذكر البيان أن محامي المتهمة "وممثلي حكومتها قدموا طلباً شفهياً… يفيد برغبة المتهمة في الحصول على الحصانة الدبلوماسية"، حسب ما ورد في تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
وأكد البيان أيضاً أن زوجة الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي البالغ من العمر 93 عاماً، لا تزال في جنوب إفريقيا، رغم وجود تقارير تفيد بعودتها إلى بلادها بعد رفضها تسليم نفسها لمواجهة اتهامات بالاعتداء.
وكان مصدر كبير في شرطة جنوب إفريقيا قد صرَّح في وقت سابق أن الشرطة كانت تتفاوض مع محاميي غريس في محاولة لإقناعها بتسليم نفسها لمواجهة اتهامات بالاعتداء، وفقاً لما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية.
وتواجه موغابي تهمة الاعتداء على غابرييلا إنجلز، البالغة من العمر 20 عاماً باستخدام سلك كهربائي، بعد أن ذهبت عارضة الأزياء لمقابلة ابنيها روبرت وشاتونجا موغابي بفندق بمقاطعة ساندتون بالعاصمة جوهانسبرغ، الأحد الماضي.
وتُظهر الصور المنشورة على الشبكات الاجتماعية جرحاً في جبهة إنجلز، التي تزعم أن هناك إصابات أخرى في مؤخرة الرأس.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن العارضة قولها: "كنا نسترخي بإحدى غرف الفندق، وكان ابناها بالغرفة المجاورة. وجاءت وبدأت في ضربنا بقابس الكهرباء مراراً وتكراراً".
وذكرت عارضة الأزياء الجنوب إفريقية أنها لم تكن تعلم هوية من هاجمها حتى انتهى الاعتداء تماماً. وقالت: "لم تكن لدي أي فكرة عما يحدث، لقد فوجئت، واضطررت للزحف إلى خارج الغرفة قبل أن أتمكن من الفرار".
واتهمت إنجلز حراس السيدة الأولى بالوقوف ومشاهدة الاعتداء، وقالت "هناك جرح غائر بمقدمة جبهتي. أعمل عارضة أزياء وأكسب رزقي من خلال هذا العمل".
ذكرت الشرطة أن السيدة البالغة من العمر 20 عاماً قد أقامت "دعوى قضائية بالاعتداء بنية إحداث أضرار بدنية جسيمة".
وذكرت إنجلز أنها لم تمد يدها مطلقاً لضرب السيدة الأولى لزيمبابوي.
وغريس موغابي تلقي كلمات عادة في الاجتماعات السياسية الحاشدة، وتعد منافساً محتملاً على منصب الرئيس بعد زوجها الذي أنهكه المرض، والذي حكم زيمبابوي منذ استقلالها عن الحكم الاستعماري البريطاني عام 1980.
هل عادت لبلادها؟
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت موغابي البالغة من العمر 52 عاماً تسافر باستخدام جواز سفر دبلوماسي، أو يحق لها الحصول على الحصانة الدبلوماسية إذا ما واجهتها الشرطة بأي اتهامات.
وكان مصدر استخباراتي زيمبابوي قد أخبر وكالة رويترز أن موغابي لم تكن تحمل جواز سفر دبلوماسي.
وفي إشارة إلى إمكانية حدوث صدع دبلوماسي بين الدولتين المتجاورتين، أوضح بيان شرطة جنوب إفريقيا، أنه ستتم "معالجة الأمر من خلال النظام القضائي".
وكان هناك خلط حول مكان موغابي، يوم الثلاثاء، بعد أن ذكر وزير الداخلية بجنوب إفريقيا فيكيلي مبالولا أنها قامت بتسليم نفسها للسلطات، وكان من المقرر أن تواجه المحاكمة، إلا أن المحكمة قد أغلقت أبوابها في ذلك اليوم دون أن تمثل أمامها.
وفي وقت لاحق من ذات اليوم، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول زيمبابوي -طلب عدم ذكر اسمه- قوله إن موغابي عادت من جنوب إفريقيا إلى هراري.
وقال المسؤول الحكومي رفيع المستوى "نعم، لقد عادت إلى أرض الوطن. ولا نعرف من أين جاءت قضية الاتهام بالاعتداء".
وأكد مسؤول آخر نفس الرواية، التي تتعارض حالياً مع رواية سلطات جنوب إفريقيا، واتهم وسائل الإعلام بالتخطيط لتشويه سمعة أسرة الرئيس.
وكانت الشرطة قد قالت، يوم الأربعاء، إنه كان من المتوقع أن تذهب موغابي إلى الشرطة يوم الثلاثاء (الْيَوْمَ السابق) لتدلي بأقوالها وتحصل على "بيان تحذيري"، ولكنها لم تفعل.