عاد الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى الكتابة مجدداً بعد منعه منها لمدة استمرت أكثر من 9 أشهر. وغرّد خاشقجي على صفحته الشخصية بتويتر متحدثاً في أول تعليق مطول حول عودته إلى الكتابة مجدداً، ومتمنياً إيقاف عقوبة المنع مستقبلاً عن أي كاتب لأنها انتهاك لحق ثابت.
وقال الإعلامي السعودي في أول حديث له عبر موقع "عين اليوم": "أريد أن أعود كما كنت (كاتب وصح)، مؤكداً أنه مهما بلغ من شهرة وصِيت لا يمكن اعتباره ممثلاً للدولة؛ لأن تمثيل الدول مقصور على الرئيس والحكومة ووزير الخارجية، لذلك يجب أن تحذف هذه الفكرة من رؤوس المسؤولين.
اول تعليق لي حول عودتي للكتابة متمنيا إيقاف عقوبة المنع مستقبلا عن اي كاتب لانها انتهاك لحق ثابت .https://t.co/ZqkLkjvED0
— جمال خاشقجي (@JKhashoggi) ١٧ أغسطس، ٢٠١٧
وقال خاشقجي: "أريد أن أعود ككاتب اجتهد أخطئ وأصيب، فإن أخطأت يصححني من لديه العلم بحقيقة الأمر، وسأنشر تصحيحه في مقالة تالية وهذا الشيء الطبيعي، ويبقى اجتهاد الكاتب له، ولا يعبر إلا عن فهم الكاتب للحالة أو للشيء".
وعن مشاعره حول قرار إعادته للكتابة عبر عن سعادته بهذا القرار، مبيناً أن مشاعره اختلطت بشيء من الألم لأن مبدأ منع الكاتب من الكتابة غير صحيح ولا يليق بأي جهة أن يصبح هذا عقاباً أو تعبيراً عن عدم الرضا.
وقال: "أتمنى من الكتّاب والمشرعين وأعضاء الشورى أن يدفعوا نحو جعل حرية التعبير حق أساسي للمواطن حتى لا يصدر قرار قضائي يحجب هذه الحرية ويمنعها، وهي حق ثابت لا ينقطع أبداً، ويمكن أن يحاسب الكاتب على ما قال ويصدر بحقه حكم وغرامة وهو أمر طبيعي أن يحدث، فالكاتب يمكن أن يسيء لشخص أو يشوّه سمعة شخص ومن حق المتضرر أن يشتكيه أو يقاضيه، ويجب أن يبقى حق التعبير دائم وثابت لا يتغير أتمنى أن يحصل هذا الشيء".
وأضاف: " يجري لدينا إيقاع عقوبة المنع من الكتابة لمدة 3 أو 10 سنوات، وفي هذا انتهاك لمبدأ أساسي، وهناك غيري من الممنوعين من الكتابة، وأتمنى أن يقف الكتّاب معهم والمطالبة برفع الحجب عنهم".
وتابع: "إنني غير متفائل والقليل من الزملاء ممن اتصل بي وهنأني وخريطة المتصلين تؤكد أن فيهم تطلع للحرية وحق التعبير، والآخرين لا يعتبر هذا في جدول اهتماماتهم، سأكتب عن حرية التعبير بمقالات وهل ستنشر؟ وسأجعل هذه المسألة أولوية".
وحول توجهاته المقبلة في الكتابة، أكد اهتمامه وإيمانه بمسألة الربيع العربي، وأنه فرصة يجب أن نرعاها كي يتحقق للأمة التحول الصحيح، لافتاً إلى حال الجمهوريات العربية التي لا تزال تدور فيها الفتن والصراعات بسبب رفضها للربيع العربي.
وقال خاشقجي: "مهتم بالاقتصاد وقضيتي الكبرى العمالة الأجنبية وضررها على الاقتصاد السعودي، التي خصصت لها كتابي اختلال السوق السعودي، سأعود للكتابة بهذه المسألة، وأشيد بالقرارات التي اتخذت لفرض الرسوم على العمالة ونحو ذلك، فإذا كان الهدف منها تقليل العمالة فهو هدف نبيل يخدم الاقتصاد السعودي، سأركز على هذا وأشرحه كثيراً وأتحدث عن ما كتبته في كتابي مستخدماً ما يطرأ من معلومات جديدة في هذا المجال".
وأشار خاشقجي إلى أنه مشغول حالياً بمشروع كتابين، إضافة إلى إقامته في مدينة واشنطن من أجل التفرغ لكتابة هذين الكتابين من خلال التعاون مع جهات بحثية.