لا تغيب فيديوهات الإعدامات الدموية التي ينفذها تنظيم داعش عن أذهان كل من شاهدها، فقد اهتم التنظيم الإرهابي بأن يتفنن في أساليب القتل، بما يجعل لكل فيديو بصمة مميزة لا تُنسى، لكنه كذلك راح يتفنن في أساليب تعذيب سجنائه من النساء والرجال، والتي تركت بصمتها لا في مخيلتهم فقط، ولكن على أجسادهم أيضاً.
ففي تقرير اعتمد على شهادة 72 من السجناء السابقين والمنشقين عن التنظيم، كشف المركز الدولي لدراسة التطرف في لندن عن أساليب التعذيب التي يستخدمها تنظيم الدولة في سجونه، وتشمل الجلد وبساط الريح والشبح والكرسي الألماني والعجل، وحرق أجزاء من الجسم، وقرّاصة الثدي للنساء، والتعذيب النفسي من خلال أساليب مختلفة.
وبحسب ما أوردته مجلة "نيوزويك"، نقلاً عن التقرير الذي استغرق إعداده 18 شهراً، وشارك في كتابته المسؤول السابق لقسم مكافحة الإرهاب وعملياته في الشرطة التركية أحمد يايلا، فإن سجون تنظيم داعش تديرها أجهزة عدة، منها الحسبة أو الشرطة الدينية والجهاز الأمني والشرطة العسكرية.
حرقوا عضوه التناسلي
"أحضر غالون كاز وصبَّه عليَّ من صدري وحتى قدمي، وقال لي اعترف وإلا أحرقتك، وآخر شيء أتذكره هو أنني وجدت نفسي في المستشفى"، يروي سوري عمره 33 عاماً، كان معتقلاً لدى التنظيم.
ويضيف قام محقق تونسي تابع للتنظيم -أعتقد أنه كان من عناصر الجيش السوري- برشِّه بالكاز، وأشعل النار به، حيث ترك الحادث آثاراً على عضوه التناسلي.
ووفق التقرير اعتاد محققو التنظيم على استخدام أسلوب الوقود كنوع من التعذيب النفسي، يتم خلاله تقييد المعتقل وصب الكاز عليه، ثم يُهدد بإشعال النار في جسده إذا لم يقم بالاعتراف، وقد يصل الأمر لمرحلة التنفيذ كما حدث مع الضحية سابقة الذكر.
أما الكرسي الألماني والشَّبح والعجل فتستخدم لتعريض جسد المعتقل للضرب، وفي حالة التعذيب من خلال الشبح يترك المعتقل معلقاً في إطار الباب أو السقف لعدة أيام.
"بساط الريح" أسلوب آخر يستخدمه محققو التنظيم لتعذيب المعتقلين، عبر وضع السجين بين لوحين مرنين، ويتم طيهما بشكل مقوس حاد لا يراعي قدرة العمود الفقري على الانحناء، ما يسبب آلاماً رهيبة في الظهر، خاصة أن المعتقل لا يستطيع التحرك بسبب تقييد رجليه ويديه، ويظل الجلاد يحني اللوحين، بحيث يصبح وضع السجين على شكل نصف دائرة، وتقترب قدماه من رأسه، وعادة ما يتسبب هذا الأسلوب بإصابات خطيرة ودائمة للعمود الفقري، ويقوم السجانون أثناء ذلك الوضع بضرب السجناء وصعقهم بالكهرباء.
قراصة الثدي للنساء
أما فيما يتعلق بالنساء فقد ابتكر محققو التنظيم أسلوباً خاصاً، حول أداة تجميل معروفة بين النساء إلى آلة مرعبة للتعذيب، حيث تقوم السجانة باستخدام "الملقط" لقرص السجينة في ثدييها، مسببة لها آلاماً مبرحة وتشوهات في مظهره.
ونقل التقرير تجربة مؤلمة لامرأة عمرها 63 عاماً على يد نساء الحسبة في الرقة. تقول: "صرخت وتوسَّلت لهن بالعفو عني، فأمرتني إحداهن (سجانة) بالصمت، ثم نظرت إلى ثديي، وسألت ما حدث لي، فأخبرتها أني مصابة بالسرطان، فقالت إنها ستجعل الثدي الآخر يبدو مثله".
تضيف: "سألتني هل سمعت عن الملقط، فبكيتُ، وعندما قرصتني به صرختُ لدرجة أن الرقة كلها سمعت صوتي".
أما التعذيب النفسي، خاصة للنساء فكان أكثر بشاعة، حيث تروي إحدى السجينات السابقات إنه تم وضع رأس مقطوع لرجل مشوه على قفص سجينة، بينما هي غائبة عن الوعي، وعندما أفاقت جرت نفسها إلى حيث الرأس وحرفته نحوها لتدقق أكثر في ملامحه، ثم انهارت في البكاء والنواح واللطم، حيث اتضح أنه رأس أخيها، وظلت المرأة بلا طعام ولا شراب بعد هذه الحادثة ليومين.